fbpx

الأحوازيون: حرائق في عمامة الولي الفقيه.. احتمالات السلاح على بوابات طهران.

انطلقت مظاهرات شعبية الجمعة في مدينة المحمرة في الأحواز جنوب غربي إيران، احتجاجا على شح مياه الشرب وتدني الخدمات العامة في وقت تنتشر فيه الاحتجاجات في العديد من المدن، لا سيما العاصمة طهران.
وتدخلت قوات من الأمن لقمع المتظاهرين، لكن لا تزال الاحتجاجات مستمرة.
وخرج الآلاف وبينهم تجار إلى الشوارع يوم الأحد في مسيرة إلى مبنى البرلمان حيث رددوا شعارات ضد السلطات الإيرانية.
وأعادت هذه الاحتجاجات إلى الأذهان ذكرى المظاهرات التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد في يناير الماضي والتي تفجرت بسبب المصاعب الاقتصادية، لكنها اتخذت بعدا سياسيا بعد ذلك.
وفي مراجعة تاريخية قريبة لأحوال منطقة الأحواز، ففي مارس/آذار 2015، نشر الموقع الإلكتروني لحركة “النضال العربي لتحرير الأحواز”، أن شباناً أحوازيين بدؤوا بالفعل الثورة المسلحة ضد ما وصفوها بـ “قوات الاحتلال الفارسي” في المناطق ذات الغالبية العربية، غربي وجنوب غربي إيران، وذلك باستهداف مقر المباحث، بالإضافة لمركز أمني في مدينة الخفاجية قرب مدينة الأحواز.
موقع “أحوازنا” نقل، على لسان “الثوار الأحوازيين”، قولهم أنذاك: “في ظل استمرار قوات الاحتلال الفارسي بارتكاب الجرائم ضد الشعب العربي الأحوازي، فإن عمليات المقاومة الوطنية الأحوازية ستتصاعد وتيرتها أكثر من السابق، وستكون قوات الاحتلال الفارسي كافةً في مرمى بنادق الثوار المرابطين في أرض الأحواز الطاهرة”.
ولم يترك أهالي الأحواز مناسبة إلا وأعلنوا فيها تمردهم المسلح ضد النظام الإيراني، فعلى سبيل المثال: كانت مباراة كرة قدم بين الهلال السعودي والفولاذ الأهوازي، في مارس/آذار 2015، وقد حضر المباراة أحوازيون يرتدون اللباس العربي “المحرم”، ورحّبوا بالفريق السعودي بلافتات كتب عليها: “يا الهلال العربي أهلاً فيك في الأهواز العربي”، وأدت تلك الفعاليات إلى اشتباكات بين الشرطة الإيرانية والأحوازيين، وتخللها أعمال مسلحة قام بها عناصر أحوازية.
الساسة الإيرانيون، ومنذ عهد الشاه، حذروا من اندلاع ثورة مسلحة في منطقة الأحواز، قائلين: “إن الخطر الذي يمكن أن يحدق بإيران، هو إذا ما تأججت القومية العربية في خوزستان عن طريق الحدود العراقية” .
ومنذ أن خضع الإقليم العربي “الأحواز” لحكم الشاه، ووضع الشيخ خزعل، آخر حاكم عربي للأحواز، رهن الإقامة الجبرية بطهران، منذ عام 1924، لم تتوقف الثورات والانتفاضات في الإقليم، ما بين انتفاضات سلمية وأخرى مسلحة، كما استمرت الانتفاضات إبان الحرب العراقية الإيرانية، حيث استغلها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، لتكون مصدر تهديد داخلي ضد النظام الإيراني.
– أعمال مسلحة سابقة:
وفي عام 1980 احتجز أحوازيون 26 شخصاً بالسفارة الإيرانية في لندن، حتى اقتحمت قوات خاصة بريطانية السفارة بعد حصار استمر نحو 6 أيام، قتل على خلفيته 2 من الرهائن، وخمسة من الخاطفين، وكان الخاطفون مدعومين من صدام حسين آنذاك.
ويعاني المجتمع الإيراني والأحوازي تفشي الفقر، وارتفاع معدلات البطالة، إلى أرقام قياسية، وانتشار إدمان المخدرات، وتلوث البيئة ومياه الشرب على نحو يهدد الحياة البشرية.
وتعاني شعوب الأحواز، وغيرها، حرماناً في الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وانعدام المصلحة المشتركة التي يجب على النظام الحاكم أن يتعامل بها، ما أدى إلى تعاون حركات تحررية عديدة معاً في تشكيلات مسلحة أو أعمال نضالية ضد المحتل.
وأما إقليم بلوشستان، فهو يعتبر أكبر محافظة بإيران ذات أغلبية سنية، ويعاني اضطهاداً كغيره من باقي الأقاليم، إلا أنه تحول إلى العمل المسلح منذ أكثر من عشر سنوات، بتأسيس جيش العدل عام 2002، للدفاع عن السنة في إيران، ومن أعماله أنه في عام 2009 سجل أهم عملية؛ بقتله 6 من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، منهم نائب قائد سلاح البر في الحرس الثوري الإيراني.

وكالات
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى