fbpx

في بلد الطوائف وحدهم بلا طائفة

مرصد مينا

اغتيل رفيق الحريري اغتيالين:

ـ اغتيال الشخص.

ـ واغتيال الساحة الوطنية الجامعة الخارجة عن الطائفة لا الخارجية منها، وإذا كان القسم الأعظم من سنّة لبنان قد انضووا تحت راية “المستقبل”، فلسبب سهل الفهم، ذلك أن “سنّة” لبنان اختاروا المشروع القومي هوية، وهذا حالهم تاريخياً، وقد تمايزوا عن العديد من طوائف لبنان التي إن ضاق بها الوطن لجأت إلى الطائفة حتى باتت الطائفة هي “الهوية”.

ـ من اغتال رفيق الحريري؟

هو ما ينكره “حزب الله”، فيما يحيله عارفون ومن بينهم عبد الحليم خدّام إلى بشار الأسد، وحتماً فإن لم يكن لا هذا ولا ذاك قد اغتال الحريري، فليس ثمة شك بأنهما، “حزب الله” و”بشار الأسد”، هما الأكثر تربحاً من اغتيال الرجل:

ـ “حزب الله” تخلّص من “الجامع الوطني”، لحساب “تطييف السنّة”، و “بشار الأسد” ارتاح من دولة جارة “السنّة فيها أمّة لا طائفة”.

ما بعد اغتيال رفيق الحريري، تمزقت “الامّة”، فيما تشتت “سنّة لبنان”، فلم يؤسسوا لطائفة، ولم يعد لبنان وطناً يتسع لمواطن بـ “لا طائفة”، ومن بعده انفرج “حزب الله” واستفرد بلبنان، فاستدار إلى الصف المسيحي لتمزيقه، وهكذا بات عون بمواجهة جعجع، وكليهما بمواجهة سليمان فرنجية، أما آل الجميل فقد باتوا جملة ثانوية في النصّ المسيحي الممزق، ولم يتبقى متماسكاً سوى “شيعة لبنان” بتحالف جمع خصمين تاريخيين هما “حركة أمل” و “حزب الله” وقد استبعدا تناحرهما على زعامة شيعة لبنان، بعد أن نسيا حرب “حقول التفاح”، وانتظما معاً باللعبة اللبنانية حتى باتا “الزعامة وسرّتها” مع تبادل الأدوار حين يقتضي الأمر التبادل.

الضربة الثانية التي عصفت بلبنان ما بعد اغتيال رفيق الحريري، كانت اغتيال سعد الحريري، واغتياله  ابتدأ بانتزاع ممتلكاته، ومن ثم الاشتغال على إبعاده بعد إقامة جبرية طالت في السعودية، ومن ثم منفى طوعياً في دولة الإمارة، مع الإحجام عن النطق أو التصريح أو الشراكة باللعبة اللبنانية، دون أيّة بدائل “سنيّة”، فلا لأشرف ريفي مروحته اللبنانية، ولا رياض صلح جديد بوسعه أن يشكّل الجاذب الوطني للّبنانيين سنّة وشيعة ومسيحيين، فبات الملعب كل الملعب للثنائي الشيعي الذي احتال على التسمية باختلاق مصطلح “الثنائي الوطني”، مع أن ليس له شيعي وطني بحجم موسى،  الصدر، ولا قيادة منزّهة عن الطائفة اسمها رفيق الحريري.

اليوم، غابت” الحريرية” باغتيال “الحريري الأب” جسدياً، وباغتيال “الحريري الابن” سياسياً”، وبات “سنّة لبنان” وحدهم بلا طائفة في بلد اشتباك الطوائف، أو مساكنة الطوائف.

وحدهم سنّة لبنان بلا طائفة، وكذا:

ـ بلا وطن.

لبنان ليس وطناً هو “مستوطنات طوائف”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى