fbpx
أخر الأخبار

الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بالأسلحة من مخازنها في إسرائيل

مرصد مينا

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الولايات المتحدة أرسلت مساعدات عسكرية لأوكرانيا من أسلحة خزنتها في إسرائيل، موضحة أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون تعتمد على ترسانة ضخمة غير معروفة قامت ببنائها في إسرائيل من أجل مساعدة القوات الأوكرانية التي تحتاج بشكل شديد للقذائف المدفعية في حربها ضد روسيا، وذلك نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

الصحيفة وصفت الحرب في أوكرانيا بأنها حرب استنزاف بالدبابات يقوم فيها كل طرف بإطلاق وابل من القذائف المدفعية على الطرف الآخر كل يوم. وتعاني أوكرانيا من نقص في الذخيرة المدفعية الصالحة لدباباتها التي تعود للحقبة السوفييتية، وتحولت لاستخدام القنابل المدفعية والمدافع التي قدمتها الدول الغربية لها. وتمثل المدفعية عصب الحرب البرية لكل من أوكرانيا وروسيا، وتعتمد نتيجة الحرب على  الطرف الذي تنفد ذخيرته المدفعية أولا، حسبما يقول المحللون العسكريون. ونظرا لانخفاض مستويات المخزون الأمريكي وعدم قدرة الشركات المصنعة للسلاح على ملاحقة التطورات المتسارعة في ساحة المعارك، فقد قرر البنتاغون البحث عن بديلين لإمداد القوات الأوكرانية، الأول في كوريا الجنوبية والثاني في إسرائيل التي لم يكشف في السابق عن استخدام الأسلحة الموجودة فيها لمساعدة أوكرانيا.

وتعهدت الولايات المتحدة بإرسال مليون قذيفة مدفعية من عيار 155 مليمترا، جاء جزء كبير منها من الترسانة الأمريكية الموجودة في إسرائيل وكوريا الجنوبية، فيما يتم تعويض النقص من مصادر أخرى مثل المخزون الأمريكي في إسرائيل أو شرائه من السوق.

الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن إسرائيل رفضت وبشكل مستمر إرسال أسلحة لأوكرانيا خشية من تدهور علاقاتها مع موسكو، وخافت من الظهور كمتواطئة في تسليح أوكرانيا لو استخدم البنتاغون الأسلحة المخزنة في إسرائيل، فيما وأرسلت دول أوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وأستونيا وكندا مقذوفات مدفعية من عيار 155 مليمترا. ويطلق الجيش الأوكراني 90 ألف جولة من الضربات المدفعية كل شهر، أي ضعف ما تنتجه المصانع الأمريكية والدول الأوروبية معا.

وفي العام الماضي عندما طرح الأمريكيون فكرة استخدام الترسانة العسكرية على نظرائهم الإسرائيليين، عبّر هؤلاء عن قلقهم من تأثر علاقتهم مع موسكو. وفرض الإسرائيليون حظرا شبه كامل على تصدير السلاح لأوكرانيا خشية من رد انتقامي روسي عبر إيران أو حزب الله في لبنان. وتعرضت علاقة روسيا مع إسرائيل للتمحيص منذ الغزو الروسي العام الماضي، وانتقد المسؤولون الأوكرانيون إسرائيل لتقديمها مساعدة محدودة. ومع استمرار الحرب، توصل الأمريكيون والإسرائيليون لاتفاق من أجل شحن 300 ألف قذيفة مدفعية لأوكرانيا. وتم بحث عملية النقل في مكالمة هاتفية مشفرة بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ووزير الدفاع الإسرائيلي في حينه بيني غانتس. وقدم هذا الأمر للحكومة التي طلبت الاستماع لرأي المؤسسة العسكرية، وتمت الموافقة نظرا لأن الأسلحة ملك أمريكي، ولتجنب التوتر مع الولايات المتحدة، ووافق رئيس الوزراء في حينه يائير لبيد على المقترح.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم لم يغيروا من موقفهم بإرسال أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا، وأنهم نفذوا مطلبا أمريكيا في استخدام أسلحتهم. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية: “بناء على طلب أمريكي، تم نقل معدات بعينها لكي تستخدمها وزارة الدفاع الأمريكية من الترسانة” المخزنة في إسرائيل.

وبحسب الصحيفة تعود الترسانة العسكرية الأمريكية في إسرائيل إلى حرب عام 1973، حيث بدأت الولايات المتحدة بنقلها عبر جسر جوي بناء على طلب من الجيش الإسرائيلي. وبعد الحرب أنشأت الولايات المتحدة مخازن يمكنها الاعتماد عليها في حالة الضرورة، ونُقلت الدبابات الأمريكية وعربات نقل الجنود إلى الصحراء في جنوب إسرائيل لاستخدامها إذا اقتضت الحاجة. وفي بداية العقد الأول من القرن الحالي، تم توسيع البرنامج لكي يشمل ذخيرة لاستخدام البحرية الأمريكية وسلاح الجو، وكلها خزنت في أماكن لا يصل إليها سوى الأمريكيين، حسب مفتش عسكري أمريكي سابق. وأُطلق على الترسانة في كل الأوقات: “المخزون الاحتياطي العسكري للحلفاء- إسرائيل” أو  “ورسا-أي” وأشرفت عليه القيادة المركزية الأمريكية في أوروبا.

وسُمح لإسرائيل بسحب أسلحة من الترسانة أثناء حربها مع حزب الله عام 2006 ومرة ثانية في حربها مع حماس بغزة عام 2014، وذلك حسب تقرير أبحاث الكونغرس. في العام الماضي، تحدثت أمريكا مع كوريا الجنوبية لنقل الذخيرة الأمريكية إلى أوكرانيا. وكانت كوريا مستعدة للتعاون مع الأمريكيين أكثر من إسرائيل، لكنها اعترضت على استخدام الأسلحة ونقلها تحت علامة “جمهورية كوريا الجنوبية” لأسباب خاصة تتعلق بعدم خرق قواعد تصدير السلاح التي تعمل بها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى