fbpx

قيادي في إخوان سورية مهاجما مهجريها: بلا "حس أو ذوق"

كم من الوقت انقضى منذ اكتشف السوريون توؤمة الفقر والغنى التي ترفع أناساً، ويذل بها آخرون، لا يوجد دليل يحدد ذلك الوقت، لكنه بات معلوماً أن “الثورة السورية” أظهرت تباينات المجتمع المحلي وهو كغيره من المجتمعات العربية المحكومة بالقوة والانعزالية، حتى باتت تنكر ذاتها ولاتعرف خصائصها وصفاتها.

تعتبر تجاذبات المجتمعات أيام الحروب والمحن من أهم العوامل التي تساهم في تكوينها المستقبلي، وربما في انفراط العقد الاجتماعي برمته، وبناء عَقد اجتماعي جديد قد يكون الخلاص وبداية طريق جديد.

اجتاحت السوريين خارج سوريا موجة كبيرة من الأخذ والرد، بما يتعلق بقرارات الحكومة التركية بترحيل السوريين الغير حاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة “الكملك” لخارج تركيا، أجمعت كل ردود الأفعال تقريباً على خطورة مثل هذا العمل، ووقوع مظلومية كبيرة فيه، إذ أن السوريين الغير حاصلين على “الكملك” هم من الفقراء اللذين أكلت الحرب منهم قطعة، خرجوا من غير وثائق رسمية هرباً مما هو أبشع من الموت أو الاعتقال في فروع الأمن السورية، ربما دفع الواحد منهم ليصل إلى “أرض الأمان” تركيا 1500 دولار أميريكي، لكنه ولأنه فقير، فقد كل ما يملك في وطنه سوريا عبر سنوات الحرب الطويلة وليالها المظلمة، ليس لديه جواز سفر ليحصل على إقامة تحميه من الطرد، وليس لديه الوقت لانتظار الطوابير التي تنتهي الخامسة مساءً، بعد انتهاء الدوام الرسمي ليحصل على “الكملك” إن فُتح باب التسجيل؛ لأنه عامل عليه أن يعمل طوال النهار ليحصل على نصف أجر العامل التركي، يعود بها لمنزله المتهالك ويُفرح قلوب صغار وزوجة.

لكن بعض الأصوات الشواذ التي تصرخ هنا وهناك ترى في هذا “المطرود” نقمة وضيف ثقيل الظل مسيء، ما زالت تحكم على الأمور من برجها العاجي في مجمعات استنبول الفاخرة، لم ترى يوماً مآسي السوريين في العشوائيات التركية، لم تعيش لحظات القلق المرعب المميت، عندما لم تجد في جيبه مستحقات مالك المنزل، لم تشعر في أيام البرد الاستنبولية القاسية بالرجفة، ولم تأكل قلبه الحزن على طفله المريض.

“ملهم الدروبي” وهو سوري يتبع لجماعة الإخوان المسلمين السورية، ويقيم في استنبول، وهو مالك لجامعة رشد الافتراضية، كتب على حسابه في فيس بوك:” المثال التالي يشرح حال بعض السوريين في تركيا وربما دولا ً في المهاجر لجأ لها السوريون، استقبلتُ في بيتي ضيفاً وقمتُ بواجبي نحوه فترةً طويلة أعامله كما أبنائي بل أحياناً أفضله عليهم، لكنه للأسف لا يحسن التصرف جهلاً منه أو طمعاً من ذويه، وقد طال العهد وضاقت ذات يدي وهو لا حس ولا ذوق، بماذا تنصحوني أن أفعل؟”

وتابع “الدروبي”: “القصد من المثال لفت الانتباه إلى أزمة محتملة أبطالها كما ذكرت في بوستات سابقة أناس متطرفون من كل الأطراف، لكن وهنا المقصد علينا نحن السوريين أن نلتفت لأهطائنا ونصلحها قبل أن نلقي باللوم على الآخرين”.

وشرح “الدوربي” قصده: “الناس لا تريد ان تتحمل مسؤولية أخطائها، كثير من السوريين في استنبول أساؤوا لأنفسهم ولباقي السوريين، علينا ان نصلح الحال، وأول خطوة هو الاعتراف بالخطأ، الأتراك من حقهم ان يفرضوا القوانين فهي بلادهم، ومن مصلحة الجميع تطبيق القوانين، طبعاً يجب ان يكون هناك رحمة ولطف وتخفيف ضرر”.

وخلص “ملهم” إلى أنه: “علينا أن نفهم ان الاستمرار بمخالفة الانظمة والقوانين في البلاد التي نعيش فيها ستكون عواقبها وخيمة على الجميع ويجب إستدراك الأمر، وأولى خطوات اشتراك الامر الاعتراف بالخطأ”.

خلال ساعات قليلة لقى منشور “الدروبي” من السوريين أكثر من 550 بين غاضب ومستهزء ومتابع، و120 تعليق، إضافة للعديد من الردود عبر حسابات ومنصات تواصل اجتماعية أخرى.

وأبرز الردود التي لقيها منشور “الدروبي”؛ رد “محمد السيد”: “دكتور هذا قياس مع فارق كما اصطلح على تسميته علماء الاصول، الضيوف والمضيفين تضبط علاقتهم اتفاقيات دولية ومنظومة قانونية طالما ان صاحب البيت ليس دولة مارقة وهكذا نظنها!!

وفي بيتك سيدي إن أتاكم ضيف وضقت ذرعا بهم بتقلعهم تقليع بنص الليل بحريمهم وأطفالهم بدون امهال أو انذار أو تمهيد؟؟، أم انك تقلعهم من البيت بعد ال12 بالليل وبتفيق الصبح وانت تحتسي القهوة مع الجيران تقول ضيوفي صدر البيت الهم والعتبة الي وبقطع من تمي وطعميهم؟؟ ما أظن أن تربية الاستاذ حسن البنا لابنائه هكذا. لا والله!” في إشارة إلى انتماء “الدروبي” إلى الإخوان المسلمين، لكن “الدروبي” رد :”ثمان سنوات” وربما قصد أن الضيوف السوريين أصبحوا ثقال الظل.

بينما وصف آخر ويدعى “وليد قادو” المنشور بالغير موفق مكاناً وزماناً وكلاماً، بينما وصف آخرون المنشور بالمستفز، واللا أخلاقي.

وعلّق “عبد المنعم قشقش على المنشور:” أظنك استضفت هارباً من الموت وجائعاً ولكنك منعته أن يمضي في طريقه كما أمره الله أن يضرب في الأرض الواسعة واستغللته بعمل بربع أجرته ثم ادعيت أنه طماع مجرم ومسيء للادب حتى المساعدات التي أتته افتتحت بها وظائف وسجون لتضعه فيها لتعيده الى جلاديه والى القصف والموت .. فكر فيها
وكن منصفا يا سيد القاضي دعه يعمل او دعه يمر”.

وكتب “عمار حمو” وهو صحفي سوري: ” بس للعلم، ما شرط ترمي ضيفك من الشباك دون إنذار ، من حقك تتصرف بالطريقة اللي بتناسب، دون انتهاك حرمة آداب الضيافة، تعطيه وقت، تعطيه إنذار كافي لأنه يضب شنته، ما تحكيله اترك شنتك وأواعيك واطلع لانه بتتحول من مضيف لمنتهك حق.. والأهم لا تقس الناس على وضعك، لو عشت ما عاشوا، لخالفت كما خالفوا”.

لكن صفحة “المنصة” وهي منبر سوري اجتماعي، يتناول الأحداث بأسلوب ساخر لطيف، رأت في الأمر ترويج لجامعة التي يمتلكها “ملهم الدروبي” وهي “جامعة رشد الافتراضية” والتي تشير الأخبار إلى أنها غير معترف عليها رسمياً، وكان تعليق هذه المنصة الاجتماعية هكذا؛ ملهم الدروبي: من دخل جامعتنا فهو آمن من الترحيل.

أعلن ملهم الدروبي مالك جامعة رشد الافتراضية أنه قد تواصل عبر واتسآب مع مسؤول تركي كبير لم يسمه وحصل منه على مسكة شوارب بعدم ترحيل السوريين في حال قاموا بالتسجيل في الجامعة التي ترفع شعار “وأما الزبد فيذهب جفاء”.

وأكد الدروبي أن الجامعة ستطلق برنامجاً خاصاً بهذه المناسبة لتدريب السوريين على الحس والذوق، وذلك بعد أن فشلت السلطات التركية بتعليمهما للسوريين وضاقت ذرعاً بهمجيتهم وغبائهم، وستمنح الجامعة المسجلين في البرنامج وثيقة “تأجيل ترحيل” صالحة لمدة عام واحد، وتجدد بتجدد التسجيل في العام التالي مقابل رسم التسجيل السنوي الذي يبلغ 180 دولاراً أمريكياً.

وعن الاعتراف الأكاديمي بشهادة بكلوريوس الحس والذوق أكد الدروبي أن شهادة هذا البرنامج مثلها مثل باقي شهادات الجامعة غير معترف بها ولاهم يحزنون، وأن الاعتراف ليس مهماً بل المهم هو السمعة الحسنة.

ومن غير المعروف بعد إن كانت وثيقة “تأجيل الترحيل” التي ستمنحها الجامعة ستغني عن “كيملك الائتلاف” الذي أعلن السيد نذير الحكيم إصداره قريباً أم لا.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى