fbpx

بين الرهان والارتهان ضاع الصبي

مقابلة جبران باسيل مع (العربية / الحدث)، كشفت عن “عبد يشتغل مع سيدين”، وتلك مسألة شائكة حكى عنها السيد المسيح، مؤكدّا بأن العبد الذي يفعل ذلك، لايرضي أي من السيدين، فيما سيبقى عبدًا.
باسيل اكد في كلامه أن تحالفه مع حزب الله، إنما وليد ضعف الجيش اللبناني، وهو الجيش العاجز عن حماية الحدود، وطلب من الدول العربية والولايات المتحدة تقوية الجيش، وبعده يطالب بتفكيك سلاح الله، والعودة إلى سلاح الدولة باعتباره الشرعية، والقارئون لوقائع الأيام اللبنانية يعلم تمام العلم، أن مايحول دون دعم الجيش اللبناني، أقله من الدول العربية والخليجية على وجه التحديد، أنه ليس بوسع هذه المجموعة دعم وتسليح جيش، في نهاية الأمر ليس هو المخوّل بإعلان الحرب أو السلم أسوة بكل دول العالم، وكان قد سبق أن دخلت العربية السعودية بمشروع لدعم الجيش اللبناني وكان آخرها ابان رئاسة ميشال سليمان يوم قدمت المملكة 3 مليارات دولار لتسليح الجيش، بل للتصنيع الحربي، وما أن وطأ ميشال عون بوابة القصر الرئاسي في لبنان، حتى مدّ يده إلى طهران عبر حزب االله، وبعدها أحجمت المملكة عن الاستمرار في المساعدة، وليس من عاقل يطلب من المملكة أن تقوم بتمويل عدو لها، فما دام حزب الله يرخي بكلكله على لبنان، فلهذا معنى واحد وهو أن السياسات الرسمية اللبنانية تمشي على الضد من السياسات السعودية، دعمًا لطهران، تلك العاصمة التي عبثت بمجموعة من العواصم العربية، ليس أولها لبنان ولا آخرها العراق، فوطأة الايرانيين وصلت دمشق واجتاحت اليمن، وفي كل المقاييس، فالاحتلال الايراني لعاصمة عربية، لن يكون أقل حدة ولا أقل شراسة من الاحتلال الاسرائيلي، بفارق أن بوابة السلام مع إسرائيل ممكنة، فيما نشيد الثورة الإيرانية لايعني سوى التوسع والتمدد وتصدير العنف (الثوري) الذي لايعني سوى (تخلف) البلد المستهدف، وإعادته الى زمن الكهوف.
باسيل، وبعد العقوبات التي واجهها من قبل الادارة الامريكية يعلم باليقين، أن بوابات مستقبله السياسي باتت مقفلة، واللعب مع السيدين (الأمريكاني والايراني) لعب خاسر، فإما أن يكون هنا، او يكون هناك، اما أن يأكل الخاروف ويدعه يسرح في المراعي فذلك رهان خاسر وغير ممكن، وكان قد اتبعه بصحبة عمه على مدى سنوات، وجاءت اللحظة التي قال فيها الأمريكان:
ـ game over
واليوم؟
مايدفعه لبنان من تعطيل للحياة الدستورية، ومن غرق مالي، ومن ركود اقتصادي ومن إفلاس، بات متعلق حصرًا بذاك التحالف الخائب االذي نسجه التيار الوطني الحر مع حزب الله، وبما أن التيار بات غارقًا بالعزلة الشعبية أولاً وبالعقوبات الأمريكية ثانيًا فلم يتبق له سوى الارتهان الكامل لحزب الله.. ارتهان يغدو معه باسيل وتياره مجرد فصيل غير ثمين لدى حزب الله، يخلعه حين يشاء ويرتديه حين يرغب، وفي الحالين لاقيمة لارتدائه ولا أسف على خلعه.
باسيل وتياره راهن على حزب الله فانتهى رهينة لدى حزب الله.
تلك معضلة كبرى تعلن الموت السياسي لهذا التيار، وما تبقى من عمر ميشال عون الأب الروحي لهذا التيار بيد االله.
كل ماتبقى من التيار:
ـ إعلان السكتة القلبية لزعيمه وبعدها :
ـ لاتيار.
وبالتاكيد “ولا من يحزنون”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى