fbpx

إسرائيل أم حماس؟

المخفي فيما يخطط لمصر، لن يبقى مجهولاً، فثمة عواصم عربية ثلاث، بانهيارها ينهار العرب، والدول الثلاث على وجه التحديد هي: دمشق، بغداد، القاهرة. بغداد انهارت، ومحاولات رتق انهيارها اليوم، لابد وأنها فشلت، أقلّه تحت وطأة الاحتلال الإيراني للجزء الأعظم من البلاد، وبواسطة قوى محلية، فالعراق التي لها برلمان موحد، ورئيس واحد، هي في واقع الحال ليست بلداً واحداً، لا في القرار السياسي، ولا في الإدارة، ولم تزل تحت فتائل الاحتراق التي لا نعلم كيف ومتى تنفجر. أما عن مصير سوريا، فهاهي البلاد مقسّمة موضوعياً، ولن يكون تقسيمها المعلن ليحتاج أكثر من إعلان التقسيم ما بعد أن تنتهي المعادلة الصفرية من البلاد أو يتخذ القرار الدولي بالتقسيم. تبقى مصر، وهي الهدف الأكبر لمشاريع التقسيم، فهاهي وثيقة بالغة الأهمية وكانت قد صدرت فى عام 1982 ونشرتها مجلة “كيفونيم” التى تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية، وثيقة بعنوان استراتيجية اسرائيلية للثمانينيات. ولقد نشرت الوثيقة باللغة العبرية، وتم ترجمتها الى اللغة العربية، وقدمها الدكتور عصمت سيف الدولة كأحد مستندات دفاعه عن المتهمين فى قضية تنظيم ثورة مصر عام 1988، والوثيقة تتضمن تقسيم مصر الى دول ثلاث: النوبة، والوسط، وسيناء. جماعة الإخوان المسلمين، لاشك متورطين بلعبة التقسيم هذه، أقله في سيناء، فبالتحالف مع “حماس”، يحثون الخطى نحو “إمارة غزة”، وإذا ماكانت الإمارة، فهي تعني إزاحة جزءاً ثقيلاً من المسألة الفلسطينية عن الكتف الإسرائيلية، وإلقائها على أكتاف مصر، ومن يعود إلى تاريخ ونشاة “حماس” يعرف باليقين أنها صناعة إسرائيلية، صممت مبدئياً لتفكيك منظمة التحرير الفلسطينية، وتحويل الفلسطينيين إلى اقتتال فلسطيني ـ فلسطيني، ولقد أفلح المشروع في خطوته الأولى، بما جعل القرار الفلسطيني موزعاً ومشتتاً، وبما أجهز على (ممثلها الشرعي والوحيد)، ليغدو تمثيلها موزعاً في شتات مسألة انهار الحامل التاريخي لها، حتى باتت مسألة ثانوية تأتي في مصاف الخبر الأخير من أية نشرة إخبارية. تلك كانت الخطوة الأولى، أما الخطوة الثانية فقد بدت تعبيراتها في أنفاق حماس التي امتدت إلى سيناء، وكأن المعركة المقبلة ستكون ما بين الفلسطينيين والجيش المصري، وفي ذات الوقت، عبر الدعم اللامتناهي لقوى التطرف في سيناء والتي لاتتوقف عن إحداث التفجيرات في سيناء المصرية مستهدفة الجيش أولاً، وها هي العلميات الإرهابية تتصاعد في سيناء، بما يحمّل الجيش المصري أعباء مواجهتها، وبما يدفع سكان سيناء لهجر موطنهم، أو الوقوع تحت مطرقة الإرهاب الذي لايمل من التمدد على رمالها. مجمل القضية تتركز الآن، على دفع “حماس” نحو سيناء بحيث تكون سيناء هي (الوطن البديل)، والإمارة المستقلة التي يتجمع فيها كل عوامل الدولة الظلامية، والتي لابد وستجد مساعدات وامدادات من محيط داعم كما حال الدعم القطري المعلن، والتركي المستتر، بحيث تخوض حماس حربها في غزة وتضع الدولة المصرية أمام واحد من خيارين: ـ إما مواجهة الإرهاب، وفلّ الحديد بالحديد، وهو ما سيضع الجيش المصري تحت وطأة الاتهام بالعنف وانتهاك حقوق الإنسان. ـ وإما ترك مشروع حماس في سيناء يتمدد ولهذا معنى واحد هو تقسيم مصر، بل الخطوة الأولى للتقسيم. والحال كذلك ما الذي بقي أمام الحكومة المصرية والجيش المصري؟ بقي إما الخضوع لابتزازات حماس، وقطر، وجماعة الاخوان، وإما المواجهة وليكن إحراق الجمل بما حمل. قالها ياسر عرفات: ـ حماس أخطر من إسرائيل. هو الأمر كذلك.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى