fbpx
أخر الأخبار

لقاء بينيت ـ بايدن: الحذاء في القدم الثانية

سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت هذا الأسبوع بالرئيس الأمريكي جو بايدن، وبلا شك سيكون بينيت مثقلاً بالحملة التي شنّت عليه مؤخرًا وفادها بنيامين نتنياهو كنتيجة لمقتل قناص اسرائيلي على يد ناشط حمساوي، في مناطق الضفة الغربية، فقد زلّ لسان بينيت أثناء اتصاله بوالد الجندي مستبدلاً اسم الجندي القتيل باسم والده، فكانت حرائق الفيس بوك ومواقع التواصل بعد نشر المكالمة المسجلة ما بين بينيت ووالد الجندي القتيل.

سيكون رئيس الوزراء الإسرائيلي مثقلاً أي نعم، غير أن الرئيس المثقل بزلة اللسان، سيلتقي رئيسًا مثقلاً بالانهيار الأمريكي في افغانستان، دون نسيان أن “إسرائيل ليست أولوية لبايدن الآن”، ومثلما كتب المحللون في وسائل الإعلام: مصداقية الولايات المتحدة تضررت، سواء حيال أصدقائها أم حيال خصومها مثل الصين وروسيا. وموضوعياً، ينبغي أن تضاف إيران للقائمة رغم أن الولايات المتحدة لم تقرر بعد ما إذا كانت عدواً أم شريكاً محتملاً.

بايدن سبق وقال :” على أمريكا أن تخطط سياستها “حسب الواقع الحالي، لا حسب ما كان قبل عشرين سنة”، ولهذا الكلام معنى بالنسبة للإسرائيليين، وسيزداد ضغط المعنى إذا علمنا بأن “بينيت” بالنسبة لبايدن، ليس رجلاً مجرّبًا، وسيضاف كذلك عدم وجود سفير إسرائيلي يؤدي مهامه في واشنطن اليوم، ليقرئ الأمريكان من هو رئيسه الوليد.

سيكون اللقاء محفوفًا بالمخاطر، ذلك أنه لابد ويتعثر بالنقد الأمريكي لعلاقات إسرائيل والصين، التي تتطور لمواضيع ثنائية بالغة الخطورة بالنسبة لسياسات بايدن، ، ومع أن المسألة الفلسطينية ليست في ترتيب متقدم عال على نحو خاص من ناحية الإدارة، قد يرغب الرئيس في أن يسمع من بينيت أفكاراً محددة بالنسبة لغزة والضفة، بما في ذلك البناء خلف الخط الأخضر، وسيكون من الصعب على بينيت أن يوفر مايكفي من الاجابات.

من ناحية إسرائيل، سيعنى اللقاء بالموضوع النووي الإيراني الذي تختلف حوله الولايات المتحدة وإسرائيل. فالمفاوضات الآن في مفترق حرج بين استئنافها وفقاً لشروط طهران، وتجميدها، ولو مؤقتاً على الأقل. الشكل الذي ستتصدى به حكومة إسرائيل برئاسة بينيت لهاتين الإمكانيتين سيقرر مكانة إسرائيل في التاريخ ومستقبلها أيضاً.

أحد أهداف بينيت من الزيارة هو إعادة العلاقات العاطفية من الحزبين في أمريكا لسابق عهدها. ومع أنه هدف مهم، ولكن يجب أن نفهم أولاً أسباب الوضع المهزوز الحالي التي من أهمها غضب الحزب الديمقراطي بسبب علاقات حكومة نتنياهو مع إدارة ترامب، بل التحولات في الخريطة السياسية والديمغرافية في أمريكا بعامة والحزب الديمقراطي بخاصة. ومثلما يقال في المثل الإنجليزي الشهير “الحذاء في القدم الثانية”، أي في قدم الحزب الديمقراطي والمحافل اليسارية التي فيه.

حسب زلمان شوفال، الكاتب في “معاريف” عرضت إدارة أوباما منذ يومها الأول مواقف سلبية تجاه إسرائيل، سواء في الموضوع الإيراني أم في الموضوع الفلسطيني، وكانت هذه هي الأجواء على مدى ثماني سنوات لحكمها، والتي خلفت آثارها على الموقف في حزبها تجاه إسرائيل. ومثلما أوضحت عضو الكونغرس إلهان عمر، مؤخراً، وهي الشخصية المركزية في اليسار المتطرف في الحزب، فإن “معارضتنا لإسرائيل بعامة وليس لحكومة معينة”. الوضع ليس ضائعاً، وكما تبين مؤخراً في الانتخابات مجلس النواب الوسطى، فإن الميل المتطرف يساراً لحزبهم لا يروق لكثير من الناخبين الديمقراطيين في الوسط.

في هكذا حال:

ـ هل سيكون الشقاق الأمريكي الإسرائيلي؟

بمعنى آخر:

ـ هل سيكون التخلي الأمريكي الجزئي عن إسرائيل؟

في العودة لكلام جو بايدن:”على أمريكا أن تخطط سياستها “حسب الواقع الحالي، لا حسب ما كان قبل عشرين سنة”، فـ “كل شيء مباح بالنسبة لإدارته”.

المصريون يقولون:”ياخبر بفلوس بكرا يبقى ببلاش”.

بانتظار استكمال اللقاء لنعرف ما االذي ستحمله الايام المقبلة لإسرائيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى