fbpx

حزب الله وتنظيف ملفات عملاء إسرائيل

لم تمض إلا ساعات قليلة على انتشار صورة قائد الجيش مع العميل الإسرائيلي “عامر الفاخوري”، حتى تناقلت صحف لبنانية أنباءاً عن اعتقال ضابط كبير في الجيش على خلفية شبهات بوجود علاقةٍ بينه وبين العميل فاخوري، في أحدث فضيحة تهز المؤسسة العسكرية اللبنانية.

الفضيحة الجديدة ووفقاً لما تناقله الصحف، فجرتها مرافقة العميد “إلياس يوسف” للعميل الإسرائيلي السابق إلى مطار رفيق الحريري الدولي أثناء احتجازه والتحقيق معه بتهمة التعامل المباش مع إسرائيل والعمل مع الجيش الإسرائيلي.

الجدل حول قضية “الفاخوري” أججه ما تردد من معلومات تناقلتها وسائل إعلامية محلية حول سعي متنفذين في الدولة اللبنانية لتنظيف سجلات عملاء وجنود سابقين في جيش لحد الجنوبي الموالي لإسرائيل، ومن بينهم “الفاخوري” الذي شغل سابقاً منصب آمر السجون الإسرائيلية في جنوب لبنان إبان فترة الاحتلال.

أما النقطة الأبرز التي أثيرت حول قضية “الفاخوري” على الساحة اللبنانية؛ هي الدور المحتمل لحلفاء حزب الله في لبنان لما نشرته وسائل إعلامية محلية حول عمليات تنظيف ملفات العملاء السابقين، لا سيما في ظل العلاقة الوطيدة والعائلية التي تربط قائد الجيش اللبناني برئيس الجمهورية “ميشيال عون” ووزير خارجيته “جبران باسيل” أبرز وأقرب حلفاء الحزب الرافع لشعار المقاومة والممانعة بدعمٍ من إيران.

معلقون على مواقع التواصل الاجتماعي؛ تسألوا في الوقت ذاته عن موقف الحزب الذي يسيطر على أغلب مفاصل الدولة اللبنانية لا سيما الأمنية منها، من قضايا العملاء وما يدور حولها، ملمحين لاحتمالية أن تكون أطراف من الحزب متورطة بقضية العملاء ضمن صفقة مع إسرائيل، لا سيما في ظل التوتر بين الجانبين على الحدود.

البيان الصادر عن الجيش اللبنانية حول ظهور العميل “الفاخوري” مع قائد الجيش “عون” بدوره ساعد على تنامي الاتهامات لأطراف نافذة في الدولة في محاولات تنظيف ملف العملاء، خاصةً وأنه أشار إلى أن الصورة تم التقاطها أثناء حفل أقامته السفارة اللبنانية في واشنطن العام 2017 على شرف قائد الجيش، ما طرح المزيد من إشارات الاستفهام عن الجهة التي وجهت الدعوة للعميل السابق لحضور الحفل، بالإضافة إلى مدى العلاقة التي تدفع الرجلين لالتقاط صورة تذكارية على الرغم من وقوفهما نظرياً على الأقل على ضفتين متعاديتين.

خفايا وأسرار صورة الفاخوري، امتدت أيضاً لطرح علامات استفهام إضافية حول مصدر الجرأة التي دفعت العميل قبل أيام للعودة إلى لبنان عبر المطار الدولي، على الرغم من انه مطلوب للسلطات اللبنانية منذ اكثر من عشرين عاما، حيث تسائل المعلقون عن أي تطمينات تم منحها للرجل، حتى يعود بهذه العلنية متحديا مذكرات الاعتقال بحقه.

وكان الجيش اللبناني قد أصدر خلال الساعات الماضية بياناً حول الصور التي جمعت قائده “بالفاخوري”، حيث وضح بيان مديرية التوجيه، في الإدارة العامة للجيش اللبناني بأن الصورة التقطت منذ عامين، أثناء زيارة العماد “عون” إلى الولايات المتحدة الأميركية في تشرين الأول / أكتوبر، من العام 2017، من أجل المشاركة في حفل استقبال عام، كانت السفارة اللبنانية قد أقامته على شرف العماد “جوزيف عون”، والتقط المدعون صورا تذكارية إلى جانب قائد الجيش اللبناني، وكان من بينهم العميل السابق لدى إسرائيل “عامر فاخوري”، ونوه البيان أنه لا توجد أي علاقة أو معرفة شخصية بين “عون” والفاخوري.

مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، ضجت بالصورة التي جمعت الاثنين معا، لتثير هذه الصورة موجة من الغضب والتساؤلات، وكثير من الاتهامات التي وجهت لقائد الجيش اللبناني، بالعمالة على خلفية صورته مع الفاخوري.

يذكر أن العميل “عامر الفاخوري” يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ حوالي 20 عاما، إلا أنه عاد إلى لبنان من عدة أيام، حيث قامت قوات الأمن اللبناني بإلقاء القبض عليه، حيث أحيل، اليوم الجمعة، إلى القضاء العسكري اللبناني، للتحقيق معه في تهم العمالة، بفترة الحرب الإسرائيلية على لبنان.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى