fbpx

مسكين هذا الـ مصطفى أديب

الأعلى صوتًا كان للقوات اللبنانية، فقد حمل بيانها في الاستشارات، مايحمّل المنظومة اللبنانية ما يوصلها إلى “الخيانة الوطنية”، والأقوى حجة واحتجاجاً كان صوت أسامة سعد، وقد رسم مسار الماضي مسقطًا الماضي على الحاضر، والاكثر تهكّمًا كان نهاد المشنوق، أما مواقع االتواصل فمنها من ذهب إلى القول بأن “القاطرة تتغير والحمولة لاتتغير”، أما محطة نبيه بري، وكان على شاشتها غالب قنديل، فقد وصف قوى لبنانية من مثل “القوات” بـ “العملاء للخارج”، باعتبار الولايات المتحدة خارج، وكذلك فرنسا خارج، أما ايران فهي “داخل الداخل” ومن أهل البيت، ولا “صوت يعلو على صوت المقاومة”، مكررا خطاب حسن نصر الله، وبالتعالي والعنجهية اياها، دون أي اعتبار لمجاعة للبنانيين وسطوة السلاح والقمصان السود الذين ينقضون على اي صوت من الشارع اللبناني باعتبار الشارع عميلاً للخارج.

نهاد المشنوق أعلن وعبر بيان مكتوب أنه “لقد انتظرتُ حتى اللحظة الأخيرة لكي أسمع رأْيَ وقرار أهل الحلّ والربط من رؤساء الحكومة السابقين، لأتبين مدى حرصهم على ما تبقى من رئاسة مجلس الوزراء، في الجدارة والفعالية، والضمانة للحقوق، والحفظ للكرامة، كرامة الموقع والطائفة والبيئة الوطنية، والدستور. وهي – كما يعلم الجميع – سِمات وضرورات لم يتبقّ منها إصلاً غير الشيئ اليسير”.

وتابع في بيانه” بصراحة لم أُفاجأ بتسمية السفير مصطفى أديب، لأنها النتيجة الطبيعية للمسار الذي تحكَّم بالموقع والطائفة والوطن منذ العام 2011 حتى اليوم، وهذا إذا اعتبرنا أنّ اليومَ هو الآخِر وليس الأخير”.

وقال في بيانه “إنّ التزام نادي رؤساء مجلس الوزراء بالموافقة المسبقة للتحالف الحاكم وتحديداً حزب الله باسم الرئيس المكلَّف، يشكّل تخلياً عن الأمانة الوطنية التي وُضعت بين أيدي الذين ائتُمنوا عليها”.

وبالنتيجة سيكون مصطفى أديب رئيسًا لوزراء لبنان، وعلى كتفه ألف سؤال وسؤال، وألف استحقاق واستحقاق:

ـ استحقاق المال المسروق والودائع التائهة.

ـ استحقاق السلاح وحزب الله يخطف البلد ويزجها في احتمالات حرب لن تبقي ولن تذر.

ـ فساد القضاء والكوارث التي تختبئ في جواريره.

ـ موقع الشارع من الحكم وشكل الدولة وعقدها الاجتماعي ـ السياسي.

كلها أسئلة معلّقة على عاتق رجل لم يعرف من تاريخه السياسي سوى أنه اشتغل سفيرًا لبلده دون أي علامات فارقة.. رئيس مكبّل اليدين بمصالح المافيات وأصحاب النصر الإلهي.

كل القصة باتت اليوم رهنًا للرئيس الفرنسي ماكرون الذي رسم خارطة طريق للبنان بلا أية خارطة سوى اللعب على الوقت.. تمرير الوقت.. اماتة الوقت، والوقت الميت في حال كما حال لبنان يعني اماتة ناس لبنان.

الأسئلة كبيرة، والحمولة كبيرة، ورئيس مكبّل مصيره غالبًا سيكون كما مصير سابقه حسان دياب.

لعبة تعيد الاحداثيات نفسها بالأدوات نفسها.

بالانتظار، قد يكون ثمة وزير سيخرج الزير من البير.

البير عميق جدًا.. جاف جدًا .

مسكين ذاك الغريق الذي سيتولى انتشال الغرقى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى