fbpx

ثالوث: اردوغان / الأسد/ الملالي.. مابعد النكتة

من الكوميديات المبالغ فيها، أن حكومة طهران تدين الممارسات العنفية للسلطات الأمريكية بمواجهة تظاهرات السود في المدن الأمريكية، وستتضاعف النكتة حين تقوم الحكومة السورية وعبر تلفزيونها الرسمي، بالتنديد بالممارسات العنفية اياها، وستستكمل النكات حين تذهب حكومة اردوغان إلى الخطاب نفسه.

في مطلع يناير/كانون الثاني 2018، شهدت مدينة قهدريجان مظاهرة سلمية متصلة بالتمييز العرقي الذي يمارس على المدينة وهي مدينة تابعة لأصفهان، فماذا كانت النتيجة؟

ـ ستة قتلوا في يوم.

ليترفع عدد القتلى في اليوم الثاني إلى 20 قتيلاً يوم انتقلت التظاهرات إلى نجف آباد. وأطفئت التظاهرات بالحديد والنار.

كما ألقت السلطات القبض على مئات الأشخاص منذ الساعات الأولى التي بدأت فيها الاحتجاجات.

هذا واحد من امثلة لاتحصى، وليس المثال الاكثر ايضاحًا، أما عن تركيا، فقبل أيام ليست بعيدة، قتل تسعة أشخاص على الأقل خلال تظاهرات سلمية للاكراد في تركيا تنديدا برفض حكومة انقرة التدخل عسكريا لمنع سقوط مدينة كوباني السورية بأيدي تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، واصيب اخرون بجروح خلال المواجهات التي وقعت في عدة مدن بينها جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية. وقتل خمسة اشخاص في ديار بكر “عاصمة” اكراد تركيا في حين قتل اثنان في سيرت وواحد في باتمان واخر في موش وجميعها في جنوب شرق البلاد، وكله خلال الساعات الأولى من بدء الاحتجاجات، أما عن سوريا، فلا يستلزم الامر استحضار أي من الامثلة، ذلك أن نظام الأسد بات نظامًا وارثًا لغرف الغاز النازية ولمقاصل الفاشسيت، وهانحن امام ثلاثة أنظمة هي الانظمة الاكثر تغوّلاً في دماء الناس، والأكثر تكميمًا للأفواه تندّد بالاجراءات البوليسية الأمريكية بمواججة تظاهرات المدن الأمريكية وهي التظاهرات الأكثر عنفًا، أقله بالقياس الى التظاهرات التي شهدتها مدن الحكومات سابقة الذكر.

ثمة ما يمكن نعته بالوقاحة، غير أن الوقاحة حين تتخطى حدودها تتحول الى نوع من البلاهة، ذلك هو التوصيف الممكن للحالة في تدرجها، ولكن أن يكون النظام السوري وقحًا وأبلهًا فهذا أمر مفهوم، أما أن تستوطن البلاهة نظام الملالي وهم ثعالب الفكر فهو الامر المستغرب/ وكذلك حال حكومة اردوغان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى