fbpx

“الاخوان” حمار العرس

مرصد مينا

استثمر الرئيس المصري أنور السادات بـ “جماعة الاخوان المسلمين” بمواجهة المدّين الناصري واليساري في مصر ماقبل انتفاضات يناير ١٩٧٧ ثم فض المولد معهم لينتهوا إلى السجون، ومن ثم لينتهي اغتيالاً على أيديهم، فكان الاخوان مثل حمار العرس “يابـ زقّ ميّ يا بـ قّ حطب”، وفي الحالين لن يكون العريس، ومن شهد تلك المرحلة يعرف بالتمام والكمال أن “الاخوان” كانوا ولفترة ممتدة هراوات بيد السادات، وطالما  عانت الجامعات والساحات من سطوتهم وبالنتيجة :

ـ انتهوا إلى السجون.

تحالفات مع أنظمة تستثمر بهم ومن ثم تنقضّ عليهم وكان هذا حالهم مع “تركيا أردوغان”، وقد اعتبروها منصّة للقفز على الساحات العربية فكان أن احتواهم الرئيس التركي بوصفهم جناحاً للـ “عدالة والتنمية التي يقودها”، وبمواجهة السعودية ومصر مابعد محمد مرسي وسقوط دولة الاخوان.

غير أن حساب البيدر لابد وسيختلف، فمن بعد نشوة الإقامة في تركيا، وإطلاق فضائيات الاخوان وصحافتهم وفضائياتهم، ومن بعد فوز أردوغان بالرئاسة ثانية، لابد وأن العرس انتهى ولم يعد العريس بحاجة إلى حطب الاخوان وماءهم، فالرجل مدّ خطّ التصالح مع السعودية، واشتغل على تطبيع علاقاته مع مصر السيسي، وبالنتيجة استغنى عن الاخوان ليطلب من الاخوان وقنواتهم التلفزيونية التي يديرونها في تركيا بداية،  تخفيف النبرة بمواجهة السيسي ومن بعدها اغلاق واحدة من قنواتهم على الأقل، وتزامنت زيارة أردوغان إلى جدة العام الماضي مع إغلاق قناة “مكملين” التابعة للإخوان المسلمين، بعد ثمانية أعوام من البث من اسطنبول. كما لم تجدد تركيا إقامة عدد من الأشخاص المرتبطين بالجماعة، في محاولة لدفعهم لمغادرة البلد، وهناك تقارير عن اعتقال بعض القادة. كما وتفكر بترحيل عدد من الذين طلبت مصر تسليمهم، ربما لدولة ثالثة، وقررت إلغاء عضوية عدد من الإخوان المسلمين في حزب العدالة والتنمية، حزب الرئيس، وممن يحملون الجنسية التركية.

مايحدث للاخوان في تركيا يعيدنا إلى المثل معكوساً “عندما يتصارع الثيران تذهب الأرانب بين حوافر المتصارعين”، وكذا “عندما يتصالحون”، فالتأسيس لـ “النضال من الخارج” بلغة اليسار، أو “الجهاد من الخارج بلغة الاخوان”، سيقول “أن الخارج يعمل لمصلحة الخارج”، وبالتالي فهذا الشكل من النضال أو الجهاد لافرق، هو الاستثمار المؤقت في ذاك العرس، فالمستثمَر فيه هو “الحمار” أما العريس فهو المستثمِر الذي لايريد من الحمار سوى زقّ الحطب أو زقّ الماء.

من وقائع أحوال “الاخوان” في تركيا ماقاله عياش عبد الرحمن، وهو قيادي اخواني وزميل في “مؤسسة القرن”، إنه لم يمنح سوى 10 أيام لحزم حقائبه ومغادرة تركيا، وأضاف “أعتقد أنني لم أتمكن من تجديد تصريح إقامتي بسبب هذا التقارب الجديد بين الحكومة التركية ومصر”.

السؤال اليوم:

ـ ماذا لو تقارب أروغان مع بشار الأسد؟

هل سنرى الجندرمة التركية تكبّل قيادات الاخوان وتقدّمهم هدية للأسد، ومن ثم تمنحه الفرصة اللاحقة لـ “الاستثمار بالمقصلة”؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى