fbpx

الفيروس الصيني الجديد يهز أسواق المال عالميًا

يبدو – وللوهلة الأولى – أن لا ترابط فعلي بين بعض الكوارث أو الأمراض والأسواق الاقتصادية، فما العلاقة الكبيرة بين انتشار جائحة أو مرض ما وبين أسواق المال والاقتصاد العالمي؟.

أي نعم، قد يسبب مرض معين، فيما لو انتشر، كارثة جزئية في البلد المصاب وتأثير متقطع في بعض المنظومات الاقتصادية.. قد يكون هذا الجواب الأولي للبعض!، إلا أن الموضوع ببساطة، أعقد من ذلك.. فالاقتصاد العالمي بات مترابطًا بشكل يفوق التصور، وباتت كلمة أن العالم أصبح قرية صغيرة، حقيقية وفعالة بل تكاد لا تكفي لوصف التعقيد الترابطي للإقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة.

ونستعرض هنا، مثالًا حيًّا يراقبه العالم بقلق، بعد انتشار فيروس ووهان الصيني، العضو الجديد في عائلة كورونا، ليعيد للعالم مشاهد انتشار فايروس سارس قبل 17 عامًا، فالمؤشرات الاقتصادي أوضحت تأثرًا فعليًّا “متفاوتًا” بهذه الجائحة الجديدة!.

ومع تسجيل حالات في كوريا الجنوبية ووصوله لشواطئ الولايات المتحدة، عم الهدوء أسواق الأسهم العالمية، وضربت الأنباء أسعار الأسهم الآسيوية بقوة، وخفضت من أسعار النفط، مما أدى لتوجه المستثمرين إلى ملاذات آمنة مثل سندات الخزانة الأميركية.

وقال كبار المستثمرين والخبراء الاستراتيجيين في بورصة وول ستريت إن الفيروس، خلق مستوى جديد من عدم اليقين بالنسبة للأسواق العالمية، في الوقت الذي يشعر فيه بعض المستثمرين بالقلق إزاء التقييمات العالية.

تراوحت التقديرات بخسارة ما بين 0.5٪ و 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي للصين، و0.5% لجنوب شرق آسيا.

هذا وتراجعت المؤشرات الأميركية في إغلاق الثلاثاء 21 يناير بعد أنباء تفيد بأن الولايات المتحدة قد اكتشفت أول حالة إصابة بفيروس كورونا الصينية، متراجعة عن مستويات قياسية مرتفعة مع انتقال الفيروس من الصين إلى شواطئ الولايات المتحدة وقيام صندوق النقد الدولي بخفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي، وانخفضت عائدات سندات الخزانة للـ 10 سنوات 1.78٪، حيث أن السعر يتحرك باتجاه معاكس لعائد السندات.

من جهتها، تراجعت الأسهم الأوروبية يوم الثلاثاء 21 يناير/كانون ثاني، وسط مخاوف بشأن انتشار الفيروس الجديد، حيث أعاد تزايد خطر انتقال العدوى، مع سفر ملايين الصينيين لقضاء عطلات السنة القمرية الجديدة،إلى أذهان المستثمرين التداعيات الاقتصادية لأزمة الفيروس سارس في 2003 الذي قتل زهاء 800 شخص، وأدى إلى ركود في هونج كونج.

وأغلق المؤشر Stoxx600 الأوروبي منخفضاً 0.1% بعد هبوطه في وقت سابق من الجلسة بما يصل إلى 1%.

أسواق النفط العالمية كان لها نصيبها من الذعر المرافق لانتشار الفيروس،
فانخفضت أسعار النفط مع توقع بنك غولدمان ساكس بتراجع أسعار النفط بـ 3 دولارات في 2020 مع انتشار فيروس كورونا الصيني، وبرر البنك هذا التراجع سيأتي بسبب انخفاض الطلب على وقود الطائرات مما سيقلل من استهلاك العالم بنحو 260 ألف برميل يومياً.

وتراجعت أسعار برنت بـ 35 سنتاً، أي بـ 0.54% ليصل سعر البرميل إلى 64.24 دولار، في حين تراجعت أسعار خام تكساس الوسيط بـ 38 سنتاً، أي 0.65% إلى 58 دولاراً للبرميل.

أما أسواق الصين، منبع الفيروس ومسبب القلق الرئيس، فقد ارتفعت أمس الثلاثاء تكلفة التأمين على ديون الصين بعد تأكيد السلطات انتشار الفيروس للبشر وإصابة حوالي 290 شخص به.

وامتدت المخاوف عبر الأسواق الصينية والآسيوية لينخفض اليوان نحو 0.6% مقابل الدولار، وهبطت الأسهم الصينية بـ 1.4% متأثرة بتراجع أسهم كبرى شركات الطيران.

من جهتها، تراجعت الأسهم اليابانية أيضًا، مع سيطرة الخوف على المستثمرين من تفشي الفيروس الجديد في الصين بما قد يعطل التحسن الاقتصادي في أعقاب اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين.

وتضررت أسهم شركات الطيران والسفر جراء القلق من انتشار العدوى على نطاق أوسع، وهبط المؤشر Nikkei القياسي 0.91% نقطة لينزل عن ذروة 15 شهرا المسجلة الاثنين 20 يناير الماضي، في حين فقد المؤشر Topix الأوسع نطاقاً 0.53%.
وكانت شركات الطيران هي الأسوأ أداء بين قطاعات بورصة طوكيو، حيث تراجع مؤشرها 2.5% بفعل المخاوف من تضرر الطلب على السفر جراء الوباء!.

Read More

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى