fbpx

خان شيخون السورية: لم تكن حرباً إنها القيامة

انسحبت فصائل المعارضة السورية وتشكيلات أخرى مصنفة أمنيا، من مدينة خان شيخون الاستراتيجية، بريف ادلب شمال غربي سوريا، كما انسحبت من آخر معقل لها في محافظة حماة، بعدما تراجعت عن بلدت اللطامنة كفرزيتا ومورك بريف حماة الشمالي المجاور، ليل الإثنين الثلاثاء، في أعقاب هجمات عنيفة شنها الحلف الروسي – السوري على مواقع هامة للمعارضة السورية، على الطريق الدولي بين حلب ودمشق.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن إن ;قوات النظام تعمل حالياً على تمشيط خان شيخون، فيما باتت نقطة المراقبة التركية الموجودة في مورك بحكم المحاصرة، ولم يبق أمام عناصرها إلا الانسحاب عبر طرق تحت سيطرة النظام ميدانياً أو نارياً”.

وقالت مصادر عسكرية من المعارضة السورية، لمرصد مينا، ان قوات النظام أحرزت تقدما داخل مدينة خان شيخون في ريف المحافظة الجنوبي بعدما سيطرت على على الطرق المؤدية الى المنطقة، وذلك عقب مواجهات عنيفة مع فصائل المعارضة وسط استهداف الطيران الروسي مواقع الموجهات، بمئات الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية، التي استهدفت ايضا مناطق متفرقة من خان شيخون ومعرة النعمان، كما استهدفت بسلسلة من الغارات مباني سكنية، مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار.

وأعلنت غرفة عمليات “الفتح المبين” انسحاب فصائل المعارضة من مواقعها، بعد تقدم قوات النظام في خان شيخون بريف إدلب، وسيطرتها على الطرق الرئيسية المؤيدة الى ريف حماة الشمالي القريب منها، مشيرة أن الانسحاب جاء خشية من حصار النظام وحلفاء للفصائل المنتشرة في المنطقة.

القيامة في إدلب

الأخبار الدموية القادمة من إدلب، وجدت مكاناً لها على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث وصف ناشطون من داخل المدينة، الليلة الماضية بأنها كانت أشبه بـ”يوم القيامة”، لافتين إلى أن الغارات والانفجارات كانت متواصلة طيلة فترة المعارك، فيما اعتبرها آخرون “هيوروشيما القرن الحادي والعشرين”.

وكتب الوزير السابق لدى النظام السوري رياض نعسان أغا على صفحته الشخصية على موقع فيس بوك “نعلن أننا ضحايا الإرهاب بكل أشكاله، ولا صلة لنا بكل التنظيمات المتطرفة، التي تتلقى دعماً دولياً لأن السماء لاتمطر أسلحة ولا ذخائر ولا أموالاً، نطالب بحماية أهلنا، سكان محافظة إدلب وأرياف حلب وحماه و الوافدين إليها من أهلنا السوريين الذين هجروا قسرياً إليها مع أسرهم باحثين عن الأمان”.

وحمل “نعسان آغا” أمم وشعوب العالم والقيادات السياسية والعسكرية المسؤولية التاريخية عن ما قد يتعرض له الأهالي في المناطق التي سيطر عليها النظام، بالإضافة إلى ما وصفه بتحويل الشعب السوري إلى إلى رهائن وضحايا صراعات دولية، لافتاً إلى أن أكثر من نصف مليون إنسان ( جلهم أطفال ونساء ) باتوا اليوم في العراء، هاربين من جحيم التدمير الذي يطال المدنيين أولاً، ويهدم بيوتهم ، ومشافيهم ومدارسهم، متوقعاً أن يصل عدد المشردين إلى ثلاثة ملايين من المدنيين المهددين بالإبادة الجماعية .

كما طالب “آغا” المجتمع الدولي وهيئة الأمم بأن يكون حل قضية إدلب على طاولة التفاوض على الحل السياسي الشامل في جنيف، مشيراً إلى أن الإعداد الراهن من قبل روسيا وإيران والنظام للمعركة الكبرى في إدلب سيجعلها تواجه وضعاً كارثياً يماثل ما تعرضت له ناغازاكي وهيروشيما وغروزني وحلب وحمص وسواها من المدن التي تعرضت للإبادة.

من جهته عقب الباحث السياسي السوري فراس عليوي بالقول “إزدياد حدة التصعيد في إدلب تعني قرب موعد وقف إطلاق النار في المنطقة وتثبيت التفاهمات التي توصل اليها الروس والأتراك وهو مايفسر قدوم ارتال الجيش الوطني والجيش التركي للمنطقة”، مشيراً أن ما وصفه بـ”صمود فصائل المنطقة” أحرج جميع الأطراف وجعل الروس يستخدمون القوة المفرطة ضدها، مضيفاً: “مايفعله جيش العزة والفصائل المقاتلة لم يسبق أن قامت به فصائل مقاتلة من قبل ويذكرنا ماحدث في مخيم جنين الفلسطيني نيسان 2002”.

وكانت قوات النظام قد بدأت بدعمٍ من سلاح الجو الروسي قبل أسابيع عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة إدلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة منذ العام 2014، وهو ما جاء بالتزامن مع تحذيرات دولية وأممية من كارثة إنسانية وشيكة قد تضرب المدينة فيما لو لم تتوقف العلمية العسكرية.

فريق ” منسقو استجابة سوريا” عبر عن القلق البالغ من تدهور الأوضاع الإنسانية في “ريف ادلب الجنوبي”، وأكد أنه يمكن الحفاظ على ما تبقى من حياة المدنيين بتجنيبهم الخطر وتطبيق القواعد الأساسية والإنسانية أثناء الحروب.

ويُواجه المدنيون في “ريف ادلب الجنوبي” أزمة إنسانية ضخمة، دفعت بالكثير للنزوح من مساكنهم، فقد تم ارتكاب عمليات قتل بشعة، لا تقل بشاعة عن سابقاتها، واستهدفت المدنيين، حيث اعتبر الفريق ان “القصف المتواصل عمل على تحويل المدنيين إلى أهداف عسكرية، ويعرّض حياتهم للخطر، فلم يمتنع النظام السوري وحليفه الروسي من ممارسة الأعمال الارهابية ضد المدنيين، ولم يهتم بتقليل الخراب الذي يُلحقه بالأشخاص وممتلكاتهم العامة والخاصة، لقد تم تدمير المستشفيات والمدارس، واليوم هناك جزء كبير من السكان بات رهينة، ويعيش تحت رعب القتل إن حاول الهرب”.

لقد جاءت هذه الأعمال الوحشية، بحسب بيان لفريق الاستجابة، بعد عدة أشهر من العملية العسكرية الثالثة لقوات النظام وروسيا على مناطق شمال غربي سوريا، دون مراعاة للقوانين الدولية التي تؤكد أنه يجب ألا يتم تعريض المدنيين لأي خطر، ودون مراعاة لأحكام اتفاقيات جنيف الأربع الخاصة بالنزاعات المُسلّحة الدولية التي تؤكد أنه يجب تفادي مُهاجمة المدنيين، ناهيك أن النزاع لم يقتصر على تحقيق الأهداف السياسية والتسبب في تدمير لا لزوم له، بل مازالت المجازر تُرتكب بحق المدنيين، ومازالت ممتلكاتهم مُعرّضة للتدمير، بحسب المصدر.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى