fbpx

في طهران.. عمائمهم أكبر من رؤوسهم

ليس صدّام حسين وحده من عانى الحماقة، الغرور، و (الجنرال في عزلته). لا.. ليس وحده. هو حال ملالي طهران وجنرالاتها و(إمامها خامنئي)، فلقد ذهب صدّام حسين ولمدة زادت عن ثلاث عشر عام في الاعتقاد أنه بمنجاة من الضربة الامريكية، غير أن الشاشات وفي أوائل نيسان / أبريل 2003، رصدت لنا صور بغداد وهي تتهاوى، و”دون قتال”، وبعدها كان ذلك المشهد بالغ التراجيديا وصدام حسين يتأرجح على المشنقة في الثلاثين من كانون الأول من عام 2006، ما يفيد بأن الأمريكان ليسوا نزقين بما يكفيهم لخوض معارك عسكرية في التوقيت الذي لا يشاؤون، غير أنه وبكل الحسابات قادرين على خوض معاركهم حين يشاؤون. الحال كذلك بمواجهة الغرور الإيراني، وقد امتلك ترسانة أسلحة ليس من العقلاني ولا الواقعي الاستهانة بها، كما امتلك أذرعاً، كذلك ليس من الواقعي الإقلال من شأنها، غير أنهما، ترسانته العسكرية، وأذرعه في الإرهاب الدولي، لن يكونا كافيين لحماية طهران من ضربات لن تخطوها الولايات المتحدة دون أن تضمن سقوط الملالي، وهي الضربة التي لن تكون قريبة بحال من الأحوال، غير أنها ستكون مؤكدة وبكل الأحوال. الإدارة الأمريكية مازالت تفسح في المجال للغرور الإيراني، أقله لتجاوز الخطوط الحمراء التي من شأنها أن تدفع سواء الاتحاد الأوروبي لفرض العقوبات مجددا وعلى الفور، أو الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية محدودة على المنشآت النووية الإيرانية، ومع ذلك، قد تصبح هذه الخطوات الأوروبية والأميركية حقيقة بعد ستين يوماً من الآن، في حال نفّذت إيران تهديداتها بشأن تخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل، وهذه تقارير دولية وازنة، ومن مصادر بالغة الدقة، ومن بينها تقرير لمعهد ستراتفور يقول :”إن من المرجح أن يكون رد فعل واشنطن على تهديدات طهران على ثلاثة أصعدة: أولا، ستواصل توسيع رقعة قوتها العسكرية بالشرق الأوسط لمواجهة حلفاء إيران الإقليميين. ثانيا، ستزيد واشنطن العقوبات الاقتصادية على إيران وحلفائها الإقليميين، فضلا عن تكثيف تطبيق العقوبات الحالية. أخيرا، قد تحاول تأخير تطوير البرنامج النووي الإيراني باستخدام النشاط السيبراني”. ثلاثة خطوات متزامنة، إن لم تكسر رأس حكم الملالي فبلا شك ستكسر عامودهم الفقري، وإذا ما أضيفت الخطوات الثلاث، إلى تفاقم الأوضاع الداخلية في طهران بما يؤدي إلى “ربيع إيراني”، وهذا احتمال مرجّح وممكن، ومن الغباء إدارة الظهر له، فالمرحلة الأخيرة ستكون بالضربات العسكرية التي لابد وأنها ستزيل من طهران لا حكم الملالي فحسب، بل وكذلك تلك الترسانة العسكرية التي بنتها طهران على حساب شقاء الناس ولقمة خبزهم، وقد لا يكون هذا الخيار الآن، غير أنه الخيار الذي لابد منه والملالي يحثون خطاهم نحو التوسع وزرع الإرهاب الدولي واستخدام أذرعهم السوداء سواء في الخليج العربي أو منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بما جعل خطوات الملالي أوسع من قاماتهم وعمائمهم أكبر من رؤوسهم. المعركة قائمة الآن وإن بوسائل غير عسكرية، فالحصار الاقتصادي، لابد سيحرث في بطون الايرانيين، وإعطاء المهلة تلو المهلة للملالي بإعادة النظر في حجوم رؤوسهم كذلك أمر قائم فهذا هو الرئيس ترامب يدعوهم للحوار، ما يعني أن الإدارة الأمريكية تمنحهم من الفرص ما يكفي لعقلنة حالة، يدرك الأمريكان وسواهم أنها غير قابلة لتتعقلن، وبالنتيجة ما شكل حوارات الغد بعد أن تستنفذ حوارات اليوم؟ ستكون الحرب.. المدخل الوحيد لإزالة الورم الإيراني من منطقة لا تحتمل المزيد من الأورام. ولكن، هل ستكون خطوة عسكرية بلا تكاليف؟ بالتأكيد لا، فما من حرب بلا تكاليف، غير أن الأمريكان، وكذلك العرب لابد أنهم يتذكرون مدفع صدام حسين العملاق، وقد ثبت بأنه لا يتجاوز في حقيقته ماسورة مياه. وكذلك حال الترسانة العسكرية الايرانية التي لابد وأنه قادرة على إحداث دمار، غير أنها لابد عاجز عن منع طهران من السقوط. كل ما لدى الملالي هو:

  • الحزام الناسف.

ونحن في عصر لم يعد بمقدوره احتمال هذا النوع من الابتزاز. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى