fbpx

بعد ترحيله قسرا من أمريكا.. العثور على جثة شاب عراقي

توفي الشاب العراقي جيمي الداوود البالغ من العمر 41 عاما بعد أن رحلته سلطات الهجرة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى بلاده “العراق”، ضمنن الحلمة التي يقودها الرئيس “ترامب” لإعادة المهاجرين الغير شرعيين إلى بلادهم.

والعراقي “الداوود” كان يعيش في الولايات المتحدة منذ طفولته، بعد أن وصل إليها عندما كان يبلغ من العمر ستة أشهر، وولد في مخيم للاجئين في اليونان، ولم يكن يتحدث اللغة العربية قط، ولم يذهب أيضا إلى العراق، رغم أنه يمتلك الجنسية العراقية من خلال والده، وكان يعاني من مشاكل عقلية.

شبكة الأخبار الأمريكية “سي إن إن” نشرت تقريرا عنه قالت فيه أن “الداوود” توفي بعد ان رحلته السلطات الأمريكية إلى بلده الأصلي، بسبب مضاعفات مرض السكري الذي كان يعاني منه.

وأضافت “سي إن إن” نقلا عن “إدوارد باجوكا” محامي الشاب العراقي، الذي أشار أن “الداوود” كان من أبناء الطائفة الكلدانية الكاثوليكية في ميشيغان، أن والداه متوفيين، ولديه ثلاثة إخوة أصبحوا مواطنين أميركيين، إلا أن الداوود لم يتمكن من ذلك، ووصلت الأسرة بشكل قانوني إلى أمريكا من أجل اللجوء عام 1979.

كيف مات “جيمي الداوود”

وقال المحامي عن تفاصيل وفاة “الداوود” أن السبب الرئيسي لها كان عدم استطاعة الشاب “الحصول على مادة الأنسولين في العراق، وكان من الممكن إنقاذ حياته، لقد كانت الوفاة مدمرة لعائلة جيمي والمجتمع”.

وقد عُثر على جثة “الداوود” يوم الثلاثاء الماضي، داخل شقة كان يسكنها بالمشاركة مع مواطن عراقي رحلته السلطات الأمريكية أيضا.

في حين أكد مسؤولون يعملون في الهجرة والجمارك في مدينة “ديترويت” التابعة لولاية “ميشيغان” التي كان يسكن فيها “الداوود”، لشبكة “سي إن إن”، أنه عندما تم ترحيل الداوود في الثاني من يونيو الماضي “تم تزويده بمجموعة كاملة من الأدوية لضمان تلقيه الرعاية اللازمة”.

ورحلت إدارة سلطات الهجرة الأمريكية الشاب إلى العراق في الثاني من شهر حزيران/ يونيو الماضي رغم عدم وجود أقارب أو أصدقاء له فيها، ولم يكن يتحدث باللغة العربية، بعد أن كان لديه سجل إجرامي طويل.

الداوود يتوسل إلى أمريكا لإعادته

ونشرمحامي الشاب العراقي “باجوكا” مقطع فيديو للداوود يتوقع أنه تم تسجيله في العراق بعد ترحيله قسرا، تحدث فيه عن تفاصيل عملية إلقاء القبض عليه من أفراد الهجرة في شهر أيار/ مايو الماضي، ليتم بعدها إجباره على الصعود إلى متن رحلة تجارية متجهة إلى العراق، بعد القبض عليه بأيام.

والمقطع المصور بين “الداوود” أنه توسل كثيرا إلى المسؤولين عن ترحيله، لإبقائه في أمريكيا، “قلت لهم: أرجوكم، أنا لم أر هذا البلد (العراق) أبدا، لم أعش هناك مطلقا، لكنهم أجبروني على الرحيل، وأصبحت هنا الآن، أنا لا أفهم اللغة، وأنام في الشوارع، كما أنني مصاب بمرض السكري، وأتناول جرعات من مادة الأنسولين، وليس لدي ما آكله”.

لماذا رحل إلى العراق

من جهته أكد أحد المسؤولين العاملين في الهجرة الأمريكية في منطقة ديترويت إن الداوود كان له تاريخ إجرامي كبير في الولايات المتحدة تضمن ما لا يقل عن 20 إدانة بين عامي 1998 و2017
وأضاف أن من بين هذه الإدانات الاعتداء بسلاح خطير والعنف المنزلي وازدراء المحكمة والفشل في المثول أمامها وتدمير مبنى واقتحام منزل وحيازة الماريغوانا.

وقالت سلطات الهجرة أن “الداوود” تهرب من برنامج المراقبة غير الاحتجازية الذي أخضعته له، وظل طليقا لحوالي أربعة أشهر حتى أُلقي القبض عليه للاشتباه في ضلوعه في عملية سرقة، مرجحة أنه مُنح إمدادات طبية كاملة لضمان استمرارية الرعاية.

وكانت إدارة ترامب قد بدأت في شهر يونيو عام 2017، باستهداف وترحيل أكثر من ألف عراقي لهم سجلات جنائية، وجاءت عمليات الترحيل بعد اتفاق بين الولايات المتحدة وحكومة العراق مقابل حذف العراق من قائمة الدول التي يُحظر على مواطنيها السفر إلى الولايات المتحدة، ووفقا لما نشرته وكالة أنباء رويترز، فإن الولايات قامت بترحيل أكثر من ألف عراقي لهم سجلات جنائية.

مشاكل عقلية

ودافع عنه المحامي “باجوكا” بالقول إن “الداوود” كان لديه مشكلات عقلية خطيرة، وانفصام في الشخصية، إضافة إلى اكتئاب شديد وقلق مزمن، الأمر الذي أدى إلى وقوعه في الكثير من المشكلات القانونية وفي نهاية المطاف إلى ترحيله

مواقف بعد وفاته

نشر، أكد آندي ليفن، عضو الكونغرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي لولاية ميتشيغان، على موقع التويتر عدة تغريدات قال فيها أنه لم يكن ينبغي ترحيل جيمي إلى العراق “لما يشكله ذلك من خطورة بالغة على حياته”، مضيفا أن وفاة الشاب كان من الممكن تفاديها، وأن قرار ترحيله يشبه إلى حد بعيد بالحكم عليه بالإعدام.

وأكد أن أعضاء جمهوريين وديمقراطيين طالبوا الفرع التنفيذي من إدارة الهجرة والجمارك، مرارا عدم ترحيل الحالات المعرضة للخطر، قائلا: “الآن توفي أحدهم، ولن نستطيع الانتظار ليوم آخر حتى نتخذ إجراء”.

ويرى “ليفين” أنه إذا استمرت الولايات في ترحيل الأشخاص المستضعفين إلى العراق، فسيواجه هؤلاء الناس أسوأ أنواع المصائر التي يمكنهم تخيلها”، وتابع “ما الفائدة السياسية للولايات المتحدة من وراء هذه الأفعال؟ أنا لا أفهم”

ويتمنى إخوة “الداوود” ومعهم النائب الديمقراطي “أندي ليفين”، أن يتمكنوا من إعادة جثته إلى الولايات المتحدة لدفنه بجوار والديه

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى