fbpx

مع دخول العقوبات على إيران.. البطالة تتخطى بكثير حاجز الـ 3 مليون عاطل عن العمل

خاص – مينا بعد دخول العقوبات الأميركية ضد إيران حيز التنفيذ والتي بدأت في الخامس من الشهر الجاري، بدأت تتكشف الحالة الاقتصادية المتردية في البلاد، والذي يضاف إليها زيادة في معدلات البطالة التي وصلت لأرقام قياسية، الى جانب زيادة معدلات الفقر والكساد. وتأتي زيادة معدلات البطالة في إيران في وقت حذر فيه صندوق النقد الدولي الاربعاء من تضخم غير مسبوق في إيران، قد يصل إلى 30 %، العام المقبل وذلك بعد فرض الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على طهران الاسبوع الماضي. ومن شأن مثل هذه التوقعات السلبية الخاصة بالاقتصاد الإيراني، أن تؤدي إلى تسريح عدد كبير من العمال، وبالتالي تفشي البطالة واتساع رقعة الفقر، وقد تنتهي الأمور إلى إشعال فتيل إضرابات واسعة في الداخل الإيراني. وكشفت ارقام رسمية صادرة حديثا عن تزايد أعداد العاطلين عن العمل في إيران، وسط تزايد وتيرة الأزمات الاقتصادية التي شملت قطاعات صناعية وتجارية واسعة النطاق داخل البلاد. وأكد مركز الإحصاء الإيراني الحكومي أن أعداد العاطلين في البلاد ارتفعت بمعدل 237 ألف شخص خلال أشهر الصيف الماضي، وهو ما يشير إلى تخطي حاجز الـ 3 ملايين عاطل عن العمل في إيران بكثير حتى نهاية آب/ اغسطس الماضي. نتائج المسح أظهرت كذلك زيادة معدل التغير في نسب البطالة بنحو 0.7% مقارنة بالفترة ذاتها عام 2017، بينما تركزت معدلات البطالة بين الشباب في الفئة العمرية بين 15 و29 عاما، بمعدل بلغ 24.9%؛ فيما زادت معدلات البطالة تبعا للتغير الموسمي بمقدار 0.8%. كرمنشاه ذات الغالبية الكردية الأولى بمعدل البطالة بإيران استمرت محافظة كرمنشاه غرب إيران وللسنة الثالثة على التوالي، في احتلال المرتبة الاولى من حيث معدلات البطالة على مستوى البلاد، ووصلت نسبة العاطلين عن العمل لأكثر من 16.5% من مجمل سكانها البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، بحسب ما ذكرت وكالة انباء “تسنيم”، الخميس. واستناداً إلى بيانات من مركز الإحصاء والتقارير في وزارة التعاون والعمل والرفاهي الاجتماعي في إيران فقد احتلت المحافظة أعلى معدل للبطالة في البلاد منذ صيف ٢٠١٦. وسبق وأن شهدت كرمنشاه مظاهرات احتجاجية ضد نظام الحكم، بسبب تفشي البطالة وانتشار الفقر بالمحافظة والتي تشكل القومية الكردية غالبية سكانها. كما سبق وقاطع محتجون من أهالي المحافظة كلمة الرئيس الإيراني حسن روحاني اثناء كلمته أمام أهالي مدينة كرمنشاه، حيث قاطعه عدد من الحاضرين، هاتفين بعدة شعارات احتجاجاً على ارتفاع معدل البطالة التي تعاني منها مدينتهم وباقي المدن الإيرانية. لكن ورغم مرور شهور عديدة على هذه الحادثة، لم يعمل روحاني على حل مشاكلهم ولم تنخفض نسب البطالة، بل ازدادت لتبقى كرمنشاه في موقعها كأكثر محافظة إيرانية بمعدل البطالة في إيران.  انخفاض معدل اليد العاملة من النساء لنحو 32% وعلى وقع التعامل العنصري مع سكان كرمنشاه – كما يقول سكان المحافظة- من قبل السلطات الإيرانية، وكان نتيجتها نسب عالية في البطالة، فأن النساء في إيران ومن كافة القوميات بالبلاد كن ضحية الحرمان من العمل، والذي زاد من معدلات البطالة ضمن هذه الشريحة. وكشفت أرقام رسمية صادرة حديثا في إيران عن ارتفاع مطرد بمعدلات البطالة بين أوساط النساء في ظل الظروف المعيشية الطاحنة الناتجة عن سياسات اقتصادية حكومية خاطئة، وفق محللين اقتصاديين. وكشفت إحصاءات على أساس سنوي صدرت الشهر الماضي من مركز المعلومات الاستراتيجية التابع لوزارة العمل والرفاه الإيرانية، أن معدل القوى العاملة النسائية انخفض بمقدار 32.3 %، حسب آخر تسجيل للبيانات في نهاية شهر مارس/آذار الماضي. وتشير تلك الأرقام، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”، إلى أن نسب البطالة بين النسوة الإيرانية تأخذ منحى تصاعديا. ويهدد هذا الأمر فرص حصول المرأة على وظائف خاصة في ظل اضطراب أوضاع الاقتصاد المحلي، وتهاوي قيمة العملة المحلية أمام الدولار، ودخول العقوبات الامريكية حيز التنفيذ. يشار إلى أن نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، نفسه وصف البطالة بالمشكلة الصعبة، وقال مؤخراً إنّ كلّ عائلة إيرانية تضم ثلاثة أفراد بلا وظائف، مؤكداً على أنّ إجمالي عدد العاطلين من العمل يبلغ ثلاثة ملايين شخص، ومن هؤلاء من يحملون شهادات الماجستير والدكتوراه، وازداد عدد هؤلاء بالذات أربعة أضعاف خلال السنوات 15 الأخيرة، بحسب تأكيده. لكنّ البعض يعتبر أنّ العدد الذي تحدث عنه جهانغيري ليس دقيقاً، وبأنّ الرقم الحقيقي قد يتجاوز أربعة ملايين شخص. حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى