fbpx

بانتظار الانقلاب على أردوغان

تنبئنا يلدز مصطفى، الناشطة الحقوقية التركية، بأن مسرحية انقلاب فتح الله غولن ستتكرر ثانية في أنقرة، وتقول “عما قريب”. وتبني السيدة الحقوقية اعتقادها هذا، على أن المَخرج من الانتكاسة الانتخابية في انتخابات البلديات، والتي طالت رجب طيب أروغان خصوصاً في استنبول ومدن أخرى، لن يكون أمراً مسلّماً بها من قبل الرئيس التركي، والمخرج سيكون بخلق الذريعة لقانون طوارئ يمنح أردوغان سبباً لوضع يده على البلاد، دون نسيان أن تململاً واسعاً يحدث في صفوف الجيش التركي الذي طالته يد التطهير (وفق تعبير أردوغان)، فيما وصل أقرب أصدقاء أردوغان الى التخلي عنه، بل ومناصبته العداء ومن بينهم عبد الله غول، الحليف السابق ورفيق أمس أردوغان. تضيف يلدز: “قد يعثر على سيناريو اغتيال.. محاولة انقلاب.. تحركات احتجاجية كردية تتطلب القمع والحديد والنار، وبعدها يطلق يده في تركيا، تماماً كما فعل أعقاب سيناريو انقلاب فتح الله غولن”. ولم لا؟ على أعقاب سيناريو الانقلاب، ووفق تقارير أممية موثقة، ومن بينها تقرير للجنة من هيئة الامم المتحدة، ثمة آلاف الآلاف من الانتهاكات التي طالت الحريات وممارسة التعذيب والاعتداء على حقوق الإنسان في ظل تمديد الحكومة التركية حالة الطوارئ أكثر من مرة، فقد شهدت تركيا اعتقال 160 ألف شخص، وفصل 152 ألف شخص من وظائفهم، ومنهم أكاديميين، وقضاة، وكتاب وصحفيون، من دون أي تحقيق،  أكثر من ذلك طالت الاعتقالات ما يزيد عن مئة امرأة حامل ومنهن من توشك على وضع حملها لمجرد كون أزواجهن مشتبه بهم، وبعده أصدر اردوغان 22 مرسومًا من مراسيم حالة الطوارئ، تتضمن اعتقال مواطنين عبّروا عن آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أو استخدام برامج الكترونية، أو قاموا بمراسلات هاتفية، ليكون مصيرهم السجن، وفي سجون تركيا التعدي بالضرب، والصعق بالكهرباء، والاستغلال الجنسي، والتعذيب عبر الإيهام بالغرق، وتتفاقم أساليب التعذيب، هذا فضلاً عن عزل 4200 قاضي ومدعي عام وإغلاق ما يزيد عن 22,474 مؤسسة تجارية وصناعية تحت مسمى: “الاشتراك بالانقلاب”. التفاصيل التي حملها التقرير الأممي تحمل الكثير، ليس اكثرها شراسة حبس 600 من الأمهات ومعهن أطفالهن بموجب مراسيم حالة الطوارئ، وأغلبهن بسبب تهم موجهة إلى أزواجهن بالرغم من عدم وجود أدلة قطعية على إدانة أزواجهن. أردوغان في مأزق صناديق الانتخاب، هي ذي الحقيقة التي أعلنتها نتائج انتخابات البلديات، والمعروف عن جماعة الاخوان المسلمين، أنهم يصفقون للديمقراطية حين يكونون خارج السلطة، فإذا ما استولوا عليها لابد أن ينزلوا الجميع من القاطرة.. فالديمقراطية هي القاطرة، وما سيتلوها تفكيك القاطرة حتى ولو تطلب الأمر استعمال السلاح. الأيام التركية المقبلة ستشهد الكثير، والأتراك، بقواهم الحزبية، يحسبون لتلك اللحظة ألف حساب. تقول لنا يلدز: “انتظروا، عما قريب ستأتيكم الأخبار”. ما الأخبار يا سيدة يلدز. محاولة انقلاب في تركيا، وربما محاولة اغتيال لرجب طيب اردوغان. وبعدها؟ بعدها سيكون الملعب لأجهزة استخباراته التي ستتغول في دماء الناس. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى