fbpx

أردوغان.. يمهل ويهمل

منذ شهر إلى اليوم، اجتاحت قوات النظام السوري وميليشياته 103 قرى في ريف ادلب بما فيها مدينة معرة النعمان، وكان رجب طيب أردوغان يهدد ويتوعد، غير أن لا تهديداته ولا توعداته حالت دون ترحيل مايزيد عن نصف مليون سوري غادروا منازلهم ومنهم من أضرم النار في محتوياتها كي لاتقع بأيدي محترفي النهب من جيش النظام.

بالأمس ارتفع صوت اردوغان ثانية ليهدد جيش النظام بأنه إن لم ينسحب من المناطق التي اجتاحها خلال الشهر المقبل فـ :
ـ الويل واالثبور.

غير أن من حق أي مراقب، ان يعتقد أن شهرًا مقبلاً سيكون كافيًا لاجتياح جيش النظام لما تبقى من ادلب وربما سواها، وعند ذلك لن يكون بوسع أردوغان أن يوقد النار سوى بتصريحات جديدة، ذلك أن القوات الروسية لابد وأن تنبئه بأنها الداعم الرئيس لقوات النظام وأن المساس بهذه القوات لاايعني سوى المساس فيها، وبالنهاية سيعود أردوغان لتصريحات جديدة، ومع كل تصريح ناري، المزيد من النزوح والمزيد من التشر والمزيد من العراء لبشر لم يبق لهم مايستر أجسادهم سوى الصقيع.
في مراجعة لوقائع الأيام اللاحقة لسوتشي، ثمة حقيقة باتت واضحة حتى للعميان، والحقيقة تقول أن مايزيد عن مليون سوري نزحوا من قراهم وبلداتهم في حلب وادلب، ومع كل نزوح تهديدات جديدة يطلقها اردوغان، ولكل تهديد مصفقين، والمصفقون لابد وأنهم من تلك المعارضات السورية، التي راهنت ذات يوم على الامريكيين، فكانت النتيجة أن وصفهم االسفير ألأمريكي االسابق في دمشق فورد، بوصف ربما سيكون بالغ الدقة، فقد وصفهم بـ :
ـ الحيض.
وها هم يصفقون اليوم لأردوغان باعتباره مخلّص البلاد والعباد، وباعتباره السلطان القادم الى دمشق ووجهته لمسجد الأموي حيث سيؤم المصلين هناك.
لعبة ربما بالوسع وصفها بواحد من وصفين:
ـ إما التضليل، وإما السذاجة.
والمرجّح أن هذه المعارضات التي تستظل بالمظلة التركية حينًا و القطرية في أحيان، هي معارضة تشتغل بتضليل الناس، والكذب على الجمهور الذي ينام تحت الوعد ليصحو على التشرد والموت، واللعبة مسترسلة، بما يجعل البلاد آخذة في السير نحو المزيد من الدمار والمزيد من التهجير والمزيد من النزوح، ومع كل نزوح جديد انتصار جديد للنظام االذي لن ينتصر سوى بتفريغ البلاد من سكانها وصولاً إلى “الدولة المفيدة”، دولة االأزلام والمحاسيب، فيما سيكون أي حل سلمي بمنأى حتى عن الخيال.
معارضة تبيت بالفنادق، وتقتات من المصارف، وتدعو الناس للقتال، فيما ظهر الناس وصدورهم مكشوفة على الرصاص.
ـ كذب وتضليل يتلوه كذب وتضليل ومن بعد الكذب والتضليل كذب وتضليل.
تلك هي الحالة، وبانتظار مهلة الشهر لننتظر بعده خطابًا ناريًا جديدًا للسلطان أردوغان، وتصفيق جديد من أيتامه ومحازبيه.
ـ بانتظار الشهر.
بانتظار أيام اكثر سوادًا وتضليل اكثر وقاحة.

Read More

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى