fbpx

يكذب أردوغان إذا ما قال: سأعيدها اليكم

متى كانت الولايات المتحدة حريصة على حلفائها؟

هو سؤال يشغل الميديا اليوم، أي ما بعد ترك الطريق للرئيس رجب اردوغان لاجتياح منطقة شرق الفرات السورية.

الذين يستغربون ذاك التخلي الأمريكي السافر عن الحليف الكردي في الشمال السوري، هم الذين لم يقرأوا تاريخ السياسات الامريكية، أقلّه منذ أن رسم جون فوستر دالاس الخطوط العريضة لتلك السياسات، فإبان الحرب الباردة، ذهب دالاس ليرسم للرئيس الأمريكي آيزنهاور تقريرًا مازال خارطة طريق للسياسات الأمريكية.

يومها كان دالاس يرى أن الولايات المتحدة ستواجه خصمين صاعدين:

ـ الشيوعية، ومؤئلها وحاضنتها الاتحاد السوفييتي.
ـ والإسلام باعتباره عقيدة طامحة.

ما الحل والحال كذلك؟

كان الحل في إطلاق الخصمين ليأكل بعضهم بعضًا، ولقد تبدّت هذه السياسة بكل ملامحها في أفغانستان، حيث أطلقت الولايات المتحدة الغول الاسلامي، مقابل الغول الشيوعي، فابتدأت النكسة الشيوعية من هناك، وبقي الغول الاسلامي يتنقل من كتف الى كتف، حتى غدا الاستثمار الأمريكاني طيلة سنوات، وهذا المؤرخ والمفكّر الأمريكي وولترليتمان، يحكيها بالفم الملآن:

ـ أطلقناهما ليأكلا بعضهم بعضًا.

واليوم، ما الذي يحدث؟
أطلقت قوات سوريا الديمقراطية بمواجهة داعش، وقدمت في معركتها مع داعش آلاف الضحايا، والمهمة انتهت.

ـ نعم انتهت فـ الـ game over
وثمة لعبة جديدة، سيكون الاتراك أداتها هذه المرة، ولابأس أن تؤدي اللعبة الى تقسيم سوريا، فالأتراك القادمون بدباباتهم، عازمون على احتلال شريط حدودي بعرض 45 كم وطول 485 كم أي ما محصلته 21825 كم مربع مايساوي نصف بلد مثل لبنان، وفيه:

ـ صيغة سورية جديدة، بل خارطة سورية جديدة.
وواهم من يعتقد بأن الأتراك دخلوا منطقة وانسحبوا منها، فلواء اسكندرون سوري، وحتى غازي عنتاب سورية، وكما أسقط بشار الأسد لواء اسكنردون من الخارطة السورية لابد ويسقط هذا الشريط الحدودي، مقابل صفقة مفادها:

ـ دعوني في الحكم.
من يتغطّى بالأمريكان يبرد.

تلك مسألة لم يفهمها الأكراد، فكانت النتائج أن دفعوا الكثير الكثير، ولسنا على يقين إن كانت معركتهم المقبلة مع الاتراك ستتوقف عند حد للخسائر.

بالنتيجة،. هي خطوة جديدة باتجاه سلخ أرض جديدة عن سوريا.

يكذب أردوغان حين يقول:
سأعيدها اليكم أيها الأشقاء.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى