fbpx

حكومة الإنقاذ في إدلب تنقضّ على علم الثورة

أنجزت حكومة الإنقاذ في إدلب كامل مهماتها، من حيث إعادة الاعمار والبناء، كما أعادت تطوير الصناعة والزراعة والتعليم الذي لا يزال في مدارس هي مجرد خيام فوق التراب والطين ولا ننسى بالطبع أنها أسقطت نظام الأسد، ولم يبق لديها سوى تغيير علم الثورة بعلم جديد بهدف توحيد الرايات المختلفة في الشمال السوري، حيث يتكدس الناس فوق بعضهم في العراء وسط معاناة إنسانية قاسية، ولعل العرب أصابت حينما قالت “شرُّ البلية ما يُضحكْ”. كان صعباً على جبهة النصرة البقاء بدون تغيير في شكلها، وذلك من أجل إعادة تقديم نفسها بثوب جديد، من تغيير اسمها الى هيئة تحرير الشام، والتشكيلات والبيانات المختلفة لمحو اسم القاعدة عنها وارتباطها بهذه المنظمة المتطرفة، لذلك، أطلت حكومة الإنقاذ هذه، والتي تم انشاؤها كواجهة تديرها جبهة النصرة من الخلف، وبهذه الطريقة لم يعد (الشرعي) الخاص بجبهة النصرة يصدر بياناته وتعليماته للمدنيين (الغلابة)، فقد تم تغير الاسم، وبات هناك وزراء وقضاة، ومحاكم وبوليس وغيره، وبهذه الطريقة توهمت جبهة النصرة أن بإمكانها التخفّي، والبقاء حاكمة على رؤوس الناس بقناع جديد عبر وزراء حكومتها المشكوك بانتماءاتهم السابقة والحالية. ثم ذهبت هذه الحكومة، من الجباية والضرائب، الى الاعتقالات، إلى القرارات التي كانت تمس حتى الخصوصية للأفراد، وصولاً الى الجلد والتعذيب والتخوين، والوقوف خلف جبهة النصرة في معاركها الداخلية وتصفية الحسابات التي لا تتوقف. هناك، كان الحاضر الأكبر هو فكر وتوجهات تنظيم القاعدة، وكان الغائب الأكبر، هو الحلم، ذلك الحلم الذي أراده أصحاب الثورة السلمية، والذين وجدوا أنفسهم في النهاية ملاحقين ومطلوبين، داخل مدينة كان يفترض أن تكون لهم، وخصوصاً أولئك الذين خرجوا من الحصار المرّ خلال السنوات الماضية، لكن هذه المدينة راحت تتحول قسراً الى امارة طالبانية مغلقة. مسألتان كانتا مترابطتان في وسائل الاعلام، الأولى تغيير العلم، والثانية ما صرحت به وكالة سبوتنيك الروسية على لسان مسؤول في النظام، عن التحضير لمعركة ادلب، وبما ان النظام لا يحكم أصلاً، فتلك رسالة روسية واضحة مفادها أن معركة ادلب قد تكون قادمة. بعض الثوار السلميين وجدوا في تغيير العلم وإضافة (لفظ الشهادتين) عليه يمثل انقلابا ًعلى أهم رموز الثورة؟ لكن الأمر يبدو أكبر من ذلك، فأصحاب هذا الفكر غير قادرين على تغيير أنفسهم، ولا يكترثون لنتائج هذه الخطوة أمام المجتمع الدولي ولا تهمهم معاناة الناس. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى