fbpx

عزمي بشارة.. حكاية نصف الكذاب

“كل ما تقوله صحيح، ولكنك لا تقول كل ما هو صحيح”، يعني تقول نصف الحقيقة، و يعني أنك كاذب بشكل أو بآخر، وإن لم تكن كاذبًا فأنت مضلِل.

عزمي بشارة، ابن الليكود السابق، وعقل إمارة قطر اللاحق يكتب عن التطبيع مع إسرائيل، وفي سرده يقول الكثير الكثير مما هو صحيح، ومن الكثير:

ـ من مصلحة إسرائيل أن تكون محاطة بدول عربية ديكتاتورية (ويفضل عسكرية) لأسباب عدة أولها أنه يمكنها التوصل إلى تفاهمات معها ويمكن توقع سلوكها في هذا الشأن من دون إزعاجات رأي عام وغيره.
. بماذا استفاد جنوب السودان اقتصاديا من إسرائيل؟ هل استفادت الأردن ومصر اقتصاديا وتنمويا من العلاقة مع إسرائيل؟ فكروا قليلا! مشكلة الديكتاتوريات لم تكن هذه، بل السياسات التنموية الفاشلة، والفساد والاستبداد، وأيديولوجيات وسياسات مغامرة لم يطلبها الشعب الفلسطيني.
ـ أي عربي يفكر أن إسرائيل سوف تخدمه لا يفكر بعقلانية على الرغم من ادعاءات الحداثة. فإسرائيل هي التي تريده أن يخدمها وسوف ينتهي به الأمر إلى ذلك.

دعونا نقول أن مايقوله عزمي بشارة فيما سبق صحيح، ولكن هل هذا الصحيح لاينطبق سوى على الاردن والسودان وربما مصر والسلطة الفلسطينية؟

طيب.. ألا ينطبق صحيح عزمي بشارة على قطر وآخر ماحرر عنها ومنها جاء على لسان (الخال) حمد بن جاسم، وهو (كان ومازال أحد أهم الشخصيات الفاعلة في السياسة الخارجية القطرية) وقد أفهمنا من تغريداته بأن إمارته بصدد توقيع معاهدة عدم اعتداء مع اسرائيل، مضافًا أن الإمارة ستستقبل كأس العالم في 2022؟

دعونا من تصريحات بن جاسم

عام 1995 وفور انقلاب الأمير حمد على أبيه خليفة آل ثاني لم تعد العلاقات الإسرائيلية القطرية خفية على أحدً، ولاسيما بعد انقلاب الأمير السابق حمد على والده الشيخ خليفة آل ثاني عام 1995، إذ أعلنت قطر افتتاح مكتب تجاري لإسرائيل في العاصمة القطرية، وتم افتتاح هذا المكتب التجاري في الدوحة من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز عام 1996، الأمر الذي يشير إلى أنه “أكثر من مكتب”؛ إذ إن رئيسه كان يحوز رتبة سفير في الخارجية الإسرائيلية. كما تم التوقيع آنذاك على اتفاقية لبيع الغاز القطري إلى إسرائيل، وإنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.

في ذاك الوقت قدم “حمد” تبرع قيمته 10 ملايين دولار لفريق “إسرائيلي” ويطلق على ملعبه “إستاد الدوحة”، وكشفت تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية السابقة عن دفع قطر 3 ملايين دولار لتمويل الحملة الانتخابية لرئيس الوزراء نتنياهو، فضلًا عن حصول حزب “إسرائيل بيتنا”، بقيادة حليف نتنياهو أفيغدور ليبرمان، من قطر، على مبلغ 2.5 مليون دولار.

كان هذا مع الأمير (الوالد)، فماذا عن الاميرة الوالدة؟
في وقت سابق، أشارت القناة “الإسرائيلية” الأولى، في تقرير لها إلى اعتراف ليفني، بوجود صداقة حميمة تربطها بالشيخة موزة، والدة الأمير تميم، فضلًا عن تأكيد زيارة أمير قطر السابق لإسرائيل عام 2009، للمرة الأولى بعد حربها على قطاع غزة، وعمليات الرصاص المصبوب، في الوقت الذي كانت تتباكى قناة الجزيرة القطرية على أطفال غزة تحت الحصار.

لن نتوقف كثيرًا عن العلاقات العاطفية، فالسيدة الأميرة لها مزاجها ونزواتها العاطفية، غير أن للاقتصاد ما ليس للعواطف، وكانت نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، مجموعة من التقارير التي تشير إلى دلائل قوية إلى علاقة قطر بإسرائيل، مثل وصول حجم التبادل التجاري بين “تل أبيب” والدوحة إلى 7 مليارات دولار في 2015، و75% من تصدير “إسرائيل” للمعدات العسكرية والآلات تستحوذ عليه قطر، وموافقة وزير السياحة الإسرائيلي باريف ليفين، على إحضار مرضى من قطر للعلاج في تل أبيب في 2017.

فضلًا عن أن الزيارة التي قام بها وفد نادي برشلونة الإسباني إلى “إسرائيل” عام 2013 الذي ترعاه شركة قطر للاستثمار، جاءت بعد موافقة أمير قطر.
وحادثة نقل 60 يهوديًا عبر الخطوط الجوية القطرية من اليمن إلى “إسرائيل”، عبر الدوحة في عملية أشرفت عليها “تل أبيب”، فضلًا عن وجود سيارة من نوع “فورد” تحمل أرقام قطر في الحي الدبلوماسي في تل أبيب.

كما أعلنت شركة “أركيع” عن استمرار رحلاتها إلى قطر، رغم غلق المجالات الجوية العربية في وجه الطيران القطري، وتعاقد أمير قطر مع جهاز “الموساد” و”أمان” و”شاباك” لتكليف الشركة الإسرائيلية بروخر كاهايا، بحماية كأس العالم 2022، مقابل ملياري دولار، وعمولة 5% عن كل تذكرة.

هل سنكون بحاجة للمزيد؟

المزيد من مثل ترحيب قطر بفريق الجمباز الإسرائيلي خلال بطولة كأس العالم الذي استضافته، وقد سمحت برفع الأعلام الإسرائيلية على سماء الدوحة.

وهل يخفى على أحد والدراسات البحثية باتت اكثر من الهم على القلب ومن بينها دراسة بحثية أعدها معهد أبحاث “الأمن القومي” الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، نشرها مؤخرا، ونقلتها عدة وسائل إعلام إسرائيلية، عن العلاقات المشبوهة والسرية بين الجانبين.

مشيرة إلى أن استثمارات قطر المالية في غزة، يساعدها كثيرا في سياستها الخارجية، ويزيد من تحكمها في صناع القرار في القطاع؛ ما يجعلها أداة في يد تل أبيب لتوجيه أجندتها داخل غزة وفق مصالحها.

بالنتيجة حكايات قطر مع إسرائيل أوسع من أن يتسعها مقال، ومادام عزمي بشارة هو لسان حال الإمارة، ومالك مفاتيح أفكارها، ومادام الرجل قد عاد إلى نشيد الكفاح المسلح و:
ـ ناقش اسمك يا يما على كعب البارودة.

فليرفع بندقيته في وجه أمراء قطر، وليدع مساكين السودان يحلون مشاكل السودان كما يرتأي السودانيون.
هنالك مثل أشبع تكرارًا وإعادة، والمثل يتصل بالعاهرات الذين يحكون عن العفة وما من شك بأن عزمي يحفظه عن ظهر قلب وبلغات أربع:
ـ بالعربية كون أصوله عربية، وبالعبرية كونه تربى في مدرسة الليكود، وبالألمانية كون الألمان أعاروه لقب فيلسوف، وبالانكليزية أيضًا.
عزمي بشارة نصف كذاب.
ليته كذاب كامل.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى