fbpx

العراق.. مظاهرات بلا رأس ومطالب مرتفعة

على ما يبدو أن الحكومة العراقية، لم تتوقع أن تواجه غضباً شعبياً عارماً بهذا الحجم الذي دفعها لإعلان حظر تجول، وتسبب بفوضى عرضت المنطقة الخضراء ببغداد الشديدة التحصن للقذائف.

مظاهرات بلا رأس بمطالب مرتفعة، ما جعل رجال السياسة والسلطة العراقيين يرتكبون في التعامل مع الموقف المطالب بإسقاطهم فهم بنظر المتظاهرين بلا شرعية.

شبان في العشرينات من العمر وما دون ذلك، يطالبون بالعدالة الاجتماعية وفرص عمل متكافئة في بلد النفط الفقير، وبين المطالب ذات السقف المرتفع وفرص الحل المحدودة المتواضعة واقعياً حصلت الهوة الكبيرة، بين طبقتين الأولى أقلية تتمتع بقوة وسلطة تحكم الفئة الكثيرة التي أعيتها الحرب وأفقدتها حقوقها في بلدها العراق.

ما يتطلب عقلاء يتوسطون الحل، إلا أن التدخلات الخارجية على ما يبدو ستقلب المشهد إلى دموية أكثر فأين ما وجدت إيران كان الدم هو العنوان.

ويطالب الشبان الغاضبين بتنفيذ أحكام الإعدام بالإرهابيين القابعين خلف السجون العراقية، المطلب الذي قد تجد فيه الحكومة العراقية متنفساً يخفف من غضب الشارع العراقي الذي بدأ يتوسع خارج بغداد،

وأعطى الرئيس العراقي “برهم صالح” أوامراً لتنفيذ أحكام الإعدام بالإرهابيين القابعين في السجون منذ سنوات، وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية “بدر الزيادي”، عن نية مجلس النواب تشكيل وفد مشترك من لجنتي حقوق الإنسان والأمن والدفاع البرلمانيتين لزيارة رئيس الجمهورية برهم صالح، من أجل الإسراع بتنفيذ أحكام الإعدام بحق المجرمين الصادرة بحقهم أحكام قطعية منذ سنين، ولم يتم تنفيذها.

وصرح “الزيادي”يوم الأربعاء بهذا الخصوص قائلاً: “هناك وفداً مشتركاً سيتم تشكيله من لجنتي حقوق الإنسان والأمن والدفاع لزيارة رئيس الجمهورية لغرض إيصال رسالة بدعمنا إجراءات تطبيق العدالة والإسراع في تنفيذ أحكام الإعدام. . . من غير المعقول أن يكون لدينا آلاف المعتقلين ممن صدرت بحقّهم أحكام إعدام دون تنفيذ”.

تدخل إيراني سافر

ابتدعت إيران غرفة عمليات لإدارة حل الأزمة التي قد تغير خارطة العراق، وأتت بشبان ادعت أنهم قادة الحراك خلافاً لما تقوله الوقائع والأدلة، ودعى هؤلاء القادة الزعومين إلى إنهاء حالة الفوضى، كما نظمت إيران في غرفة عملياتها فرقاً خاصة باغتيال كل من يقف بوجه سياساتها، ما يعني أن إيران لن تقف مكتوفة الإيدي في العراق البلد الذي يمثل ساحة خلفية لكل نشاطاتها وأطماعها التوسعية.

وغرفة العمليات الإيرانية تقع في المنطقة الخضراء تضم قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى قادة في ميليشيات الحشد الشعبي هم هادي العامري وقيس الخزعلي وأبو مهدي المهندس وأيضا أبو جهاد الهاشمي، قررت عزل المتظاهرين عن الشعب من خلال إصدار مكتب رئيس الوزراء العراقي بيانا بالاتفاق مع ممثلين عن المتظاهرين يؤكد فيه الموافقة على تلبية جميع مطالبهم.

وأصل المظاهرات يعود إلى تدخل إيران بقرارات الحكومة العراقية وكان آخرها وأبرزها نقل القائد العسكري “عبد الوهاب الساعدي” الذي يحظى باحترام العراقيين عن عمله في قوات مكافحة الإرهاب بضغط إيراني على رئيس الحكومة “عادل عبد المهدي” تسبب بخروج مظاهرات “عفوية” توسعت فيما بعد وخرجت عن سيطرة الحكومة التي تواجه أول خروج جماهيري بهذا الحجم بعد سقوط الرئيس العراقي الأسبق “صدام حسين”.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى