fbpx
أخر الأخبار

مستعمرة زراعية إيرانية جنوبي العاصمة بغداد

 مرصد مينا – العراق

عمدت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران خلال الأسابيع الأخيرة، الى تعزيز سيطرتها على منطقة “جرف الصخر” جنوبي العاصمة العراقية بغداد، حيث بدأت مؤخرا بتنفيذ عدد من المشاريع الاقتصادية في المنطقة، مستغلة ثرواتها الزراعية وخصوبة أراضيها ووفرة المياه فيها.

مصادر عراقية مطلعة قالت إن الميليشيات حولت المنطقة إلى مستعمرة استثمارية، من خلال إقامة مشاريع تربية الدواجن والأسماك وتسمين العجول والحقول الزراعية، يشرف عليها مهندسون زراعيون وأطباء بياطرة من إيران.

وأكدت المصادر أن المنطقة باتت أحد أهم الشرايين الرئيسية التي توفر الدعم المالي للميليشيات “الشيعية” في العراق، موضحة أن  كتائب حزب الله العراقي “المستثمر” الرئيسي في “جرف الصخر”، تليها عصائب أهل الحق، لكن الإدارة العليا للاستثمارات تخضع لإيران.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد “استولت الميليشيات على جميع الدور والمنشآت والآليات الزراعية في المنطقة وأدخلتها في خططها الاستثمارية التي تدر مبالغ مالية طائلة”.

ولا تسمح الميليشيات لأي جهة بالوصول إلى هذه المنطقة بما في ذلك القوات النظامية كالجيش والشرطة، وذلك بهدف الحفاظ على الطابع السري للأنشطة الاقتصادية فيها، حسبما تقول مصادر في المنطقة.

يشار الى أن منطقة “جرف الصخر”، تتميّز بخضرتها وكثرة بساتينها، كما تشتهر بإنتاج مختلف المحاصيل الموسمية، وتعتبر مركزا رئيسي لتوريد أسماك الحقول الصناعية إلى أسواق بغداد، نظرا لموقعها المهم على الضفة الغربية للنهر. 

وخلال الفترة الماضية شكلت “جرف الصخر” موقعا نموذجيا لتمركز الميليشيات بعيدا عن رقابة الطيران الأميركي، حتّى بات العراقيون يصفونها جرف بـ”المستعمرة الإيرانية”، وذلك نظرا لوجود عدّة مراكز تابعة للحرس الثوري الإيراني الذي يسهر على تدريب وتأطير الميليشيات التابعة لإيران في العراق.

وكانت الميليشيات الموالية لإيران قد عملت خلال السنوات الماضية على إنشاء بنية أمنية دائمة داخل المنطقة،  تتمثّل في إقامة معسكرات ومراكز مجهزة لتجنيد وتدريب وتعبئة المقاتلين، بالإضافة لمخازن وورش لتجميع وتركيب الأسلحة المهرّبة من إيران من طائرات مسيّرة وصواريخ قصيرة ومتوسّطة المدى.

مصادر استخباراتية أكدت أن المنطقة تضم أبرز معتقلات الميليشيات السرية في البلاد، وتضم العشرات من الشبان والرجال السنّة الذي جرى اعتقالهم أو اختطافهم خلال حقبة الحرب على داعش في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين.

الميليشيات المدعومة من إيران، فرضت سيطرتها على جرف الصخر بعد إفراغها من سكّانها الأصليين خلال معركة استعادتها من تنظيم داعش في خريف سنة 2014، ومنذ استعادتها،  قبل أكثر من ستّ سنوات لم تسمح الميليشيات للسكان بالعودة إليها، بذريعة تشكيلهم خطرا على الأمن العام ومساعدتهم للتنظيمات المتطرفة مثل القاعدة وداعش.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى