fbpx

مستقبل الوجود الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا

كثيرون ذهبوا الى مستنقع التحليلات لمحاولة استحضار مشاهدة مستقبلية محتملة بسبب الانسحاب الأمريكي من سوريا، ونعتقد أن دراسة المعلومات المتوفرة قد تفي بصورة عن المستقبل القاتم الذي ينتظر مستقبل إيران في سوريا، وليس ما يشاع من أن إيران ستكون هي الرابحة. فالمنشور على صفحات وزارة الخارجية الأمريكية قبل إعلان ترامب بساعات قليلة، أن الهدف الأمريكي خلال 2019 هو إخراج إيران من سوريا، ثم جاء الإعلان الأمريكي بالانسحاب، ثم توالت الأخبار عن طرد ألبانيا للسفير الإيراني بسبب مخططات إرهابية، لتكمل ألبانيا بذلك الحلقة الأوروبية التي فضحت الدبلوماسية الإيرانية التي عملت بأنشطة إرهابية في دول أوروبية عديدة، ما يعني أن الأوروبيين باتوا يستشعرون خطورة التمدد الإيراني على السلم في الشرق الأوسط والعالم. مغادرة القوات الأمريكية لسوريا، أو إعادة تموضعها في مناطق لا تصل اليها المليشيا المرتبطة بالأجهزة الإيرانية، قد يكون ذلك مقدمة لضربة عسكرية سوف تتلقاها إيران، والتي من المرجح أن تقوم بها إسرائيل، فالإسرائيليون تحدثوا عن أمنهم بعيد القرار الأمريكي، في إشارة ضمنية إلى المرحلة القادمة، والتي غالباً ستستمر خلالها إسرائيل بتوجيه الضربات للقواعد الإيرانية في سوريا، ما قد يفضي إلى مواجهة فعلية بين إيران وإسرائيل، لكن هذه المواجهة ستكون بالشروط الإسرائيلية. ما نعنيه بالضبط، أن إسرائيل تريد مواجهة إيران من خلال القيام بعملية جوية واسعة تطال الوجود الإيراني من دمشق وحتى الحدود العراقية، خصوصاً وأنها كانت ولسنوات خلت تتحدث عن عملية جوية ضد النووي الإيراني، لأن إسرائيل لا تفكر بتاتاً بمواجهة برية على الأراضي السورية، لذلك ومنذ بداية التدخل الإيراني في سوريا كانت تشترط على الروس، عدم وصول الإيرانيين إلى حدود الجولان. تعتقد إسرائيل أن هذه العملية لن تكون مكلفة، وستكون لها نتائج سياسية مهمة على صعيد المنطقة، فمن ناحية الكلفة، لن تجرؤ إيران على استهداف أي من المدن والأماكن السكنية، ما يعني أن المعركة ستكون مدعومة من الداخل الإسرائيلي بشكل واسع، وأما في الجانب الإيراني فهم لا يرغبون بوصول الاشتباك إلى عمق الأراضي الإيرانية. في الجوانب السياسية التي تتوقعها إسرائيل، فهي تعتقد أن توجيه ضربة قاسية لإيران، سينتج عنها فك عزلة إسرائيل في المنطقة العربية، لأن العديد من الدول العربية، ستكون قريبة من إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، وهذا لا يمكن حدوثه في ظل وجود الخطر الإيراني الحالي. تعتقد إسرائيل أنها إذا نجحت في هذه الخطوة، فسوف تنتزع الدور الإقليمي في المنطقة، وتصبح هي الفاعل الأساسي في ملفاتها السياسية. السؤال: أين هو نظام الأسد؟ والإجابة أن الأسد هو الآن يجلس في مكان شاغر مؤقتاً، وهو لن يبقى ولن يشارك بنفسه في عملية سياسية حقيقية قادمة، ولن يكون له أي دور أو تأثير مانع لهذه العملية، وأما حزب الله، فسوف يمضي الفترة القادمة مختبئاً خلف زعيمه في السرداب، بانتظار متغيرات السياسة. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى