fbpx

وليم هيغ: حان الوقت للجم إيران

دعا وزير الخارجية البريطاني الأسبق “وليم هيغ” إلى ضرورة الرد على الممارسات الإيرانية في المنطقة العربية، لا سيما الهجمات المتكررة على المنشآت النفطية السعودية عبر ميليشيات الحوثي.

واعتبر “هيغ” في مقالٍ كتبه في صحيفة “التيلغراف”، أن إيران هي العقل المدبر للهجمات التي طالت معامل آرامكو.

مضيفاً: “في غضون دقائق من يوم السبت، تعرضت منشأتان نفطيتان كبيرتان في السعودية لأضرار جسيمة من الطائرات المسيرة، وربما صواريخ كروز أيضًا.

ومع توقف تدفق 5% من نفط العالم على الفور، باتت أسعار النفط العالمية متذبذبة، وبينما يحسب الاقتصاديون التأثير على الاقتصاد العالمي، ويُثار الجدل حول من يتحمل المسؤولية، يجب التأكد من إدراكنا لما يخبرنا به هذا الاعتداء المتهور”.

الوزير الأسبق أشار أيضاً خلال مقاله إلى أن طبيعة الحرب تتغير عما كانت عليه سابقاً، مشيراً إلى أن السعودية تمتلك قوات مسلحة قوية وقوات جوية متطورة ودفاعات عالية التقنية، مما يمكنها بسهولة من مقاومة أي هجوم واسع النطاق تشنه أي دولة في المنطقة.

موضحاً أن المشكلة تأتي من أن الطائرات المسيرة صغيرة بما يكفي بحيث لا تكتشفها تلك الدفاعات، كما يمكنها أن تُصيب هدفًا بدقة كافية لإحداث أضرار جسيمة مع حمولة محدودة نسبيًا.

وحذر “هيغ” من انتشار تقنية الهجوم بالطائرات المسيرة والحرب بالوكالة التي تعتمد عليها إيران في تأجيج الصراعات في المنطقة، مؤكداً أن الأمن القومي العالمي سيحتاج في المستقبل مبالغ هائلة لتحديث وسائل الدفاع الجوي لتصبح قادرة على التصدي لمثل هذه الهجمات، مضيفاً: “سيتيح انتشار تكنولوجيا الطائرات المسيرة الرخيصة شن هجمات مدمرة تشنها قوات بالوكالة، في حروب غير معلنة، وبأقل قدر من المخاطر على المهاجمين. حيث يمكن إرسال عشرات الطائرات مقابل أقل من 15000 دولار لكل وحدة لتطير ما يقرب من ألف ميل مع حمولةٍ متفجرة كافية للتسبب في أضرار ذات قيمة أكبر بكثير”.

وأردف المسؤول الأسبق في مقاله: “حتى إذا كان هناك الكثير من الدفاعات المضادة للطائرات، فقد تم تصميمها لإسقاط الطائرات وبالتالي فهي باهظة التكلفة وقليلة من حيث العدد لهزيمة أسراب الطائرات الصغيرة المسيرة وبالتالي، يمكن الآن استخدام التكنولوجيا الحديثة المتاحة على نطاق واسع إلى جانب الاستراتيجية القديمة المتمثلة في استخدام قوات بالوكالة، وذلك لتصعيد الصراع مع إنكار المسؤولية”.

وبالنسبة لإيران، أشار المقال إلى أنها أكبر المستفيدين من مثل هذه التكنولوجيا لا سيما وأن تلك الضربات تبق غامضة ومتفاوتة، موضحاً: “بينما ترزحُ تحت ضغطٍ شديدٍ من العقوبات الأميركية، وتقيمُ تحالفاتٍ وثيقة مع مجموعة من القوات تبدأ من حزب الله في لبنان إلى نظام الأسد في سوريا وصولاً إلى الحوثيين في اليمن، فإن هذه الهجمات تثير إغراء إيران”.

واعتبر “هيغ” أن القادة الإيرانيون يحاولون إثبات أن تدفق النفط من الحلفاء الخليجيين للولايات المتحدة يمكن أن يتعرض للتهديد أيضًا ومن هذا المنطلق أتت الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط في البحر، وذلك بالتزامن مع وجود القيود الشديدة على تجارة النفط الخاصة بإيران.

بالإضافة إلى ذلك، اعتبر المقال أن المتشددين في طهران داخل الحرس الثوري أو المقربين إلى المرشد الأعلى يهدفون من تلك الهجمات لتقويض إمكانية عقد اجتماعٍ غير مسبوق بين رئيسهم روحاني والرئيس ترمب، كما لفت إلى أن مشهد اشتعال المنشآت النفطية التي تُعد حيويةً على الصعيد العالمي يجعل إقامة لقاءٍ كهذا في المُستقبل القريب أكثر صعوبة، فمن أذن بشن هذه الهجمات كان يهدف إلى خلق مُعضلاتٍ عسيرة لأميركا ولبقية الغرب والدول العربية الخليجية من حيث كيفية الرد على حد قول الوزير البريطاني.

وأضاف “هيغ”: “يجب أن تكون الاستجابة الأولية بعيدة عن الانتقام السريع والتركيز على نسب الفعل إلى مرتكبيه، وذلك في الواقع هو ما ركزت عليه واشنطن من خلال أدلةٍ تربط التفجيرات بالإيرانيين وليس حلفاءهم الحوثيين وعلى المدى الطويل، يتم ردع مثل هذا النوع من الأعمال غير المسؤولة إلى حد بعيد بأفضل صورة من خلال إظهار أن المصدر الحقيقي لها يُمكن تحديده في كثير من الأحيان أو في نهاية المطاف.”

كما توقع “هيغ” أن تكون مسألة توحد الحكومات الغربية ضد النظام الإيراني بمثابة عقوبة قاسية، خاتماً: “باعتبار وقوف الخليج على حافة تصعيد النزاعات وحالة عدم استقرار مُتفاقمة، فإن الوقت قد حان لتستجمع العواصم الغربية قواها وذلك إذ كان الرئيس ماكرون قد لعب دروًا قويًا في قمة مجموعة السبع الأخيرة من خلال المساعدة في إقناع ترمب لإدراك احتمالية تقارب أوسع نطاقًا مع إيران.

في حين أن ذلك قد يكون مُستحيلًا من حيث تحقيقه بالمُجمل، إلا أنه بالنسبة للبيت الأبيض يُعد التفكير مليًا في اتخاذ نهجِ كهذا أمرًا صائبًا، أما بالنسبة لبريطانيا وغيرها من الحلفاء، فسيكون من الصواب دعم ذلك النهج.”

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى