fbpx

مقتل سليماني.. ما لا بد منه لا غنى عنه

سيكون مقتله “صب النار على البارود”، هذا ماقاله جون بايدن معلّقًا على مقتل قاسم سليماني، فيما ذهبت مواقع التواصل العربية بتبادل التهاني وتقديم البقلاوة الافتراضية ترحيبًا بمقتله، وهو الرجل الذي طالما عانت من وطأة قدمه تلك الشعوب خصوصاً في سوريا / العراق، وقد ارتبطت به ملفات التهجير والتغيير الديمغرافي والمجازر الجماعية، وهو الرجل الثاني في بلاده من بعد الخامنئي، هذا فضلاً عن كونه ظل خامنئي وابنه الروحي.

مقتل قاسم سليماني، هو خطوة بالغة الجدية في المواجهات الأمريكية الإيرانية المقبلة، فمقتله هو تجاوز لكل الحسابات التي حسبتها الادارة الأمريكية، غير أن ما ستحمله الأيام المقبلة، سيكون بالغ الحساسية لجهة المنطقة العربية خصوصاً منطقة الخليج العربي وقد حدد الحرس الثوري فيها بنك أهداف يبلغ 35 هدفاً قد يطال القواعد الأمريكية كما ناقلات النفط، كما الدول الحليفة للولايات المتحدة.

العالم اليوم مشغول بالتفاصيل اللوجستية لمقتل سليماني، غير أن للغد حسابات أخرى، فالحرب الايرانية الأمريكية الباردة، ستتحول ودون أدنى شك إلى حرب ساخنة ومعلنة، والقاعدة الإيرانية تقول بتحويل الكارثة الى فرصة، وهم قادرون بلا أدنى شك على حساب الفرص بعد لملمة أشلاء قتلاهم.

المنطقة ستكون على براميل البارود، تلك هي التوقعات الأولية، والبارود سينطلق أولاًمن بغداد، ففيها أكبر سفارة أمريكية في العالم، وفيها جيش يبلغ تعداده 35 ألف مقاتل من مقاتلي المارينز، ولا بد أن الحرس الثوري مع الحشد الشعبي لن يتحسبوا للنتائج فيما لو حوّلوا هذه السفارة كما القوات العسكرية الأمريكية الى جزء من بنك أهدافهم، وفي حال كهذا ستكون العراق هي منطقة صراع الغير على أراضيها، وهي البلاد التي عانت من طغيان الفساد وطغيان السياسات، ومن ثم احتلالين متوازيين الاحتلال الأمريكية من جهة والاحتلال الإيراني من جهة أخرى، والجوع هو الاحتلال الأشد وطأة على شعب بات في ظل الحرب وانعدام السلام منذ ثلاثين عاماً، هذا هو الاحتمال الأول.

أما الاحتمال الثاني، فمقتل سليماني سيكون الفرصة السانحة لحزب الله اللبناني أن يصدر مشاكله في الداخل اللبناني الى الخارج، والخارج هنا سيكون إسرائيل وافتعال حرب مع إسرائيل ليس بالأمر الصعب على حزب الله، بما يحول لبنان الى دمار لن يكون هذه المرة بحجم دمار حرب تموز وإنما أضعافها، أقله لأن قواعد الاشتباك قد تغيرت اليوم، وليس من حرب يمكن أن تحدث في المنطقة دون أن تذهب الى نهاياتها فنصف الحروب ممنوع، ونصف الحلول ممنوع، ونصف الخيارات مستحيل، وهكذا حال سيؤدي بلبنان الى دمار تصل فيه الدماء الى شكائم الخيول.

القرار اتخذ، والآلة الأمريكية اشتغلت على قتل سليماني، غير أن الايام المقبلة لن تخضع للحسابات، فهي خارج كل الحسابات.

نعم هي خارج كل الحسابات.

في لبنان، في فلسطين، في العراق، وليس بوسعنا نسيان اليمن وقد تحوّل الى وكر للإيرانيين.

الخليج على كف العفريت.. سوريا إلى المزيد من الغرق، والعراق سيبقى السؤال الصعب.

اغتيال سليماني خطوة في الاتجاه الصحيح؟

لا ندري، غير أن ما لا بد منه لا غنى عنه.

والنتائج برسم المجهول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى