fbpx

الرقة.. احتقان شعبي ضد الميليشيات الكردية وانتشال جثث ضحايا التحالف في تزايد

كان إغتيال بشير فيصل الهويدي شيخ عشيرة “الهويدي”أحد مشايخ قبيلة “العفادلة”، والذي يُعدّ من أبرز وجوه المحافظة الذين يعارضون سياسة الميليشيات الكردية بالمحافظة، كما ويعد من أبرز المعارضين للنظام السوري، الحدث الأبرز بالرقة الأسبوع الماضي، لا سيما وأن الاغتيال جدد حالة الاحتقان الشعبي ضد الميليشيات الكردية المسيطرة على المحافظة ذات الغالبية العربية. الميليشيات الكردية ذاتها والتي لا تزال تتكبد الخسائر المتتالية في المحافظة الجارة، دير الزور، تعيش هذه الايام على وقع تلك الخسائر على يد تنظيم” داعش” والتي وصلت للرقة ايضا عبر هجمات مباغتة من قبل التنظيم، إضافة للتهديدات التركية المتواصلة، ما اضطر حلفائها لعقد اجتماع مع قيادة “قسد” في تل ابيض بالرقة.  اغتيال أبرز وجوه المحافظة اغتيل الشيخ الهويدي يوم الجمعة الماضي الثاني من الشهر الجاري بمدينة الرقة، ليعلن مباشرة تنظيم “داعش” وعبر بيان،  تبنيه لعملية الاغتيال، مشيرا إلى أن أحد خلاياه بالرقة هي من نفذت العملية، وفق ما أكدته مصادر لمرصد “مينا”. ورغم بيان التنظيم إلا أنه لم يقنع اهالي الرقة وعشائرها، حيث تصاعدت حركة احتجاج العشائر العربية ضد الميليشيات الكردية واتهمتها بالوقوف وراء اغتيال الشيخ هويدي او سهلت العملية. رد ميليشيا “قسد” الكردية بحسب مصادر “مينا”، كان بمنع وفود ووجهاء عددا من العشائر الكردية قادمة من محافظتي الحسكة وحلب من دخول الرقة لتقديم واجب العزاء لذوي الشيخ الهويدي بشكل جماعي، وذلك خوفاً من أن يتم التوصل الى توافق بين العشائر العربية و الكردية يكون ضد “قسد”. كما عملت “قسد” على إعتقال عددا من شباب عشيرة “العفادلة” اثناء مرورهم من  إحدى حواجز الميليشيا شمالي الرقة. ليأتي الجواب من أهالي الرقة على اعمال الميليشيات الكردية، من خلال بيان اصدره أكثر من 200 شخصية من الناشطين والحقوقيين والسياسيين بالمحافظة، أكدوا فيه إلى ضرورة التحقيق في جريمة قتل الهويدي وإنهاء السياسة التمييزية التي تنتهجها “قسد” الكردية بحق ابناء المحافظة. وحمّل البيان “قسد” التي وصفها بـ”قوة الأمر الواقع”، المسؤولية عن الفشل في حماية المدنيين بالرقة، هذا إذا لم تكن مسؤولة بشكل مباشر وجنائي عن اغتيال الشيخ الهويدي وضالعة فيه”، وفق البيان. قسد ما بين ضربات داعش وتهديدات أنقرة على وقع الاحتجاج الشعبي من الميليشيات الكردية بالرقة، واصل تنظيم “داعش” شن الهجمات المباغتة ضد مواقع “قسد”الكردية بالمحافظة، حيث نفذ مسلح من التنظيم يوم الثلاثاء السادس من الشهر الحالي، تفجيرا بحزام ناسف ضد تجمع لعناصر “قسد” في قرية مسعدة شرقي مدينة الرقة ما تسبب بمقتل اربعة عناصر للميليشيا. ويأتي هذا في ظل تواصل علميات الاغتيال ضد عناصر وقيادات “قسد” والتي تتم على أيدي مجهولين، وادت لوقوع عشرات القتلى والجرحى في الاسبوعين الأخيرين، في حين يقول ناشطون إن هذه العمليات تقوم بها خلايا تابعة لـ”داعش” بالرقة. هذه الاحداث تزامنت مع تزايد التهديدات التركية للميليشيات الكردية في المحافظة حيث  حلق ‏‎ طيران الاستطلاع التركي الاربعاء الماضي، على طول الشريط الحدودي بريف الرقة الشمالي، فيما ‏استقدمت  “قسد” تعزيزات” عسكرية لمدينة ‏الرقة تحسبا لاي طارئ.‎ وسبقها بعدة أيام قصف المدفعية التركية لمواقع عدة تابعة للميليشيات بالرقة لا سيما تل ابيض، وتسبب القصف بسقوط قتلى من مسحلي الميلشيات الكردية، فضلا عن قتلى مدنيين. جميع هذه التطورات جعلت الأمريكيين والفرنسيين المتواجدين في شمال شرق سوريا لطلب اجتماع مع قادة ميليشيا”قسد”، حيث زار وفد امريكي فرنسي يوم الخميس، منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي وعقد اجتماع مع قادة الميليشيا. وذكرت مصادر” مينا” أن زيارة الوفد جاءت لبحث مصير شرق الفرات وقتال داعش في المنطقة، في ظل تهديدات تركيا بشن بعملية عسكرية ضد الميليشيات الكردية التي تدعمها واشنطن شرقي الفرات . ومن المتوقع – بحسب مصادر مينا- أن تفضي المباحثات بين الجانبين، حول المنطقة الواقعة في الشريط الحدودي ما بين نهري دجلة والفرات. في الوقت الذي استمرت فيه القوات التركية استهداف الشريط الحدودي، على الرغم من تسيير القوات الأميركية لدوريات مشتركة مع “قسد” على طول الحدود السورية مع تركيا. استمرار انتشال ضحايا التحالف لايزال “فريق الاستجابة الأولية” يقوم بانتشال جثث الضحايا المدنيين في الرقة والذي قضوا جراء قصف التحالف والميليشيات الكردية  العام الماضي، اثناء معركة السيطرة على المدينة والتي كانت معقلا لتنظيم “داعش”. وتقول المصادر إنه في الشهر الأخير تم انتشال اكثر من 300 جثة وهو رقم كبير مقارنة مع الاشهر الماضية. ويأتي هذا بعد اكتشاف مقبرة جماعية بمنطقة البانوراما بمدينة الرقة حيث توقع الفريق وجود 1500 جثة لضحايا قصف التحالف، في حين وصل عدد الجثث المنتشلة من المدينة منذ بداية العام الحالي حتى نهاية تشرين أول/ أكتوبر المنصرم  لنحو 2600 جثة. الرقة “المظلومة” يبدو أن الرقة المدينة السورية الوحيدة التي عانت كما يقول البعض، من ظلم الجميع بدءً من النظام السوري والذي تاجر بها بعد أن ترك تنظيم”داعش” يحتلها ويتغلل فيها لاكثر من 3 سنواتـ دون أن يطلق اي قذيفة او صاروخ ضد مواقع التنظيم بالرقة، لتصبح المدينة عنوان النظام أمام المحافل الدولية لقتال “الإرهاب” في سوريا. كما أن داعش والذي احتل المدينة، جعلها محط انظار العالم اجميع كواجهة لـ” الإرهاب” فكان ابناءها ضحية التنظيم والتحالف الدولي الذي قصف المدينة دون تمييز على الاعوام الماضي وخاصة العام الماضي وقتل من سكانها الآلاف ، ولم يعرف عددهم حتى اليوم. أما الميليشيات الكردية والتي تسلمت المدينة بعد طردها لداعش منها، فيقول ابناء الرقة، إن هذه الميليشيات لا تختلف عمن سبقها من محتلين للمدينة، فسياسة تهميش ابناءها والتمييز ضدهم، هي صفة لازمت جميع من سيطرها خلال الـ 8 سنوات ماضية. وحتى المعارضة السورية المسلحة والتي انتزع داعش منها المدينة، عملت على سياسة بعد سيطرتها على الرقة، جعلت من النظام يستغل نفوذ داعش بالمنطقة وافسح له الطريق لاحتلال المدينة، في الوقت الذي لم تكن الفصائل في جاهزية لأي تطورات قد تحدث بالمدينة لتغادرها بعد اشهر قليلة من سيطرتها على الرقة. اليوم يعمل ابناء الرقة على لملمت جراحهم حيث بدأت الاصوات ترتفع مؤخرا ضد كل من يريد التحكم بمدينتهم، وهو ما بدا واضحة في التحرك الاخير ضد الميليشيات الكردية التي اعقبت اغتيال الشيخ الهويدي والذي كان معروفا عنه معارضته للنظام السوري وتنظيم “داعش” والميليشيات الكرديةـ وكان يريد أن يتجار بمدينته وكان مع ان تكون الرقة لابنائها وجزءً لا يتجزأ من سوريا الموحدة. لكن هذه الاصوات قد لا تسمع، بسبب تفاهمات القوى الدولية على هذه المدينة، لكن التطورات القادمة قد تغير التفاهمات حولها، خاصة مع التهديدات التركية لضرب الميليشيات الكردية حتى في الرقة، وقد يفضي لتحجيم دور الميليشيات الكردية الكثير من المناطق شمال شرق سوريا، وليس مستبعدا أن تكون من بينها الرقة. هذه المادة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد. حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى