fbpx
أخر الأخبار

هل ينطلق القطار الإيراني إلى تل أبيب؟

مجرد ترسيم الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية، فلذلك معنى محدد:

ـ اعتراف الدولة اللبنانية بإسرائيل، بما لايعد يسمح لحسن نصر الله، ولا لنبيه بري نعتها بـ “الكيان”.

والمسألة ليست لغوية بطبيعة الحال، غير أن اللغة تأخذ الى السياسة والمواقف، كما الترتيبات على الأرض، وكانت اللغة قد تبدّلت عند نبيه بري حيث لم يضف إلى إسرائيل كما عادته:

ـ العدو الإسرائيلي.

المفاوضات بخصوص ترسيم الحدودين البرية واالبحرية مابين اسرائيل ولبنان، ابتدأت عمليًا وإن لم يجلس الطرفان على طاولة واحدة، ولكن ماذا لو ذهبت المفاوضات الى نهاياتها، بعد أن أعطت الدولة اللبنانية وخلفها جماعة حزب الله، الضوء الأخضر، للانطلاق باتفاق الإطار لترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، بعد سنوات من جهود ومساع أمريكية لحل الأزمة.

الرئاسة اللبنانية رحبت بالتوصل الى اتفاق إطار، وكان مستغربًا أن تتلقى الرئاسة في لبنان قرار مفاوضات الترسيم كما لو انها برعاية نبيه بري، مع أن أمرًا متعلقًا بالسيادة كان يفترض ووفق معطيات الدستور اللبناني، أن يأتي إعلانه على  لسان رئيس الجمهورية وليس على لسان رئيس مجلس النواب، مما يشير لأمرين:

ـ خطف الدولة على يد الثنائي الشيعي.

ـ ذهاب الثنائي إلى التطبيع، أو إلى مرحلة التحمية مع التطبيع مع إسرائيل.

في الحالة الثانية، فثمة الكثير الكثير  مما سيترتب على هذا الأمر، وأهم ما سيترتب عليه هو الاجابة عن سؤال:

ـ ما مصير سلاح حزب الله؟

كان السلاح تحت مظلة الصراع مع إسرائيل، والصراع بمجمله ناتج عن (أرض لبنانية محتلة من قبل إسرائيل) فإذا ما تم الترسيم فهذا يعني ضمنًا عودة الاراضي اللبنانية الى اللبنانيين، وبعده ما مبرر سلاح حزب الله؟

ياتي ذلك في مناخ التطبيع الأوسع، فالمعلومات المتواترة، تقول بأن بشار الأسد، كان قد طلب من حلفائه الروس العمل على إطلاق مفاوضات سلام مع إسرائيل، والنظام السوري وبلا أدنى شك يحدد خطواته بالتوافق مع خطوات حزب الله، وإيران،  ما يعني أن التطبيع سيشمل المنطقة كل المنطقة، وهو أمر لاشك مرحب به من مجموع كبير من سكان المنطقة ومواطنيها وشعوبها، أقله لأن ديمومة هذا الصراع وديمومة الاشتباك لم تكن سوى على حساب الحريات واللقمة والتنمية وتعطيل الحياة والإعلاء من شأن عسكريات لم تبق لشعوبها ما يبقي شعوبها على قيد الحياة.

“نبيه بري (رئيس البرلمان) في إعلانه، استخدم مصطلح إسرائيل، ولم يستخدم كيان العدو ولا الأراضي الفلسطينية المحتلة، إنما استخدم الحدود الإسرائيلية، وهذا مؤشر على تحول كبير في الموقف اللبناني”.

نعم هو الأمر كذلك، ولكن ما المستجد الذي سمح للثنائي الشيعي بالتخلّي عن (تعهدهما) بتحرير القدس؟

نقول تعهدهما ونضعه بين قوسين لمعرفتنا الجدية بأن الثنائي الشيعي وفي أهدافه النهائية ليس سوى تلازم أمرين:

ـ احتلال لبنان عبر خطاب تحرير فلسطين.

ـ حماية الامتدادات الايرانية، عبر ذراعيها في لبنان وهما حركة أمل وحزب الله، وكذا بامتدادهما الى العراق.

في هذا المفصل، سيكون السؤال:

ـ ما الدور الإيراني في هذا الانفتاح الذي أبداه الثنائي الشيعي ازاء المفوضات مع إسرائيل، وهل حدث تحول في إيران يلغي من يافطاتها شعار القدس، والتحول الى تطبيع العلاقة مع إسرائيل، ولإيران سوابق في هذا، فإيران غيت مازالت عالقة بالأذهان، وتحت الطاولة ما تحتها.

المتوقع، بل والمتوقع القريب أن نجد السماء وقد انفتحت للخطوط االجوية الايرانية نحو تل أبيب (وهي الخطوط التي تسمى باللغة االفارسية هواپيمائي جمهوري إسلامي إيران، فيما الخطوط الجوية الإسرائيلية (أركياع)  مفتوحة على طهران.

ـ بالنتيجة، ثمة كذبة بني عليها الكثير، عنوان الكذبة: الصراع مع إسرائيل.

قريبًا لن يكون ثمة صراع.

في هذه الحال:

ـ مامعنى سلطات العسكر؟

ما الذي يتبقى لبشار الأسد.. حسن نصر الله، ولجمهور الطرفين؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى