fbpx

حماس تخوض معركة البقاء بدماء الأبرياء

الكاتب: خليل العلي غزة تسبح بالدماء، وسط إصرار حمساوي على استمرار مسيرات العودة التي هي عملياً فكرة إيرانية جرى تنفيذها على حدود الجولان المحتل في سوريا عام 2011 بهدف التغطية على ما التظاهرات التي كانت تحدث في سوريا آنذاك، إضافة إلى وجود أجندة إيرانية للعبث في الملف الفلسطيني بما يخدم الوجود الإيراني ونظام الأسد، خصوصاً أن القضية الفلسطينية منذ عقود تُستَثمَرُ في الأزمات في دول المنطقة بقصد التغطية على طبيعة هذه الأزمات ومسبباتها، ولكي يؤدي ذلك إلى كراهية للاجئين الفلسطينيين، ما يسوّغ الانتقاص من قدرهم، ثم التنصل من قضيتهم، تماماً كما يعاد هذا المشهد مع الشعب السوري اليوم، حيث يجري تحميل اللاجئ السوري تبعات الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في دول الجوار، من أجل التنصل من القضية الجوهرية وهي الوقوف إلى جانبه.

  • شقاق فلسطيني

في هذا الوقت بالذات، الفلسطينيون بأمس الحاجة إلى حدوث نوع من التفاهم بينهم ولو بالحدود الدنيا، لكي يساهم نسبياً في تخفيف معاناتهم، سواء في الضفة أم قطاع غزة، خصوصاً بعد توقف الدعم المالي الأمريكي عن السلطة الفلسطينية، وحالة الجدل الدائرة بين السلطة الفلسطينية في رام الله والولايات المتحدة الأمريكية، بعد إغلاق مكتب التمثيل التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في أمريكا. وتعاني السلطة الفلسطينية أبرز المعضلات في عملية السلام، وهو ما تختصره القيادة الفلسطينية بالقول إن الاستجابة الإسرائيلية للمتطلبات الفلسطينية للسلام غير متوافرة، علاوة على استمرار الاستيطان، والتغلغل الإسرائيلي في القدس، ما بات يهدد بشكل فعلي حل الدولتين، ويضاف إلى ذلك واقع غزة المعقد، وحالة الانقسام التي تريد السلطة إنهائها قبل التوجه نحو عملية سياسية شاملة، وهو ما يتعذر حدوثه في الوقت الحالي. عموماً، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس توجه إلى الأمم المتحدة بأوراق فلسطينية ضعيفة، ويرجع ذلك إلى رفض حركة حماس -حتى آخر لحظة- لمجمل (جوهر الحوارات) التي انطلقت منذ عام 2008 في القاهرة، وطافت السعودية وقطر واستمرت سنوات حتى انتهت آخر الجولات في القاهرة ولكن من دون جدوى، فالملفات الأساسية العالقة، هي مسألة السلاح ومسألة تمكين السلطة الفلسطينية بإدارة ملفات قطاع غزة، وإعادة الأمور إلى نصابها، خصوصاً بعد انتهاء الصراع العسكري في غزة، وانتهاء المرحلة الدموية، إذ لم يعد هناك فصيل مسلح ممسك بالأمور العسكرية سوى حركة حماس، وهو ما يستوجب منطقياً وطبيعياً أن تقوم حماس بتسليم السلطة الفلسطينية كامل مفاتيح القطاع الأمنية والعسكرية، وهو الأمر الذي سينتج عنه بشكل تلقائي وفوري عودة المراقبين الأوروبيين إلى معبر غزة، ومن ثم الشروع في العمل بالاتفاقات الموقعة مع الرباعية، وفك الحصار وإعادة تأهيل كامل البنى التحتية، وكل ما نتج عن الحروب السابقة من خراب. هذه الموضوعات السابقة كلها كان من المنطقي جداً أن يجري الانتهاء منها قبل عشر سنوات من الآن، وكان يمكن أن يكون وضع غزة أفضل كثيراً، خصوصاً في ما لو جرت عملية سياسية واسعة لإنهاء كامل الأعمال العسكرية في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، وهو عملياً ما باتت تتحدث عنه حركة حماس في المدّة الأخيرة، من خلال فكرة اختصرتها بهدنة طويلة لمدة عشر سنوات، وهو ما رددته قيادتها كثيراً خصوصاً بعد وثيقة المراجعات التي أقرتها حماس في قطر، وبذلك تكون حماس قد أعلنت فكرة الدخول في التسوية السياسية، لكن الخطوة الأولى التي كان يجب أن تقوم بها حماس هي خطوة فلسطينية، لأنه من غير الممكن أن تجري عملية سياسية في غزة منفصلة عن الضفة، لأن ذلك منافٍ للاتفاقات الدولية الموقعة مع السلطة الفلسطينية، وهو بالضبط ما كانت تصبو إليه حركة حماس، إذ إنها تريد أحد خيارين؛ الأول أن تتسلم هي ملف المفاوضات بالكامل وتعيده إلى نقطة الصفر، ولكي تتمكن من تحقيق هذا الهدف تريد إقامة انتخابات رئاسية أولاً تضمن فيها ترشيح زعيمها السابق خالد مشعل لكي يشغل منصب الرئاسة الفلسطينية، وتريد أيضاً ضمان هذه المعادلة أولاً، وهذا بالطبع هو نوع من التفكير خارج المنطق وخارج الواقع، لأنه من غير الواقعي أن يقبل العالم بالاعتراف بشرعية حماس لقيادة الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي لم تقدم هذه الحركة شيئاً يعيد لحمة الفلسطينيين وتوافقهم على برنامج سياسي واحد. إذافة إلى أن المجتمع الفلسطيني لا يستطيع القبول بصناعة إمارة إسلامية متشددة في الضفة على شاكلة غزة، لأن هذا سيعني تلقائياً نقل المشهد البائس في غزة إلى الضفة. وأما المعضلة الثانية، فهناك خيار حمساوي بديل وهو أن تذهب حماس نحو المفاوضات مع إسرائيل بشكل منفصل عن السلطة الفلسطينية، وهو ما ألمحت إليه حماس أثناء الحوارات الأخيرة، وهو بالطبع ما رفضته السلطة الفلسطينية، وأيضاً يرفضه المجتمع الدولي الذي يعني له هذا المشروع نسف الاتفاقات السابقة مع السلطة الفلسطينية، وفي الأحوال كلها فإن حماس ممسكة بغزة، وتحاول اختراع حلول تعجيزية، تهدف منها فقط إلى كسب الوقت، بما يعطيها عمراً أطول في السيطرة على غزة. خطاب شعبوي حتى تنجح حماس في تسويغها للمنطق الذي تسعى إليه، لجأت خلال في الأسابيع الماضية إلى استحضار الاتهامات كلها التي أطلقتها نحو السلطة الفلسطينية منذ 30 عاماً، فلم تترك مسؤولاً مؤثراً في الحركة إلا وحاولت تقديم رأيه لوسائل الإعلام الحمساوية، أو تلك الملحقة بوسائل الإعلام التابعة لحركة الإخوان، من مواقع إنترنت وصحافة إلكترونية وغيرها. إضافة إلى ذلك أجرِيت حوارات سريعة ومختصرة مع شخصيات عربية وفلسطينية بعضها محسوب على التيار القومي واليساري، نشرت في وسائل إعلام حمساوية، وتركزت هذه الحوارات على توجيه الاتهامات إلى السلطة الفلسطينية، علاوة على تلك الأصوات التي تتحدث عن ضرورة قيام السلطة الفلسطينية بإلغاء اتفاق أوسلو ومجمل الاتفاقات التي جرى توقيعها، والعودة إلى العمل العسكري ضد إسرائيل في الضفة الغربية. المشكلة أن هذه الأصوات التي تطالب بإلغاء الاتفاقات تعلم أن الضفة الغربية تقع تحت الاحتلال، وأن السلطة الفلسطينية لا تملك أكثر من الوسائل السلمية لكي تدافع فيها عن الوجود الفلسطيني، والمشكلة الإضافية أن حماس تعلن أنها تريد هدنة السنوات العشر؛ ولكن ألا يبدو ذلك غريباً؟.

  • منهج للتخوين

في خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يصدر منه ما يشير إلى أي تراجع عن أي من الثوابت الفلسطينية التي حددتها المبادرة العربية للسلام، وكان أكثر وضوحاً بتوصيف العاصمة الفلسطينية بأنها هي القدس الشرقية ذاتها، وليس في قسم من شرق القدس، وفق ما كان يروج في المدّة الأخيرة عبر وسائل إعلامية تابعة لحركة حماس، وانتقد الإدارة الأمريكية بسبب إغلاق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية، وطالبها بالعودة عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. بمعنى أنه لم يتجاوز أياً من الخطوط الحمراء التي أقرتها الجامعة العربية، أو تلك التي أقرتها الأمم المتحدة في ما يخص القرارات الصادرة بحق الفلسطينيين، بما في ذلك ملف اللاجئين وغيره. لذلك كيف يمكن قراءة الخطاب السياسي لحركة حماس، وإلى أين تتجه الأمور السياسية، وماذا يمكن أن يحدث خلال الأسابيع المقبلة في غزة، خصوصاً أن غزة واقعة تحت سلطة لا تأبه للواقع الاجتماعي بتاتاً، فالواقع الاجتماعي في غاية التعقيد، والوضع الصحي وصل إلى مرحلة متقدمة من الانهيار، بسبب مسيرات العودة التي تسببت بآلاف الجرحى والمصابين الذين تجاوز عددهم 22 ألفاً خلال الأشهر القليلة الماضية، يضاف إليهم آلاف المرضى الذين يعانون أوضاعاً صحية معقدة نتيجة تراكم الأزمة الصحية خلال السنوات الماضية.

  • محاولات انقلاب إيرانية في الضفة

منذ أكتوبر عام 2015 وأثناء اشتداد الأزمة على النظام السوري، ووصول المصالحة الفلسطينية إلى طريق مسدود، برزت من جديد أهمية الملف الفلسطيني على الطاولة الإيرانية، وبدأت فكرة استخدام الانقسام الفلسطيني وسيلة للتغطية على ما يحدث في سوريا من جانب، واستخداماً للملف الفلسطيني من جديد في منح إيران المشروعية في منطقة الشرق الأوسط، وهكذا جاءت فكرة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة التي ظهر الترويج لها عالياً في وسائل الإعلام الإيرانية، وحزب الله، إضافة إلى وسائل الإعلام التابعة لحركة الإخوان المسلمين، إضافة إلى مشاركة عموم وسائل الإعلام الفلسطينية التي تتلقى دعماً مباشراً من إيران كفضائية القدس والأقصى وفلسطين اليوم، وبعض مؤسسات اليسار الإعلامية التابعة تحديداً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وفي ما يتعلق بالعمليات ذات الطابع العسكري التي جرى تنفيذها ضد إسرائيل في ما بعد 2015 لم يخلُ الأمر من قيام بعض ذوي المنفذين الفلسطينيين باعتبار خسارتهم أبناءهم هدية لتنظيم حزب الله، في رسائل سياسية واضحة المعالم، كانت هذه الرسائل قد أفقدت قيمة هذه الأعمال صدقيتها، وكشفت أن فكرة الانتفاضة الثالثة أو ما أطلق عليه (ثورة السكاكين) كلها كانت مسميات زائفة، بقصد منح حزب الله وإيران ثوباً وطنياً زائفاً، في الوقت الذي كان مشروع إيران الطائفي يخوض حرباً قاسية ضد السوريين والفلسطينيين معاً في سوريا، أولئك الذين تخلت عنهم حركة حماس في وقائع شهيرة، منها ما حدث في مخيمي اليرموك وخان الشيح. لقد نتج من محاولة صناعة (انتفاضة ثالثة) كارثة إنسانية كبيرة لحقت بالفلسطينيين في الضفة والقدس، إذ جرى استغلال قرابة مئتي شخص أغلبهم في سنوات الطفولة، وكان الرد الإسرائيلي قاسياً إذ قتلت أمام الكاميرا عشرات الشبان الفلسطينيين الصغار، الذين كان يمكن اعتقالهم وتجنب قتلهم، وهدمت بيوت الشبان الذين وقعوا تحت تأثير وسائل الإعلام الإيرانية والإخوانية، وكان ذلك أبشع تحالف مصلحي بين إيران التي أرادت تبييض صورتها لاستمرار تدخلها في المنطقة، والاخوان المسلمين ممثلين في حركة حماس التي أرادت من خلال فكرة (انتفاضة ثالثة) أن تقوم بعملية انقلاب في الضفة، لأن حماس كانت تظن أن اختلال الأمن في الضفة، سيعيد مشهد الانتفاضة الثانية، ما سيساعدها على إقصاء السلطة الفلسطينية عن المشهد السياسي.

  • مسيرات الموت في غزة

الوضع الإنساني الكارثي في غزة معلوم للجميع، وأسباب الحصار واستمراره معلومة، لكن ما هو أسوأ هو استغلال آلام الناس وجراحهم، بغية الاحتماء بها وهو ما يحدث تماماً في غزة. في غزة ينقسم الناس يوم الجمعة إلى قسمين، الأول يذهب إلى البحر للاستجمام، وبقية الفقراء والمساكين إضافة إلى عناصر حركة حماس يؤخذون إلى الشريط الشائك بالحافلات، بقصد التظاهر هناك والاشتباك بالحجارة مع الجنود الإسرائيليين، ولدى وصولهم إلى الشريط الشائك، يبدؤون محاولات قص الشريط الشائك، وهذا موثق تماماً بالفيديو على وسائل الإعلام التابعة لحركة حماس، ثم تستمر المحاولات والاشتباكات حتى ساعات الليل، وفي صباح اليوم التالي يجري دفن الجنازات، بدأ هذا المشهد عملياً في 30 آذار/ مارس من هذا العام 2018 وأصبحت الحصيلة النهائية للخسارات الفلسطينية بحسب ما نشرته وزارة الصحة في غزة حتى نهاية أيلول/ سبتمبر 2018 مقتل 193 فلسطينياً بينهم 34 طفلاً وأما الجرحى فقد تجاوز الرقم 22 ألف إصابة بينهم عشرات من حالات بتر الأطراف، ويمكن مشاهدة التمييز الذي تمارسه حماس بحق الجرحى، من خلال مشاهدة مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ينشر جرحى مسيرات العودة كثيراً من التسجيلات المرئية التي ترصد معاناتهم في الحصول على العلاج، وتهميش حركة حماس لهم واهتمامها فقط بعناصرها ومن هم محسوبون على تيارها. يضاف إلى ذلك أنه في الأسبوع الأول لمسيرات العودة في غزة، اضطرت حركة حماس إلى إيقاف العمليات الجراحية العادية التي كانت مُجدْولة سابقاً وكان تعدادها 4 آلاف عملية جراحية، وذلك بغية التفرغ لعلاج مسيرات العودة.

  • دور إيراني في غزة

السيطرة الإيرانية على القرار السياسي في غزة هي أكبر مما يظن بعضهم، فالاستقلال الفلسطيني شكلي هناك، ويظهر فقط من خلال الواجهات السياسية للفصائل الفلسطينية، بينما يخضع القطاع العسكري بالكامل التابع للفصائل الفلسطينية لإدارة إيرانية، فهناك في غزة الدور المركزي والأساسي للقادة العسكريين في كل من كتائب القسام التابعة لحماس، وسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي، وغيرها من المجموعات المسلحة، هذه المؤسسة العسكرية ترتبط مباشرة بالحرس الثوري الإيراني، ولا تكترث أصلاً لمجمل القيادة السياسية التي لا تؤدي غالباً أكثر من دور لوجستي محدود، أمام العلاقة التي تربط المركز الإيراني بالقاعدة العسكرية في غزة. الأمر يبدو تماماً كما يحدث في لبنان، والعراق واليمن، فهناك علاقة عسكرية مباشرة، تربط المركز الإيراني بالمليشيا المنتشرة في تلك البلدان، وهناك هدف إيراني واضح كان دائما يبرز في المشهدين العراقي والسوري، وهو الاستمرار في صناعة مزيد من المليشيا بأسماء وألوان متعددة، لأن ذلك يتيح السيطرة عليها، وهو ما فعلته في غزة، ونجحت بالفعل في السيطرة على المشهد العسكري في غزة الذي بات محض مشهد مليشياوي واضح، وكان بالطبع للمال الإيراني الدور الأكبر في ذلك، إذ عمدت إيران منذ 3 سنوات إلى تضييق الخناق المالي على المؤسسة السياسية (حماس والجهاد) بينما استمر الدعم المالي للقطاع العسكري لكل من (كتائب القسام وسرايا القدس) وهذه بالطبع إشكالية معقدة أضفتها إيران على المشهد الفلسطيني لتكريس التبعية والتقسيم فيه. معلوم للجميع أن إيران لم تقدم فلساً واحداً لدعم مشروعات البنية التحتية في غزة، أو إعادة الإعمار، أو لتأهيل المستشفيات، ذلك كله ما يزال يجري بمال عربي خليجي، وهذا المال لا يسلم من السرقة أيضاً، فلطالما منحت حماس عناصرها بيوتاً جديدة، من الحصص التي كانت مخصصة لمن هدمت بيوتهم في غزة أثناء الحروب السابقة، والشواهد على ذلك كثيرة، يمكن متابعة المناشدات المتتالية للمنكوبين على وسائل التواصل الاجتماعي.

  • الموت لأجل حماس

لا أفهم بتاتاً كيف يكون الجهاد في سبيل الله في غزة، فالأمر محير فعلاً، ففي كل يوم جمعة، يخرج على المنابر جمهرة من المشايخ، وظيفتهم إقناع المصلين أن الذهاب إلى مسيرات حماس هو عمل جهادي في سبيل الله، وبينما تصر حماس حتى اللحظة على هذه المسيرات، يبقى الوهم مخيماً على العقل السياسي في غزة الذي يستمر بممارسة خطاب شعبوي يحمل في داخله أدوات التضليل كلها، حتى أصبحت غزة في تصور الشبان الصغار مركز الكون، والحالة المميزة في النضال والبطولة وغير ذلك من الأساليب التي طالما استخدمها الطغاة من الحكام، لكي يستمروا في الركوب على ظهر شعوبهم. فالهدف (الحمساوي والإخواني) من تلك المسيرات كان وما يزال أن يقبل العالم بالحوار مع حماس كما هي من دون أي تغيير، بحيث تفرض نفسها من خلال الحوار بديلاً للسلطة، أو أن يقبل العالم بكيان جديد في غزة منفصلاً عن الضفة تديره حماس.

  • كلمة أخيرة

لو أردنا تتبع الخطاب السياسي لحركة حماس ولو أردنا استعادة كامل الخطب السياسية والبيانات الصادرة عنها فكم مرة استخدمت حماس اسم فلسطين يا ترى؟؟ وكم مرة استخدمت اسم غزة؟ في تقديري إن الإجابة واضحة، وثمة سؤال آخر وهو أن الشريط الشائك الذي تتظاهر عنده حماس كل جمعة يعود إنشاؤه إلى عام 1948 وهو ليس جديداً، فلماذا لم تفكر حماس باجتياز هذا الشريط منذ سيطرتها على غزة؟ هل تجرؤ حماس على الإجابة. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” هذه المادة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد. حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى