fbpx

لبنان .. العين على الجيش

سعد الحريري يعتبر أن مايحدث في ساحات لبنان لايعنيه، فالرجل لم يكن في الحكم، ولا في دائرة الفساد، أقلّه كشاهد إن لم يكن كشريك.

وميشال عون، منشغل بلقب الفخامة، آملاً أن تنتقل الفخامة إلى صهر العائلة، أما صهر العائلة فما زال يلقّن حماه مايجب أن يقال وما لايجب أن يقال، وكل مايقال أو لايجب أن يُقال مرتبط بدور لعبه الصهر المدلل وقد وصفته إحدى المتظاهرات اللبنانيات بـ “الطفل المعجزة”، ووليد جنبلاط كما العادة يلعب على الحواف غير أنه في هذه المعركة حصرًا لم يجد ولن يجد حافة يلعب عليها.

وحين يتصل الكلام بسمير جعجع فقد اكتفى من لقب الحكيم بحكمة تحريض شارعه على قسم من الشارع المسيحي، ربما رسمًا لغد قد لايأتي لاعليه ولا على لبنان.
كلهم في كفه وحسن نصر الله في كفّة أخرى فالرجل مازال حارس وكر الثعابين.. يلوّح بالهراوة لحظة، ويصمت لحظات، ثم يطلق شارعه الذي لايحلو له “ونقصد الشارع” سوى التغني بـ “سباط السيّد” دون نسيان أن ثمة نائب من حزب الله لم يتردد في إعلان رغبته في تقبيل ذلك الحذاء، لتكون النتيجة إشهار السلاح في مرحلة لبنانية مفصلية سيكون السلاح فيها إعلانًا بإلغاء لبنان كل لبنان، بناسه وثقافته وجبله وبحره، وهكذا تتدحرج الصيغة اللبنانية بين لاعبين مختصمين على كل شيء ومتوافقين على الناس، بل على تدمير الناس.

العالم يتفرج.. لا الأمريكان قادرون على فرض صيغة على مستقبل لبنان، أقله أنهم مازالوا متأرجحين في معركتهم مع إيران، ولا الفرنسيين قادرين على العودة إلى حديقتهم التاريخية، فالتاريخ قد التهم الحديقة والفرنسيون خارج الملاعب.. كل الملاعب بما فيه الملعب اللبناني، أما الانكليز فهاهم يحاولون طرح صيغة على اللبنانيين فيوفدون مبعوثًا رفيع المستوى، سيلتقي مع كل الاطراف باتجاه الطرف الحاسم في اللعبة ونعني حزب الله.

وبالنتيجة؟
الأمس قدّم ملامح النتيجة، فها هو جمهور حزب الله، ينزل الى الشارع، ما يعني إحداث انقسام في الشارع اللبناني ليكون شارعًا مقابل شارع وإذا ما اتخذ الوضع هذه الصيغة فثمة كرة نار إن لم توصل إلى حرب أهلية فلابد أنها تهدد السلم الأهلي.

مآلات لبنان، لن تكون شبيهة بمآلات الحالة السورية، أقلّه لاختلاف عميق في الحياة السياسية اللبنانية عنها في الحياة السورية، فالحكم ليس احتكارًا لعائلة، والمزاج االشعبي العام سمح للبنانيين بأن يكونوا مجتمعًا فيما ابتلعت السلطة السورية المجتمع، بما جعل أية صيغة لخلاصه لاتعني سوى الاشتباك الدامي مع السلطة.. الحال ليس متطابقًا مع الحال اللبنانية، هذا جزء من الاختلافات وهي اختلافات جوهرية، أما الاختلاف الثاني وربما الأهم فيتصل بمؤسسة الجيش، فلقد أثبتت تطورات الحالة اللبنانية أن الجيش للشعب، وأنه مؤسسة وطنية وهو ما حرمت منه سوريا وقد بات جيشها فصيلاً من فصائل العصابة الحاكمة، بل وبوضوح أكثر، لم يكن مؤسسة وطنية جامعة، بقدر ماكان جيش العائلة الحاكمة، وهذا الاختلاف يسمح للجيش اللبناني أن يلعب دورًا مفصليًا قد يحول دون تطورات لاحقة تطيح بالبلاد.

الوزارة لم تتشكل بعد مايزيد عن شهر على استقالتها، والحياة معطلة تماماً في لبنان مدينة وريفاً، والتوافق على وزارة يبدو كما لو انه بات ضربًا من الطموح صعب الوصول اليه.

إخراج حزب الله من التشكيل الحكومي، سيصطدم بحزب الله وتابعه ميشال عون وحزبه، ووجود حزب الله في السلطة يعني استمرار الحصار الدولي على لبنان والحيلولة دون أية خطوة دولية لانقاذه من ضائقته الاقتصادية وقد شارف اقتصاده على الانهيار.

يبقى السؤال المعلّق والأكثر جدية:
ـ ماهو المتاح للمؤسسة العسكرية؟ للجيش اللبناني؟
كل الآمال اليوم متوقفة على أن يخطو الجيش وقائد االجيش على الخطوة الحاسمة.

كيف؟
هي أيضًا معضلة في جملة من المعضلات، أكثرها سلامة سيكون خيارًا صعبًا كما لو قام الجيش بالاستيلاء على الحكومة وتشكيل مجلس عسكري يؤسسس لحكومة انتقالية.

هو خيار.. خيار سيصطدم كذلك بحزب الله.

يصطدم باللعنة.

حزب الله اللعنة.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى