fbpx

حزب الله التركي.. إلى الأمام

ليس مؤكداً أن الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان يعاني من الجنون، ولكن من المؤكد أنه عرضة للجنون. لم لا؟ لنقرأ ما كتبه أروغان خلال لقائه مع واحدة من المحطات التلفزيونية التركية وهو يسرد ما يعتبره (وقائع حدثت معه يوم انقلاب 15 تموز 2016): “وصلت إلى مقاطعة دالمان في ولاية موغلا وفوجئت أن المتمردين جاءوا إليها قبلنا، بحثوا عني داخل الطائرة التي كنت استقلها، لكن حدث شيء غريب جداً، دخلوا الطائرة ثم خرجوا منها، وكأن لا أحد بداخلها رغم أنني كنت في الطائرة، حدث معي مثلما حدث مع الرسول الكريم وأبو بكر الصديق في غار حراء”، ويكمل: “جاءوا مرة أخرى لكي يتأكدوا ولكن لم يروني رغم أنني كنت خلفهم”. كان واضحاً من مسيرة الرجل، ومن كمّ الصور الهائل التي التقطها وهو ينزل سلالم قصره باللباس التركي الامبراطوري، أنه يساكن امبراطوراً في لاوعيه، وهذا الامبراطور، نقل تركيا، إلى دولة “الرئيس”، بما يجعل الرئيس قابضاً على كل ما في تركيا، لتتحول البلاد إلى نظام ديكتاتوري، يقبض فيه الرئيس على كل ما عداه، بدءاً من الصحافة، وصولاً للقضاء، وبطبيعة الحال مروراً بالجيش وفساد الاقتصاد، فها هي تركيا اليوم، تحاصر الرأي، وتطوّق الصحافة حتى بلغ عدد المقالات الصحفية التي تم منعها من النشر خلال عام 2018 وحده 2950 مقالاً حسب تقرير نشره معهد استوكهولم للحريات. هستيريا “الزعيم”، التي قادته إلى حملات اعتقالات لم تشهد تركيا سوابق لها، وقد طالت القضاة والعسكريين والصحفيين وأصحاب الرأي، لحقتها هستيريا الزعيم مابعد اندحار “داعش” في سوريا مؤخراً، وكان على أردوغان أن يصدّر هستيريائه هذه بالادعاء أن قوّاته هي من قاتلت داعش وهزمتها، حيث ادعت وزارة الدفاع التركية بأن الجيش التركي هو الجيش الوحيد الذي خاض قتالاً مباشراً ضد مرتزقة داعش، وهو ادعاء كاذب بكل تأكيد، فيما عكسه هو الصحيح، فالعالم، كل العالم يعلم بأن ممرات داعش الى سوريا والعراق، لم تكن سوى عبر الحدود التركية، وعبر محطاتها الرئيسية في فنادق غازي عنتاب واستنبول، وبتسهيلات وموافقات ورعاية من أجهزة (الميت) التركي. اليوم، هزمت داعش، وبهزيمتها، بلغ الصدع بالحكومة التركية أن تنتقل إلى طور آخر، من اللعب في المنطقة، عبر الخطابات الشعبوية للرئيس أردوغان، فعلى (سفينة مرمرة)، لعب الرئيس التركي محاولاً خطف الراية الإسلامية، ليكون هو حاملها، وفي الوقائع لم يسبق لا لحكومة أدروغان، ولا للحكومات التركية السابقة عليه، تقديم شيء.. أي شيء للقضية الفلسطينية، واليوم يلعب أردوغان على مسألة الجولان، وتصريحات ترامب التي تهب الجولان السوري لاسرائيل، ليعيد أردوغان ثانية اللعب ولكن هذه المرة من هضبة الجولان بعد أن لعبها من سفينة مرمرة. تخبط ما بعده تخبط بعد اندحار المشروع التركي عبر اندحار “داعش”، وسقوط الاسلام السياسي في مصر. أما القادم، فثمة توقعات تقول: سيطلق أردوغان “حزب الله” الكردي، في تركيا في سلسلة من الاغتيالات.. هذه معلومات شبه مؤكدة من مصادر مطلعة، والمصادر إياها تقول: “حزب الله” الكردي، وهو الحزب الذي صنّعه أردوغان من حرّاس الحدود، سيكون داعش ثانية، ولكنها داعش التي ستعمل ضمن الحدود التركية، وعلى اصطياد اليسار، والقوى العلمانية.. كل اليسار، وكل القوى العلمانية، فثمة استحقاق سيقاتل أردوغان للفوز به.. إنه استحقاق الفوز بانتخابات البلديات، فكيف سيفوز؟ بـ (الارهاب).. وحده الإرهاب، فأيتام داعش سيتناسلون من جديد. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى