fbpx
أخر الأخبار

تلك هي لغة “المرشد”

منذ إطلالته الاولى اشتغل الراحل “آية الله الخميني” على ما اصطلح عليه “الهلال الشيعي”، واشتغل استنادًا إلى “المظلومية”، بل وحصد الانصار من “قاعدة المظلومية”، كما من “معاداة الإمبريالية” ونعت الخصوم بـ “الشيطان الاكبر”.

ـ ما الذي تبقّى من “هلاله الشيعي”، في وجدان “الشيعة” اولاً؟

كانت الشعوب في لبنان وسوريا والعراق وداخل إيران نفسها – الدول التي تقع على طول “الهلال الشيعي” – قد أدركت أن العدو موجود في الداخل. ويتمثل بحكوماتهم التي سمحت للنظام الإيراني بالاستيلاء على الدولة ومؤسساتها. فالأيديولوجيات وخطابات المقاومة والهويات الطائفية ونظريات المؤامرة التي جسّدت الهويات والآراء الجماعية للمجتمعات الشيعية في جميع أنحاء المنطقة، تتفكك ببطء بل بثبات وتحلّ محلها مخاوف اقتصادية وتطلعات كبيرة باتجاه المواطنة والهويات الوطنية.

كلام بالغ الجدية تبحث فيه “حنين غدار” وهي من باحثي معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى لتختم بالقول إن “الهلال الشيعي”، الذي كانت إيران تستثمر فيه لعقود من الزمن، ينقلب على النظام الإيراني ووكلائه. فمن بيروت إلى بغداد، وصولاً إلى طهران، تواجه إيران خصمها الأكثر تعقيداً منذ سنوات المتمثل بالمتظاهرين الشيعة. وبالنسبة للجمهورية الإسلامية، يتواجد العدو في الداخل أيضاً، وهو الذي لا يمكن احتواؤه من دون حدوث اضطرابات عنيفة تضرب استراتيجياتها الخاصة وتحالفاتها السياسية في جميع أنحاء المنطقة.

ربما لم تفكر إيران قط أن تحديها الرئيسي سوف ينبثق من المجتمعات الشيعية نفسها. فقد كان النظام في طهران يعتمد استراتيجية واحدة في جميع أنحاء المنطقة، تتمثل في: تعزيز الهوية الشيعية، وإغداق الأسلحة والمال على الوكلاء، واكتساب صورة الأب للشيعة من خلال الحلول محل الدولة ومؤسساتها. غير أن النظام لم يدرك قط أنه في أعقاب جميع تلك الاستثمارات في الموارد والشعب، وبعد تحقيق كافة تلك الانتصارات العسكرية في لبنان وسوريا والعراق، كان الشعب – وخاصة الشيعة – بحاجة إلى ترجمة عملية لتلك الانتصارات تتمثل بتوفير المزيد من موارد العيش – وليس القليل منها – وتأمين مستقبل أفضل لأطفالهم. لكن الواقع كان عكس ذلك تماماً. ففي ظل غياب رؤية اجتماعية -اقتصادية للعواصم التي تسيطر عليها إيران، لم تعد ظروف العيش مقبولة.

بدأ أسوأ كابوس في إيران عندما بدأ العراقيون – معظمهم في البلدات والمدن الشيعية – يرددون هتافات على غرار “إيران برا برا، بغداد حرة حرة”، وحين نزل اللبنانيون إلى الشوارع وهم يحملون شعاراً موحداً: “كلن يعني كلن”. وتحوّل هذا الكابوس إلى تحدٍ خطير عندما أضرم المحتجون العراقيون النار بقنصليات إيرانية وحين شمل المحتجون اللبنانيون [الأمين العام لـ «حزب الله»] حسن نصرالله واعتبروه من بين الشخصيات السياسية اللبنانية الفاشلة، وحمّلوا الحزب مسؤولية المصائب التي يعيشها لبنان.

إن إيران ووكلاؤها – الذين وعدوا المجتمعات الشيعية منذ فترة طويلة بمحاربة الظلم وتمكين الهوية الشيعية وفي النتائج ما الذي أبقاه المرشد “الشيعي” للـ “المواطن الشيعي”؟.

شوارع طهران اليوم تشهد:

ـ اقتلوهم.

تلك هي لغة المرشد.. وحدها لغته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى