fbpx

ليبيا.. مطلوب أن لاتكون دولة

سيكون على المبعوث الأممي غسان سلامة، أن يستلهم صبر أيوب في دخوله على خط التسوية الليبية / الليبية، فالحال الليبي، بات أكثر تعقيداً مما يمكن أن يكون عليه الحال في مناطق النزاعات في افريقيا، وكذلك في منطقة الشرق الأوسط. تعقيدات الحال الليبي، ليس من صناعة الليبيين وقد ورثوا فراغاً سياسياً امتد لما يزيد عن أربعة عقود من حكم القذافي، حيث سيكون القذافي هو (الأخ، الزعيم، قائد الثورة، الرئيس، وملك ملوك افريقيا)، وسيضيف إلى تلك الألقاب لقب: “المفكّر”. الحال الليبي اليوم أمام استحقاقات، أسهلها بالغ الصعوبة، فقد دفعت الحركات الإسلامية المتطرفة بميليشياتها الى الجنوب الليبي، حيث النفط أولاً، وحيث المدى الجغرافي، ولابد للقطريين على وجه التحديد، من حثّ هذه الميليشيات، ومعظمها قادم من تشاد والسودان والنيجر، وكذلك من مخلفات الحركات الارهابية في كل من سوريا والعراق، الى اللعب بمنطقة الجنوب، وسط تغافل صريح من فائز السراج رئيس المجلس العسكري، يقابله، موقفاً صارماً من الجنرال خليفة حفتر، الذي يرى مع قواته، أن ما رسم لمنطقة سيناء المصرية، يرسم للجنوب الليبي، ومفاده “إمارات إسلامية” تقسّم البلاد، وتوطّد الارهاب فيه، عبر استقدام الميليشيات المسلحة التي لاتكتفي بالسلاح، بل تمتد أكثر وصولاً إلى الاتجار بالبشر، وهذا ما أفادت به مجموعة كبيرة من التقارير الدولية، دفعت الفرنسيين للمشاركة العسكرية في مواجهة هذه القوات، ولا بد أن لتنظيم الاخوان المسلمين صلة بإدارة هذه الميليشيات. اليوم، يعلن الجنرال حفتر الجنوب الليبي باعتباره منطقة عسكرية مغلقة، وهذه استراتيجية جديدة للجيش الوطني الليبي، وقد واصل الجيش اجتياحه لهذه المنطقة ما اجبر الميليشيات المسلحة على الفرار منها، حتى كادت أن تخلو من هذه التنظيمات. تحديات لا يستهان بها يواجهها الجيش الليبي، فتنظيف الجنوب الليبي من الميليشيات الإسلامية المسلحة، معركة مصيرية، ليس لاستقرار ليبيا فحسب، وانما لاستقرار المنطقة برمتها بما فيها السودان وتشاد والنيجر، ولكن السؤال: ـ ماهي مصلحة فائز السراج، رئيس مجلس الوفاق الوطني، بالاشتباك العسكري مع قوات حفتر، وفتح معركة مع الجيش في التوقيت الذي يواجه الجيش قوى متطرفة، لن تسمح لليبيا بأن تستعيد الدولة؟ ـ تلك هي الوصفة القطرية:”ممنوع بناء جيش ليبي”. كل القراءات الوازنة، ترى بأن السيناريو الذي يرسمه حفتر لليبيا يقوم على مايلي: ـ تنظيف ليبيا من القوى المتطرفة. ـ السير نحو خلق جيش وطني ليبي. ـ تشكيل مجلس عسكري انتقالي يقود ليبيا نحو انتخابات برلمانية تؤسس لانتخابات رئاسية. ومجمل هذه العناصر، تعني اولاً استعادة الدولة الليبية، كدولة وطنية، لها سيادتها خارج منطق اللعبة الدولية، وتحديداً خارج اللعبة القطرية التي عملت أول ما عملت،  ومنذ بداية الثورة الليبية، على تقسيم ليبيا، عبر دعمها للميليشيات المتطرفة بدءاً من عبد الحكيم بلحاج وتيارات القاعدة وصولاً إلى بوكو حرام. الدولة، لتكون دولة، لابد وأن يكون لها جيشها، فمؤسسة الجيش، تعني ببعدها الواقعي والرمزي:”الدولة”، وهنا مربط الفرس. مطلوب أن لا تكون ليبيا سوى حقل نفط، هو الأمر كذلك، ومطلوب أن تكون ليبيا طريقاً لتهريب البشر، ومطلوب أن لا تكون ليبيا دولة، ولهذا كان لابد من مهاجمة الجنرال حفتر، وشق الصف الليبي بما لا يسمح بحوار وطني ليبي / ليبي يقود إلى دولة بعلم، وحدود، وسيادة وجيش. ما يحدث على الارض سيكون غير هذا.. كل المؤشرات تقول: ـ الجيش الليبي يستعيد سيادته، ويتقدم. بعض من الآمال معقودة على هذا الجيش. و.. مع كل أسباب التفاؤل ستبقى مهمة المبعوث الأممي غسان سلامة صعبة صعبة صعبة. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى