fbpx

طبّاخ بوتين في الخرطوم

لم يمنحه الوقت وقتاً، كان هذا حال الرئيس المخلوع عمر البشير، وكان الوقت قد فعل فعلته، ربما ليجنّب السودان ما آلت إليه الحداث في بلدان أخرى كليبيا أو سوريا أو اليمن، فما الذي سرقه الوقت من سارق السودان عبر ثلاثة عقود استغرق فيها البشير في رقصة الدببة؟ يقول الخبر، وقد بثته شبكة الـ (CNN) بعد أن كشفت وثائقه أن الاستراتيجية التي انتهجها الرئيس السوداني السابق، عمر البشير ضد المظاهرات في بلاده قد اعتمدت شركة روسية مرتبطة برجل أعمال مقرب من الكرملين يدعى يوفجيني بريغوزين الذي يُلقب بـ”طباخ بوتين”. تلك مقدمة خبر الوكالة، ولكن ما هاي الطبخة التي كان طبّاخ بوتين يعدّها للسودانيين الجوعى؟ الشركة المعنية تدعى “M-invest” ولها مكتب في الخرطوم، ومدرجة تحت قطاع التعدين، إلا أن نشاطاتها تعدت فقط في مجال المناجم، حيث تظهر الوثائق أن الشركة وضعت خططا لقمع هذه المظاهرات، وفي إحدى الوثائق كانت الخطة تبدأ بإشاعة مزاعم أن المتظاهرين يهاجمون المساجد والمستشفيات، وتشكيل صورة أن المظاهرات “معادية للإسلام والعادات والقيم” عبر زرع أعلام “المثلية الجنسية” وسط المظاهرات. وفي وثيقة أخرى، اقترحت الشركة على الحكومة السودانية “تمثيل حوار مع المعارضة والمتظاهرين في سبيل كسب قادة المعارضة وفصلهم عن المتظاهرين”، بالإضافة على تحسين صورة الحكومة وجعلها تظهر بمظهر جيد عبر “توزيع مجاني للخبز والطحين والحبوب والأغذية”. وتضمنت الاستراتيجية وفقا للوثائق إشاعة معلومات كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإلقاء اللوم على إسرائيل وأنها تدعم المتظاهرين بالإضافة إلى تنفيذ إعدامات في ساحات عامة ضد “سارقين” لجعلهم عبرة. مسؤولون سابقون بنظام البشير ومصادر عسكرية سودانية (والكلام مازال للوكالة) بدأوا بتطبيق هذه الاستراتيجية وأن مستشارين روس بدأوا بالتوافد إلى العاصمة السودانية، الخرطوم، لمراقبة المظاهرات والشروع بخطط للتصدي لها بـ”خسائر أرواح قليلة ولكن مقبولة”.

  • هكذا اذن؟

شركات وطباخون متخصصون بإجهاض الثورات، فالأقدام السوداء التي ظهرت في تظاهرات عربية من مناطق عربية أخرى، استخدمت البارود.. القنص، ولغة الدم، وبطبيعة الحال لم تدّخر جهداً في تصوير (ساندويشات) المتظاهرين وقد حشيت بأوراق نقدية وكبتاغون، وهنا الأيادي السوداء التي دخلت ميادين الخرطوم، والمال وفير. لم لا؟ في سوريا طبخوا كل ما يحصّن نظام الأسد، باعتباره المأزق والحل، وفي ليبيا، أتوا بكل الرايات السوداء  لاجهاض ماذهب إليه الناس.. ناس ليبيا الذين لم تتجاوز طلباتهم (بعض الكرامة الإنسانية)، و(حق الكلام). هناك أشعلوها حرباً أهلية، وفي الجهة الثانية أشعلوها حرباً أهلية، وفي كل جهة من الجهات طبّاخون. قد نجهلهم في سوريا، وقد نجهلهم في ليبيا. في السودان علمنا اسم الطبّاخ وشركة طبيخه ومطبخه. بعد مئات آلاف القتلى في كل من سوريا وليبيا، لابد أن يأتي اليوم الذي نتعرف فيه على الطباخ والطبيخ المسموم وضحايا الطبخة. للوقت كل السلطة على الأحياء. للوقت حق المعرفة. لابد للوقت من أن ينتزع هذا الحق.''''

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى