fbpx

حرب دبلوماسية في موريتانيا

تتميز الأخبار الموريتانية عادة بالروتينية والسلسة، لكن تحركاً دبلوماسياً قوياً يحدث قد يؤدي إلى هزة في الدبلوماسية الموريتانية، أدت إلى استقالة نواب أحد أقدم الأحزاب السياسية في موريتانيا “حزب الاتحاد من أجل الجمهورية”.

حيث فاز “محمد ولد الغزواني” في الانتخابات الرئاسية التي جرت في حزيران الماضي بشكل مستقل، لكن أذرع الحزب الحاكم السابق تريد أن تتشبث بالحكم، مما أدى إلى خلافات بالرأي وانشقاقات، نتج عنها استقالة رئيس كتلة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية “محمد يحيى ولد الخرشي”، ورشح “حبيب ولد اجاه” بدلاً عنه، ويعرف عن “حبيب” قربه من الرئيس الموريتاني المنتخب “الغزواني”، ما يعني أن اختلافاً في الرؤى أدى إلى انشقاق في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لصالح الرئيس المتخب والمستقل.

وكان النائب ولد الخرشي قد أدلى سابقا بتصريحات مثيرة قال فيها إن النظام الحالي أسس على ما وجد قبله من مؤسسات ومن إنجازات، وإنه سيحافظ على ما وجد أمامه من مؤسسات ومن إنجازات.

وقال موقع “نوافذ” الإخباري الموريتاني: ” إن حزب الاتحاد يشهد انقسامات بدأت في الظهور للعلن، حيث بات الجناح المعارض لاستمرار تأثير الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز يعرب عن مواقفه بشكل علني، ويقوده النائب الأسبق الخليل ولد الطيب الذي دعا لنزع صور ولد عبد العزيز من مقر الحزب والتعجيل بانتخاب قيادة جديدة للحزب لأن لجنة تسييره الحالية معينة من طرف رئيس سابق للجمهورية”.

وشهدت النزاعات السياسية ردود فعل كبيرة في أوساط المثقفين الموريتانيين؛ حيث كتب المدون السياسي “محمد الأمين الفاضل”: ” يحاول البعض ممن تبقى من أنصار ولد عبد العزيز أن يحتفظ له بدور محوري في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، ولا يعلم هؤلاء بأنهم بذلك سيكونون أشد خطرا على الرئيس السابق من ألد خصومه، تلك حقيقة يجب أن تُقال بلغة سياسية فصيحة وصريحة حتى يسمعها كل من يحاول الآن أن يحتفظ للرئيس السابق بأي دور سياسي في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية”.

وقال الناشط السياسي محمد المنى”: ” لا تبدو الخيارات الحالية أمام الاتحاد من أجل الجمهورية كثيرة ولا مريحة على أي حال، وكلها تتلخص في خيارين بلا ثالث؛ أن يتبناه الرئيس ولد الغزواني وينشر عليه جناح السلطة وظلها الوارف الظليل، وفي هذا الحالة سيستمر الحزب كما كان طيلة السنوات العشر المنقضية، وهي كل عمره؛ جهازاً للتعبئة الموسمية، وجزءاً من الإدارة، وقناةً مع زعماء المجتمع المحلي، ومنصة انطلاق للمنتفعين وهواة التملق والتقرب.. أو أن ينأى بنفسه عنه وعن الأحزاب عموماً، باعتبار أن الدستور يحظر عليه قيادة أي حزب أحرى رعايته، وفي هذه الحالة فإن حزب الاتحاد الذي ولد في حضن السلطة ولا يعرف العيش أو التنفس خارج حضانتها، سيذوب سريعاً كما يذوب فص ملح في ماء ساخن”.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى