fbpx

ملالي طهران.. حرّاس امريكا

ما من حليف للولايات المتحدة وإسرائيل يساوي ملالي طهران.. قد يبدو الكلام مستغربًا، ولا ينبغي أن يكون مستغربًا إذا ما تأملنا الوقائع المترتبة على وجود إيران تحت ظل حكم الملالي، فهي الشمّاعة التي يتم من خلالها ابتزاز منطقة بأسرها، وقد يتجاوزها إلى ماهو أبعد. حافة الهاوية، كانت اللعبة الأمريكية التي أتقنتها إدارات أمريكية متعددة، ربما كانت إدارة دونالد ترامب أكثرها دقّة في رسم سيناريوهات اللعبة، وهي لعبة تتجلّى في إعلان حرب تويتر على طهران، وحين يجد الجدّ، يتراجع ترامب وعبر تويتر أيضًا عن التصعيد ويتحوّل إلى الأم تيريزا، وهذا ما تبدّى بعد حادث إسقاط الطائرة الأمريكية المسيّرة قبل أيام. الملالي أسقطوا الطائرة، وربما هي العملية اليتيمة التي قامت بها حكومة “حرس الثورة” بمواجهة الولايات المتحدة، بعد مضي عقود على عملية احتجاز الرهائن الأمريكيين في طهران مع انطلاق “الثورة الإسلامية” واعتلاء الخميني حصان الإسلام، وفي أية مراجعة عقلانية وجدية لما لعبته إيران في مواجهتها للولايات المتحدة وإسرائيل، نتوقف مع الأبرز: ـ مع انطلاقة الثورة الإسلامية في إيران، تحوّلت لبنان، من جبهة واسعة بمواجهة إسرائيل وهي جبهة تشمل اليسار اللبناني والتيارات القومية، إلى احتكار نهائي لحزب الله، وقد لعب دور المصدّ لهذه القوى في اتجاهها نحو الجنوب لقتال إسرائيل، وقبلها، كان حزب الله قد أعمل سلاحه بمواجهة منظمة التحرير الفلسطينية، وليس لمن لم يفقد الذاكرة أن ينسى حرب المخيمات وقد ارتكب وحليفته امل أعتى المجازر بمواجهة الفلسطينيين، وكان ذلك عام 1985. ـ مع انطلاقة “الثورة الإسلامية”، رسم الخط الأول في يافطة إنهاء منظمة التحرير الفلسطينية، حيث اخترعت حماس والجهاد الإسللامي، وكلاهما أمعنا في ذبح الفلسطينيين وفي شق الصف الفلسطيني، وفي إنهاء منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني. ـ مع انطلاقة الثورة الإسلامية في إيران، ابتدأ تدمير العراق، فكانت حرب استنزاف استمرت لثمانية أعوام، وكانت التيجة تدمير واحدة من ثلاث عواصم عربية تعني فيما تعنيه ملامح مشروع قومي عربي، إذا أضفنا دمشق والقاهرة إلى بغداد. وبكل المقاييس فأية عودة لانطلاقة الثورة الإسلامية في إيران، تعني سؤال: من دعم تلك الثورة هناك؟ ومن مولها بالإعلام؟ ومن غضّ النظر عما ستؤول إليه الأمور في طهران؟ وليس من المتيسر نسيان مشهد الخميني وهو ينزل من الطائرة الفرنسية ملوّحًا للجماهير القادمة لاستقباله في مطار طهران، وكانت الطائرة فرنسية، والفرنسيون في آنها كما هم اليوم، حلفاء للإسرائيليين الذين لن يتذمروا ولن يقلقوا من استيلاء الملالي على طهران. إيران، تلك الدجاجة التي تبيض ذهبًا.. هي ذلك الكائن الغامض الذي تبتز فيه الولايات المتحدة الدول العربية مجتمعة بدءًا من منظومة دول الخليج، ولهذا فالأمريكان عازمون على الدوام على إطلاق المخاوف من هذا الكائن اللزج بمواجهة عرب يمتلكون النفط والمال، فيما تسلم الولايات المتحدة العراق .. كل العراق لطهران.. ولبنان كل لبنان إلى طهران.. وسوريا كل سوريا إلى طهران، وها هي طهران تسرح وتمرح في اليمن مهددة كل جارات اليمن الذي لن يكون سعيدًا وهو يرزح تحت سلطة ملالي طهران. السلاح الأمريكي إن شاء يطال لحية المرشد الأعلى وسرير نومه، غير أن “الديلر” الأمريكي لن يفارق طاولة القمار ما دامت الطاولة تدر عليه كل تلك الأموال. طهران تحت الأرض، أكبر من طهران فوق الأرض، وحركات الاعتراض في طهران لو زوّدت بالحد الأدنى من الدعم الدولي لأسقطت حكومة الملالي في طهران. حركات هي حركات جيل الشباب وعقلاء إيران ومدنييها.. هؤلاء الذين يقفون وحدهم بمواجهة إعصار “جنود الله”، أولئك الذين لايعرفون عن الله سوى أنه: ـ مجرد استثمار. أمريكا لعنة، المتغطي فيها يبرد. “مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى