fbpx

من هم قادة حماس الذين يتصدرون قائمة الاغتيالات الإسرائيلية؟

مرصد مينا

يحتفظ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بملصقا وضعه دعلى جدار مكتبه في تل أبيب  يحمل صورا لمئات من قادة من قادة حماس مرتبين في شكل هرمي، وفي أسفل الملصق صور لقادة ميدانيين صغار تابعين للحركة حماس، وفي أعلاه صور القيادة العليا بما في ذلك محمد الضيف، العقل المدبر لهجوم أكتوبر، وفقا لوكالة رويترز.

ويتصدر ثلاثة رجال قائمة المطلوبين لدى إسرائيل ما زالوا طلقاء، وهم محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة حماس، والقائد الثاني، مروان عيسى، ورئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار.

السنوار (61 عاما) بالإضافة إلى الضيف وعيسى (كلاهما 58 عاما) يشكل مجلسا عسكريا سريا مكونا من ثلاثة رجال على رأس حماس. وهذا المجلس هو الذي خطط ونفذ هجوم السابع من أكتوبر، فيما تشير مصادر إلى أن القادة الثلاثة يديرون العمليات العسكرية للحركة ويقودون المفاوضات في اتفاق التبادل، ربما من المخابئ المتواجدة أسفل غزة.

مصادر بارزة، بحسب رويترزن أشار إلى أن قتل الرجال الثلاثة أو أسرهم قد يكون مهمة طويلة وشاقة، لكنه قد يشير إلى أن إسرائيل ستتحول من الحرب الشاملة إلى شن عمليات أقل ضراوة. ولا يعني هذا أن حرب إسرائيل ضد حماس سوف تتوقف.

ويقول مسؤولون منهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن إسرائيل تسعى لتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس وإعادة المحتجزين وضمان عدم تعرض المنطقة المحيطة بغزة للتهديد أبدا بتكرار هجوم مماثل لما وقع في السابع من أكتوبر. ولتحقيق هذه الأهداف فإن القضاء على قادة حماس سيكون ضروريا.

يشار أن غالانت في قال في مؤتمر صحفي، الأسبوع الماضي: “إنهم يعيشون في الوقت الضائع”، مشيرا إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” سيلاحق قادة الجماعة المسلحة في أي مكان في العالم. ولم ترد الحكومة الإسرائيلية على طلب للتعليق.

وقال خبيران عسكريان إن قتل السنوار والضيف وعيسى سيسمح لإسرائيل بالإعلان عن تحقيق نصر رمزي مهم. ولكن تحقيق هذا الهدف سيتطلب وقتا طويلا وتكلفة باهظة، مع عدم تواجد ضمانات لنجاحها فيه.

مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قال في هذا السياق إن جميع الأطراف، ومنها حماس، قد يكونون لا يعلمون تحديدا عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف المسلحين.

وأضاف “إذا كان بإمكان إسرائيل أن تقول إننا قتلنا السنوار ومروان عيسى ومحمد الضيف، فسيكون هذا إنجازا واضحا ورمزيا ومهما للغاية”، مضيفا أن إسرائيل تواجه معضلة، مردفا “ماذا لو لم يتمكن الإسرائيليون من القضاء على هؤلاء الرجال؟ هل سيستمرون في القتال حتى الوصول إليهم؟ وماذا لو ثبت أنهم أهداف بعيدة المنال؟”.

من جهتها ترى إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن القضاء على قادة حماس هدف قابل للتحقيق بالنسبة لإسرائيل أكثر بكثير من هدفها المعلن وهو القضاء على الحركة بالكامل. ورغم الدعم القوي لإسرائيل أقرب حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإن المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق من أن بدء صراع مفتوح لاستئصال حركة حماس سيتسبب في سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين في غزة ويطيل أمد خطر نشوب حرب إقليمية.

وقال كوبي مايكل، الرئيس السابق للمكتب الفلسطيني في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية الذي يتصدى للدعاية السلبية عن إسرائيل في الخارج، إن هناك دعما شعبيا قويا لاستمرار الحرب لأن حماس تعتبر جزءا من محور واسع تدعمه إيران يشكل تهديدا وجوديا مباشرا، فيما قال مايكل إن اعتقال السنوار سيمثل انتصارا مهما لكنه ليس بالضرورة نصرا نهائيا. وأضاف “المجتمع الإسرائيلي يرى نفسه تحت تهديد وجودي وليس أمامه سوى خيارين.. أن نكون أو لا نكون”.

مايكل أردف أن هدف الحرب ما زال تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، الأمر الذي قد ينطوي على فترة مضطربة في غزة بعد الحرب. وقال إن التحدي الأكبر على المدى الطويل هو القضاء على جاذبية معارضة حماس الضارية لإسرائيل لدى الجمهور الفلسطيني باستخدام التعليم والتوعية.

وتعلن إسرائيل من حين إلى آخر عن مقتل قادة عسكريين كبار في حماس. وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي، تحدث إلى الصحفيين مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن الجيش الإسرائيلي يعتبر القضاء على هؤلاء القادة على المستوى القتالي ضرورة لتفكيك القدرات العسكرية لحماس.

ويعيش محمد ضيف تحديدا في الظل بعد نجاته من سبع محاولات اغتيال، قبل عام 2021، مما كلفه فقدان عين وتسبب في إصابة خطيرة في ساقه. وفقا لرويترز، فيما قتلت غارة جوية إسرائيلية، عام 2014، زوجته وابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات وابنه البالغ من العمر سبعة أشهر.

وتتكهن مصادر إسرائيلية وفلسطينية بأن الرجال الثلاثة يختبئون في الأنفاق تحت القطاع، لكن خمسة مصادر مقربة تقول إنهم قد يكونون في أي مكان داخل غزة.

وقالت مصادر في حماس إن السنوار الذي ظهر كثيرا في السابق في تجمعات عامة، على عكس ضيف وعيسى، لم يعد يستخدم أي أجهزة إلكترونية خوفا من أن يتتبع الإسرائيليون الإشارة، فيما قالت مصادر من حماس إن عيسى، المعروف باسم “رجل الظل”، ربما يكون الأقل شهرة بين الثلاثة، لكنه شارك في اتخاذ عدد من قرارات حماس الهامة في السنوات القليلة الماضية، وسيحل محل أي منهما في حالة الاعتقال أو القتل.

وقد أمضى الرجال الثلاثة سنوات في السجون الإسرائيلية. وقضى السنوار 22 عاما بعد سجنه، عام 1988، لاتهامه بخطف وقتل جنديين إسرائيليين وقتل أربعة متعاونين فلسطينيين. وكان السنوار هو الأبرز بين 1027 سجينا فلسطينيا أطلقت إسرائيل سراحهم، في عام 2011، مقابل إطلاق سراح أحد جنودها، وهو جلعاد شاليط الذي أسرته حماس في غارة عبر الحدود قبل خمس سنوات.

يشار أن جيرهارد كونراد، وسيط وكالة الاستخبارات الألمانية، بين عامي 2009 و2011، يعتبر من بين عدد قليل من الأشخاص الذين التقوا بعيسى أثناء التفاوض على صفقة مبادلة السجناء بشاليط. وقال كونراد لقناة الجزيرة التلفزيونية: “لقد كان محللا شديد التدقيق وهذا هو انطباعي عنه. كان يحفظ الملفات عن ظهر قلب”.

يذكر أن إسرائيل قتلت قادة من حماس في الماضي ومن بينهم مؤسس الحركة، الشيخ أحمد ياسين، وزعيمها السابق، عبد العزيز الرنتيسي، الذي اغتيل في غارة جوية، عام 2004. وارتقى قادة جدد ليشغلوا مواقعهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى