fbpx

"الانتفاضة" الإيرانية.. وقد انطلقت

قبل أيام، كنا كتبنا في هذه الزاوية، ان انتفاضات الشوارع العربية خصوصًا في العراق ولبنان، لن تنتصر إذا ما انتقلت إلى طهران، وهاهي تنتقل، وإن وسط تعتيم إعلامي بالغ البشاعة والفجور.

نعم.. لن تنتصر الانتفاضات العربية إن لم تنتصر “ثورة الناس” في طهران على “ثورة الخميني” بما حملت من مصائب / كوارث، وبما كونها أعادت التاريخ إلى الكهوف، وليس ثمة من بد سوى خروج الايرانيين من كهوف التاريخ.

وهاهي الانتفاضات في طهران تبشر بالخروج من كهوف التاريخ.. يحدث ذلك في انتفاضات تعدت العاصمة طهران لتنتشر في معظم المدن الايرانية، وتكون انتفاضات عابرة للطوائف والاثنيات، دون نسيان تلك الاوجاع التي تعانيها الأقليات الاثنية والعرقية والمذهبية في إيران وقد جثم الملالي فوق صدور الايرانيين.

انتفاضات تطالب بالخبز، والماء والاستشفاء، وليس ثمة ماهو اخطر من الانتفاضات المطلبية، فهي الحقيقة بالغة الوضوح، الحقيقة التي تمثل قاسمًا مشتركًا لجميع الناس.. للطبقات الفقيرة والمنسحقة، يعني لما يزيد عن 80 % من مجمل سكات ايران، البلد النفطي، ذو الاقتصاديات الهائلة، وهي الاقتصاديات التي تهدر عبر نافذتين:

ـ نافذة الحرب والعسكرة، ونماذجها في تصدير العسكرة الايرانية الى اليمن ولبنان والعراق وصولاً إلى غزة.

ـ ونافذة الفساد، وهو الفساد الذي طال الطبقة السياسية الحاكمة بدءًا من (آية الله)، (مرشد الثورة) وصولاً لقيادات الحرس الثوري، ولهذا كانت الهتافات في الشارع الايراني تنادي بأن يبقى ايران في ايران، لا انت ينتقل إلى غزة او إلى لبنان ولهذا الهتاف مدلول بالغ الصراحة والوضوح، وهو يقول بالمباشر:

ـ كفوا عن التدخل في شؤون العالم المحيط.

ويقول اكثر من ذلك، فهو يخاطب القيادة الايرانية أن تتنازل عن عنجهيتها وتصديرها لثورتها والالتفات إلى لقمة خبز الناس.

هذا فيما الحياة في المدن والأرياف الايرانية باتت على حافة الجوع، حتى بات متوسط دخل الفرد الايراني بخسًا حتى بالمقارنة مع الدول الفقيرة التي لاتمتلك لانفطًا ولاتاريخً ولا مدينة، ولا فلسفة عظيمة ولا شعراء عظماء ليس أكثرهم اهمية وأرفعهم شأنًا عمر الخيام.

الثورة في ايران انطلقت، وثمة “حرس ثوري” لابد وأن يرفع قبضته الفولاذية بمواجهة المنتفضين.

الانتفاضة باتت حقيقة.. لا نراهن على انتصارها، ولكننا لابد وأن نراهن على أنها الحقيقة الوحيدة التي تخرج الايرانيين والمنطقة برمتها من زمن الكهف والغيلان.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى