fbpx

السوريون في تركيا وهواجس الترحيل

قامت السلطات التركية في مدينة أورفا بترحيل 639 لاجئاً سورياً، بعد مشاجرة جماعية بين عائلات سورية وأخرى تركية، على خلفية خلافات بينية.

وتعد الشجارات الجماعية إحدى المعضلات التي تواجههم بعد حدوث أي خلاف بين أفراد سوريين وأتراك، وغالباً ما تكون تلك الخلافات قابلة للحل، غير أن ما يحدث هو قيام مجموعات من الأتراك بمهاجمة السوريين من دون تمييز، ومن دون أن يكون لهم أي علاقة بالمشكلة، إذ جرى الاعتداء على ممتلكاتهم وتحطيم المحال التجارية والسيارات، وصولاً إلى طردهم من الخيام البسيطة التي تؤويهم، كما حدث في مدينة إزمير التركية، في أبريل/ نيسان من العام الماضي، عندما أقدمت مجموعة من 300 تركي على طرد 500 لاجئ سوري يقطنون في الخيام بعد الاعتداء عليهم بالسكاكين، وفق ما ذكرت ذلك في حينها صحيفة ملييت التركية، إضافة إلى بعض المواقع الإخبارية.

في الأعوام الماضية لعبت المعارضة التركية دوراً بالغ الأثر في تحريض الشارع التركي ضد اللاجئين السوريين، واستخدمتهم ورقة انتخابية، وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي حملات متتالية لطرد اللاجئين السوريين، وهو ما يؤدي يومياً إلى تفاقم حالة القلق لدى السوريين، بسبب ضياع حقوقهم، وعدم حصولهم على الحماية الحقيقية من الترحيل الذي يجري غالباً بشكل جماعي ومن دون تمييز.

فالهواجس ضد الترحيل تنعكس على أعمالهم، وتطال مئات من العاملين الذين باتوا يلتزمون الصمت حتى لا يقعوا في صدامات مع الأتراك، خصوصاً أولئك الذين يواجهون مشكلات متفاقمة، تتعلق دائماً بسلبهم أجورهم، وهي قضايا ما يزال مئات منها في أقبية المحاكم من دون جدوى.

العودة إلى سوريا كارثية للبعض، لأن بيوتهم تحت سيطرة النظام، وهناك من لديهم مشكلة في العودة إلى مناطق سيطرة المعارضة، خصوصاً مناطق سيطرة جبهة النصرة وغيرها، كما يخشى كثيرون من العودة إلى مخيمات بائسة في الشمال السوري، حيث تنعدم سبل الحياة هناك.

لم تعد الهجرة متاحة إلى اليونان كما كانت من قبل، ولم يعد اللاجئ يطمئن لمكوثه في تركيا، وتلك مأساة إضافية ضاعت أوراقها من كامل الاتفاقات والمؤتمرات المبرمة حول سوريا.

ما يحدث في تركيا من تحريض ضد اللاجئين هو تماماً كما يحدث مع دول الجوار السوري، وذلك كله لا يأتي في مصلحة اللاجئين بتاتاً.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”.

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى