fbpx

الباغوز.. استسلام آلاف العناصر من تنظيم الدولة والمعركة مستمرة

لا تزال مزارع الباغوز والتي تشكل الجيب الأخير لتنظيم الدولة “داعش” في ريف دير الزور شرق سوريا، تشهد عمليات عسكرية مكثفة، سواء من خلال اشتباكات عنيفة أو مناوشات بين “قوات سوريا الديمقراطية “(قسد) والتحالف الدولي من جانب، ومن تبقى من عناصر التنظيم من جانب آخر. وتستهدف ميليشيا ” قسد” ذات الغالبية الكردية مدعومة طائرات التحالف مواقع التنظيم ليلاً، فيما تخفف وتيرة قصفها خلال ساعات النهار، ويهدف هذا التكتيك إلى دفع مقاتلي التنظيم لتسليم أنفسهم ودفع المدنيين للخروج، بحسب ما تقول “قسد”. وتمكنت “قسد” خلال اليومين الماضيين من احراز تقدم في الباغوز، وسيطرت على عدة أبنية مهمة بعد تراجع عناصر التنظيم المحاصرين إلى أطراف نهر الفرات بالقرب من الحدود السورية – العراقية نتيجة القصف الجوي والمدفعي العنيف. وبحسب مصادر مرصد مينا، فأن عدد عناصر التنظيم المتبقين في الباغوز يقدر بنحو 500 عنصراً، مشيرة بأن غارات شنها طيران التحالف أمس الاحد، استهدفت الباغوز، وتسببت بمقتل عناصر للتنظيم، في وقت أكدت ذات المصادر أن الغارات تسببت كذلك بمقتل 10مدنيين جلهم من الأطفال. واوضحت المصادر بأن مقاتلات التحالف استهدفت نفقاً وسط الباغوز، ما أدى لمقتل 7عناصر للتنظيم، بينهم القيادي، وذلك بعد يومين من قصف مكثف للتحالف على الأنفاق الأرضية التي يختبئ بها عناصر التنظيم، لافتة بأن التحالف ”حصل على معلومات دقيقة عن خارطة أنفاق التنظيم في الباغوز، من عناصره الذين خرجوا من المنطقة، خلال الأيام الماضية“. اكتظاظ المخيمات على وقع المعارك والقصف الكثيف، فأن التنظيم بعناصره وعوائله والمدنيين المتبقين باتوا لا يجدون خيار الخروج من الباغوز، وتمثلت في سلسلة عمليات خروج واستسلام جماعية، ضمت آلاف الأشخاص خلال الأيام الماضية. وشهدت عمليات خروج المدنيين صعوبات وجرت على شكل دفعات، تخللتها اشتباكات وعمليات قصف بري وقصف عنيف تسببت بقتل عناصر من التنظيم، وشكلت ضغطاً على التنظيم لدفعه للفرار والخروج. وشهد منتصف ليل الاربعاء الماضي أكبر عملية استسلام جماعية لعناصر التنظيم. وذكرت ميليشيا “قسد” إن نحو ثلاثة آلاف مقاتل من تنظيم الدولة استسلموا في الباغوز. وتضمنت تغريدة على تويتر لمدير المركز الإعلامي لقسد مصطفى بالي انه “خلال 24 ساعة، استسلم ثلاثة آلاف من عناصر داعش لقواتنا في الباغوز”، مؤكدا أن “المعركة مستمرة وساعة الحسم أصبحت أقرب من أي وقت مضى”. من جانبها ذكرت الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي في تقرير إن أكثر من 62 ألفاً نزحوا بسبب القتال حول آخر جيب للتنظيم في سوريا، تدفقوا على مخيم الهول، وأن 5200 وصلوا في الفترة من الخامس إلى السابع من آذار /مارس ومن المتوقع توافد المزيد. وأضاف تقرير المنظمة الدولية أن “مخيم الهول تجاوز طاقته الاستيعابية بكثير إذ يبلغ عدد المقيمين فيه حالياً 62 ألف فرد وأن أكثر من 90% من الوافدين الجدد هم من النساء والأطفال. يمثل الأطفال الأغلبية العظمى، 23% دون الثانية عشرة من العمر و12% دون سن الخامسة”. ومن الناحية الإنسانية فقد توفي 72 طفلاً غالبيتهم العظمى دون سن الـ 12، خلال خروجهم من مزارع الباغوز، نحو مناطق سيطرة مليشيا “قسد” وأثناء عملية تنقلهم من منطقة التجمع نحو مخيم الهول بريف الحسكة الجنوبي الشرقي، ومنهم من فارق الحياة بعد وصوله للمخيم، حيث تمت الوفيات نتيجة نقص الرعاية الطبية، وفق ما تؤكد مصادر مينا. ويقتصر وجود التنظيم في الباغوز هذه الأيام على مخيم عشوائي على الضفاف الشرقية لنهر الفرات محاط بأراض زراعية تمتد حتى الحدود العراقية. إصدار للتنظيم: هُزمنا.. لكن المعركة لم تنتهِ ويأتي هذا بوقت دعا فيه تنظيم الدولة في إصدار مصور الاثنين الماضي، بثته وكالة” أعماق” الذراع الإعلامية للتنظيم، إلى “الثبات”، في مواجهة الحصار والقصف الذي يتعرضون له. وجاء الإصدار، تحت عنوان “معاني الثبات” من بلدة الباغوز واعترف فيه التنظيم، أنه هزم في سوريا وبسقوط خلافة البغدادي. لكن برر التنظيم هذا الأمر، على أنه “خسارة في ميزان الدنيا وبلاء من عند الله”، حسب تعبيره. وتضمن الشرط صوراً لخيم وغرف من الطين وشاحنات وقال أحد المتحدثين في الشريط “إن قُتلنا وإن أُبدنا عن بكرة أبينا، فهذا نصر، والثبات هو أن تبقى على ما يحبه الله”. وتابع الشاب الذي ظهر في الشريط، وقد جلس قربه طفل ورجلين آخرين وضعا كوفية على رأسيهما وهما يتناولان الحساء، “إذا كان عندنا آلاف الكيلومترات ولم يبق إلا بعض الكيلومترات، فيقال خسرنا”، لكن “المقياس عند الله يختلف”، حسب قوله. وأضاف: “هؤلاء الكفرة والمرتدون قطعوا علينا الطرق.. وفي هذا الحصار الخانق، يأتينا رزقنا ولله الحمد كل يوم بيومه”، زاعماً بأن “النصر قريب.. والحرب سجال ولم تنتهِ المعارك”. وفي تأكيد لولاء مقاتلي التنظيم لزعيمه، يقول الشاب “أقولها إغاظة للكفار والمرتدين، لا يوجد حاكم مسلم على وجه هذه الأرض إلا الشيخ أبو البكر البغدادي حفظه الله”، حسب تعبيره. وشبه الإصدار مقاتلي التنظيم بـ”أصحاب الأخدود” وأعاد الحديث عن “الطائفة المنصورة” على أنه المقصود بها هو التنظيم. كما زعم الإصدار بأن تنظيم الدولة هو “التنظيم الوحيد الذي أقام شرع الله في الزمن الحالي” وختم الإصدار بنشيد ” كل شيء صائر نحو الزوال”. واشنطن تستبعد انهاء المعركة ضد التنظيم إصدار التنظيم جاء بعد أيام على تصريح قائد القيادة العسكرية الوسطى الأميركية الجنرال جوزف فوتيل، والذي أكد فيه بأن انتهاء المعركة ضد تنظيم الدولة لا يزال بعيداً. وأضاف فوتيل أن مسلحي التنظيم الذين يخرجون من الباغوز شرق الفرات لا يزالوا يحملون الأجندة المتطرفة. وفي الأسابيع الأخيرة، علقت هذه القوات مراراً هجومها ضد جيب التنظيم، ما أتاح خروج عشرات الآلاف من الأشخاص، غالبيتهم نساء وأطفال من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم. وصرح قائد الحملة العسكرية لاستعادة الباغوز، جيا فرات، إن مقاتلي تنظيم الدولة محاصرون الآن في رقعة تبلغ مساحتها نصف ميل مربع من البلدة، وأن “آلاف المدنيين مازالوا عالقين هناك كدورع بشرية”. ويرى مراقبون إنه لا يعني حسم المعركة في دير الزور انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى