fbpx
أخر الأخبار

الزمن الصعب وقد بات  يخيم بكلكله على أنصار النظام.. علوش مثالاً

الطبيعي أن يكون الخطاب الرئاسي خطابًا واضحًا، صريحًا، يحمل برنامج عمل هو في المحصلة هوية النظام.

هذا في البلدان التي تشتغل على المشروع، غير أن هذا لايقترب من أنظمة هويتها في (اللاهوية)، أنظمة “الإنشاء”، والكلام الذي لايحمل مدلولاً ولا معنى، بما يتطلب بعده التأويل والتفسير وإعمال عقل الفوازير.

ربما كانت تلك واحدة من خصوصيات القذافي وربما ميزته، ولابد أنها سمة مرافقة لبشار الأسد، الرئيس الذي يكثر من الإنشاء، والشروحات للبديهيات، وقد ورث شيء من هذا من الراحل أبيه، حتى كان محررو الصحف الحكومية في عهد الأب، يحارون في اختيار مانشيتات بارزة لكلامه الذي لايعني ولايقول ولا يكشف ولا يعد، حتى كان الكلام أقرب إلى سديمية الجدار مما هو إلى يفاعة الحياة، وربما كانت أكبر مآثره تلك الجملة التي يقول فيها “الرياضة حياة” ليشاركه ابنه الرئيس في ميزة أبيه بفارق القهقهات التي ترافق خطاباته ، وهي قهقهات على (اللانكات) مرفقة بتصفيقات حارة من مناصرين جلّ ما يجيدونه التصفيق.

في خطاب بشار الأسد الأخير والذي حمل عنوان خطاب القسم، بات من المجازفة القول أنه خطاب، فقد كان أقرب إلى حفلة زجل، الزجالون فيه لايقولون، كما رئيسهم لايقول، الأمر الذي دعى تلفزيون النظام للاستعانة بالمستشارة الرئاسية لتفك الفوازير عن خطاب الفوازير، فتضاعف من حجم الفضيحة وقد انضمت إلى فريق الزجالين.

هذا الأمر دفع الكثير من أنصار النظام ومحازبي النظام وأزلام النظام للخروج عن فريضة الصمت التي اطبقت على البلاد والعباد، وكان آخرهم، وربما أكثرهم وضوحًا وجرأة ماكتبه قمر الزمان علوش على صفحته في الفيس بوك تعليقًا على حوار المستشارة، الزجالة، مع ملاحظة أن قمر الزمان علوش لم يخف يومًا مناصرته للنظام، وسنكنفي هنا بنقل ماكتبه قمر الزمان  دون تعليق ولا تعقيب، ففيه ما يكفي من إيضاح لوحة ربما لاتحمل من الألواون سوى عته الألوان.

وهذا ماجاء في منشور السيد قمر الزمان علوش:

الرسالة المبطنة التي حاولت السيدة لونا الشبل إيصالها عبر ترجمتها لخطاب القسم .. وصلتني على النحو التالي :

لا خيار أمامك إلا أن تكون أحد رجالي ..

لم أطلب منك الصمود أنت دافعت عن نفسك ..

لن أعطيك وعودا” لحل مشاكلك لانني لا أملك عصا سحرية .. ولكن تأكد دائما أنني أستطيع أن أُنقص خبزك اليومي متى شئت .

المعارضة الخارجية أو الداخلية غدت من الماضي والرمادية في المواقف باتت مشبوهة فإما أن تفكر كما أفكر وإما أنت عميل أوخائن .

آلمتني الرسالة كثيرا وأدهشتني .

وللتذكير فقط أنا كنت أول كاتب يظهر على الشاشة الوطنية لأعلن وقوفي الراسخ في خندق الدولة السورية ورئيسها الشرعي . في وقت تهرّب واعتذر فيه أغلب الكتاب والفنانين عن هذا الظهور .

أوليس من الغريب .. ونحن لانزال نعيش في خطر حتى الآن ونحتاج الى مساعدة الغرباء كي نعيش ويتحكم بمفاصل الدولة أشخاص يملكون رؤية منحرفة للعالم .. ويدفع لاجل هذا شعب طيب أفدح الأضرار .. ان ياتي من يقول لي :

إذا لم تكن عضوا” في القطيع فعليك ألا تخاف من الذئاب بل من الراعي !!

كنت خائفا على الرئيس .. ولكنني الآن بت خائفا منه حقا.

منذ البداية عاهدت نفسي بان أضحي بحياتي من أجل أن تبقى بلدي آمنة . وخضت لاجل ذلك معارك سياسية محفوفة بالمخاطر وكان قلبي يتحمل كل شيء ..

ولكنني الآن بت أخشى أن يتلاشي كل شيء .. ولم يعد لي مكان بين الحواجز الاسمنتية والأسوار لأن الكرامة فيه مهلكة .. الحقيقي سيرحل ومن سيبقى سيكون وهما .

لن اواجه خيارا كهذا .

ولهذا قررت بإرادتي التامة إغلاق صفحتي هذه التي لم تنقطع يوما خلال عشر سنوات متواصلة حتى في أشد الظروف قسوة وخطورة .. ولم يغب فيها أهلي وناسي عن فكري وخيالي وعاطفتي لحظة واحدة .

كانت لي كل السعادة معكم اصدقائي شكرا لرفقتكم لي كل هذا الزمن الصعب .

إلى هنا وينتهي منشور قمر الزمان علوش، ويختم قمر الزمان بـ “الزمن الصعب”.

كان زمنًا صعبًا على المهجرين والمرحلين والمغيبين والمعتقلين وضحايا الاستبداد.

بات الزمن الصعب على أنصار النظام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى