fbpx

تقرير أممي يحذر من خطر عدم محاكمة نساء “داعش”

مرصد مينا – نيويورك

حذر تقرير صادر عن المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة من خطورة عدم خضوع نساء تنظيم “داعش” إلى المساءلة والمحاكمة، معتبرا أن ذلك يؤثر بشكل سلبي على الجهود المبذولة لإلحاق هزيمة دائمة بالتنظيم.

وجاء في التقرير، الذي شمل 80 دولة من أعضاء الأمم المتحدة، أن “الوضع خطير بسبب قلة عدد النساء من داعش اللاتي يتعرضن للمساءلة، حيث أن العديد من الدول مترددة في إعادتهن إلى أوطانهن”.

وأشار التقرير إلى أنه من الصعب تحديد عدد النساء من أعضاء داعش اللواتي حوكمن، أو يمكن اتهامهن بارتكاب جرائم، وأن المعلومات الدقيقة عن مصير النساء العائدات إما غير متوفرة أو متاحة جزئيا فقط.

كما أكد التقرير وجود تناقض كبير في الأدلة المتاحة حول تورط النساء بارتكاب جرائم، حيث وثق التنظيم بسهولة العنف الذي يمارسه المقاتلون الذكور في مقاطع الفيديو والمواد الدعائية الأخرى، لكنه نادرا ما أظهر النساء في مواقف مماثلة.

الباحثة في برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن “ديفورا مارغولين” قالت إن “جمع هذه الأدلة يصبح أكثر صعوبة كلما مر الوقت، إذ يصبح الناس أقل تعاونا، أو ينسى الكثيرون هذه الأحداث”، مضيفة أن “هذا لا يعني أن نساء داعش لم يرتكبن فضائع. نحن نعلم أن النساء كن جزءا من شرطة الأخلاق، وحراسة النساء الأخريات، وأيضا كن جزءا من التجارة بالفتيات”.

ولفت التقرير إلى أنه “مما زاد من تعقيد الأمور” أن الباحثين في الأمم المتحدة لم يجدوا جهوزية لدى بعض الدول المعنية لمحاكمة نساء داعش، كما وجدوا، في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية على وجه الخصوص، أنه من المرجح أن تحصل النساء على أحكام أخف من الرجال المنضمين للتنظيم، وأن بعضهن لم يصدر بحقهن أي عقوبة أصلا.

الباحثة في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية “جميلة بيغيو” قالت “في البلقان، لم تحاسب الحكومات نساء داعش على الدعم غير القتالي، ولم تحاكم معظم العائدات طالما لم تثبت مشاركتها في القتال”.

وخلص التقرير إلى أن الاتجاه لاعتبار النساء بأنهن لحقن أزواجهن فقط، لا يزال سائدا، وهذا إلى جانب نقصان الأدلة، يسهم في انخفاض معدلات الإدانة أو فرض عقوبات قصيرة، مشددا على أن هناك حاجة ملحة لتدريب وبناء القدرات القضائية على الأساليب التي تراعي الفروق بين الجنسين في التحقيقات والملاحقات القضائية.

يذكر أن عددا من الدول الغربية رفضت عودة أي شخص سافر للانضمام إلى داعش، بل إن دولا مثل بريطانيا وألمانيا والدنمارك وأستراليا وإندونيسيا، ذهبت أبعد من ذلك إلى حد تجريدهم من جنسيتهم.

ويقدر عدد النساء اللواتي عدن من صفوف داعش إلى بلدانهن الأصلية، حتى تموز 2019، بنحو 609 سيدات، في حين توجد أكثر من 18 ألف امرأة مرتبطة بالتنظيم في مخيمات النازحين، مثل مخيم الهول في شمال شرق سوريا، بما في ذلك 2000 امرأة تخلت عن جنسيتها السابقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى