fbpx
أخر الأخبار

وقد فازت العائلة بـ “مجد الخراب”

فارق شاسع بين مدينة ترفع الريف، وريف يريّف المدينة، فكيف الحال إذا كانت المسألة قد وصلت إلى “عشوأة” كلا الريف والمدينة معًا؟

ستكون الكارثة الكبرى، وكارثة وقائعها لاتقتصر على الاقتصاد والانتاج والمنظومات الاخلاقية، بل على الوجود بكليته، وهذا ما وقع لسوريا بدءًا من صعود العسكر الى السلطة، ومن ثم احتكارهم للبلد، ومن بعدها احتكار “العائلة” للسلطة، بكل ماحملت من عقد على المدينة تصل في لحظات تصل ما إلى مايشبه الثأر، حتى باتت الشجرة في الريف خصمًا ودار الأوبرا في المدينة عدوًا، وهو على وجه التحديد مافعله آل الأسد ومنظومتهم العسكرية، ومن يعرف دمشق الخسمينيات يستطع قراءة المشهد بدقة أكبر، دون اللجوء الى الخيال فقد كانت الحقائق صريحة وتحت عين الشمس.

ـ دمشق عام 1956 كانت أنظف مدينة في العالم حسب اليونسكو.

ـ دمشق 1956 تصدر 56 جريدة يومية، صباحية مسائية، ومجلة.

ـ دمشق 1956 لدمشق 56 مقهى ثقافي، عدا الصالونات الثقافية المنزلية.

وبرلمان دمشق في 1956 جمع الشيوعي بالكتلة الوطنية بالتيارات الإسلامية في حوار يعرف معنى الدستور وسيادة الدستور وحساسية الدستور بل وسلطة الدستور.

سنوات قليلة وتحولت دمشق إلى مزبلة العواصم، العشوائيات فيها هي السائد، والصحيفة فيها هي لسان حال النظام وللنظام ومن أجل النظام وتقديس الفرد وحده.

سنوات قليلة وغدت دمشق مرتعًا صريحًا للفساد بكل طاقات الفساد ووسائل الفساد وابتكارات الفساد، حتى صحّرت الغوطة، وغار بردى، وأغلقت دور السينما، وتفردت مراكز الاستخبارات بإدارة الحياة الثقافية، حتى باتت الكتابة “كتابة تقارير” والمبدعون جلادون فيها.

وبالنتيجة تعسكر كل مافي المدينة بدءًا من الكاباريه إلى المسجد، ومن الجامعة إلى النادي الرياضي، ولم تكن ظاهرة رفعت الأسد سوى علامة على طريق طال حتى وصل وأوصل البلد إلى ماوصلت اليه، فغدا الجيش عصابة، والعصابة ميليشيا، والعسكري مقتول أو قاتل، وفي حال نجاته من “قاتل أو مقتول” يشتغل في الخدمة المنزلية.

وحين يأتي حديث الحرب فالحرب على الناس فيما الطيران الإسرائيلي، ينتزع الجولان في 1967 ويسيطر على سماء سوريا فيما تلاها من أعوام وصولاً الى اليوم.

ويبقى السؤال:

ـ ماسر تلك الكراهية للمدينة التي حملها عسكر البعث ومن ثم ميليشيات البعث، ومن بعدهما حكم العائلة؟

سؤال يستدعي الكثير من التأمل.

تأمل يستدعي بدوره الجذور التاريخية للعائلة التي فازت بـ “مجد الخراب”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى