fbpx

الانتقال من الحروب الهجينة إلى الحرب الشاملة.. هذا هو الممكن

مرصد مينا

الصيغة الهجينة للحرب، لا يمكنها أن تستمر، فجبهة حزب الله مع إسرائيل، لابد انها صيغة “هجينة”، فلا هي بالحرب ولا هي صمت المدافع، وكذلك حال جبهة أنصار الله اليمنيين والتي تطورت وصولاً إلى القصف الأمريكي على مواقع في اليمن، كل ذلك والخطاب الإسرائيلي يرتفع، وعلى لسان بنيامين نتنياهو الذي لم ير في محكمة جنوب أفريقيا ما يعيق ديمومة اشتباكه مع غزة وصولاً لاجتثاث حماس ورسم مسار جديد للقطاع الذي “ليس جزءاً من السلطة الفلسطينية، وليس سلطة مكتملة”، وبهذا فكل التوقعات تشير إلى إطالة عمر هذه الحرب، دون استثناء شمولها لبنان، بما يفتح ساحة أخرى للمجابهة، ستعني الكثير بالنسبة لمجمل المنطقة، متجاوزة المحاذير الامريكية، والتفاهمات الضمنية ما بين إيران والإدارة الأمريكية، وهي تفاهمات تشتغل على الحيلولة دون توسع الحرب، وهذا ما جاء به الوسيط الأمريكي آموس هوكشتين إلى لبنان والمشتغل على تبريد جبهة الجنوب بالتوافق مع نبيه بري، وكل منهما يتحرك بما تصل اليه ذراعه، الأول على الضفة الإسرائيلية، والثاني مع حزب الله، دون أن يتوقع أحد نجاحاً لحركة أيّ منهما، فالحروب تبدأ باللغة وتنتهي بفتيل يشعل فتائل بما يحوّل نصف الحرب إلى حرب مكتملة، لابد وتأخذ المنطقة برمتها نحو جغرافيات جديدة، وحقائق جديدة قد تنسينا خرائط الأمس وحقائق الأمس، فالانزياحات لابد وتصيب المنطقة برمتها، بما فيها سوريا التي اكتفت بدور “المزهرية” في حرب غزة، وهو دور لن يعفيها من امتداد الحرب اليها بالتزامن مع وقائع ما يحدث في جنوبها، فالحركة الشعبية في السويداء باتت عصية على التراجع، كما عصية على التقدم وفق الستاتيك الراهن، وبالتالي لابد من تحريك الكرة الملساء على الزجاج الأملس بما يكسر الزجاج ويغيّر من تسارع الكرة، وهذا قد يؤدي في واحد من احتمالاته إلى فصل الجنوب عن العاصمة، وهو الفصل الذي لن يكون بملمس الحرير، فتطور من هذا الطراز قد يتطلب لعبة السكاكين، ولن تكون إسرائيل خارج الملعب.

على مستوى الإدارة الامريكية يبدو الحال اكثر جديّة وإلحاحاً، فالتوقيت الإسرائيلي لابد ويختلف عن التوقيت الأمريكاني، ولهذا سارعت إدارة بايدن إلى استبدال سفيرتها دورثي شيا في لبنان بـ “ليزا جونسون”، وجونسون هذه لابد أعلى كفاءة من سابقتها فهي عضو رفيع المستوى في السلك الدبلوماسي برتبة وزير مستشار، وهي دم جديد في الدبلوماسية الامريكية، والمحمول الأساس في حقيبتها الدبلوماسية إلى لبنان، هو منع اتساع الحرب، بالتكاتف مع زميلها آمنوس هوكشتين، ومعظم اللبنانيين ومن كل الأطراف على اختلافها لا يتوقعون نجاحاً لا للسفيرة ولا للوسيط، فما يحدث في اليمن سينتقل إلى لبنان، مما يفتح احتمالاً واسعاً:

ـ إيران لن تعمل على ليّ ذراع حليفها اليمني أو حليفها اللبناني، وإدارة جو بايدن أضعف من أن تحمّل بنيامين نتنياهو زمنها.

لطهران زمنها، وفي المشهد أنه يفترق عن زمن انصار الله وحزبه، وللإدارة الامريكية زمنها وثمة تباين ما بين زمن الإدارة وزمن نتنياهو.

ـ إسرائيل ماضية في الحرب وعلى إيقاعها سيكون زمن المنطقة المقبل بما يحمل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى