fbpx

إسرائيل وإيران: رعاة الإرهاب

كشفت إسرائيل عن رغبتها العلنية في إبراز حجم قوتها الاستخباراتية، فصرحت عن تعقبها وكشفها لمصانع أسلحة إيرانية، ومستودعات لتخزين الصواريخ الجاهزة للإنتاج في منطقة البقاع اللبنانية، وهو ما تحدث عنه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي؛ العميد رونين منليس، حيث قال أن إسرائيل وعبر استخباراتها تمكنت من الكشف عن موقع حزب الله السري في البقاع، حيث تعقبت أجهزة المراقبة والمخابرات الإسرائيلية تحركات عناصر المليشيا الموالية لإيران، وتيقنت من أنهم نقلهم بعض الأسلحة من المستودعات السرية، وتخبئتها في مباني مدينة في العاصمة اللبنانية بيروت.

كما سرب الجيش الإسرائيلي صوراً لمواقع سرية، لإيران على الحدود السورية – العراقية، وذلك عبر وكالة “فوكس نيوز” الأمريكية، الأمر الذي يراه خبراء بمثابة رسالة قوية واضحة ترسلها إسرائيل لإيران والمليشيات التابعة لها، مفادها؛ قادرون على مراقبتك ومعرفة أدق التفاصيل، وكف عن امتلاك وتطوير أسلحة لا نريد أن نراها هنا في الشرق الأوسط.

ولإسرائيل التي تحارب أذرع طهران في المنطقة، كما هو معلوم، خطوط حمراء، بحسب مراقبين لمرصد مينا، فهي لا تسمح بتجاوزها، اهمها منع وصول صواريخ بالستية لحزب الله، ومنع وصول سلاح كيماوي، وحرمان ايران من إنشاء قواعد عسكرية أو مصانع لتطوير الأسلحة في سوريا ولبنان.

وحدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن ميليشيات حزب الله اللبنانية تملك مجمعات معدّة لإنتاج المحركات والرؤوس الحربية للصواريخ ذات القدرة على الاستهداف بدقة 10 أمتار، أقيمت قرب بلدة النبي شيت في محافظة بعلبك – الهرمل، القريبة من الحدود اللبنانية السورية، في تصريح واضح من الجيش الإسرائيلي يكشف مدى اهتمامه وقدرته على متابعة وتعقب تحركات مليشيا حزب الله.

وتشير الصور التي نشرتها وكالة “فوكس نيوز” الأمريكية اليوم الجمعة، إلى إنشاء مجمع عسكري إيراني جديد، وهو بمثابة مخزن ومستودع للأسلحة، في معبر القائم بين العراق وسوريا، وتبيّن الصور وبدقة 10 كتل إسمنتية، موزعة على مجموعتين كل مجموعة تضم 5 كتل، ما يعني أن إسرئيل تخترق التحركات والمخططات الإيرانية، وهي قادرة على تنفيذ هجمات تدميرية، بعد أن توصلت لحجم وماهية هذه المصانع والمستودعات والأسلحة التي تعمل عليها.

إسرائيل من تهدد؟

الخبير العسكري والاستراتيجي فايز الدويري قال في لقاء مع مرصد مينا، ان إسرائيل حذرت إيران منذ تدخلها في سوريا إبان اندلاع الثورة السورية، من إزعاجها والاقتراب من حدودها مع سوريا في الجنوب ;ndashالجولان السوري المحتل- كما حددت لها خطوطا حمراء واضحة، حينما حذرت إيران من إيصال أسلحة نوعية لحزب الله، عدو إسرائيل على حدودها الشمالية، وأضاف الدويري ” منذ عام 2011 مع انطلاق الثورة السورية وضعت اسرائيل ثلاثة خطوط حمراء لا تسمح بتجاوزها وهي؛ منع وصول صواريخ بالستية لحزب الله، منع وصول سلاح كيماوي” وتابع الخبير الاستراتيجي: ” بعد التدخل الإيراني أضافت إسرائيل إلى خطوطها الحمراء منع إيران من إنشاء قواعد عسكرية قرب الجولان، ومنع إنشاء مصانع لتطوير أسلحة دقيقة في سوريا ولبنان خاصة بعد وصول صواريخ متوسطة للحشد الشعبي، حيث أن هذه المليشيا تهاجم اَي من الأهداف حسب توفر المعلومات”.

وبحسب رؤية الخبير الاستراتيجي “فايز الدويري” فإن الحرب أو التهديد الإسرائيلي هو موجه إلى أذرع إيران، ولن يحصل اشتباك مباشر مع إيران، والهدف المهم لإسرائيل هو منع وصول صواريخ بر بحر جو.

الحلقة الأمريكية

أمريكا إذا هي حلقة الوصل بين المتحاربين سياسياً المتحالفين اقتصادياً إيران وإسرائيل، وفي هذا الاطار ذكر موقع ديبكا الذي تسري أخبار سرية عنه؛ أنه لحزب الله أقلاماُ فيه، بأن وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”، أرسل رسالة إلى الرئيس اللبناني “ميشال عون”، حذره فيها من أنه على بلاده تفكيك مصنع الصواريخ الدقيقة رقم 2 فوراً أو ستقوم إسرائيل بالهجوم عليه، وستدعم الولايات المتحدة هذا الهجوم.

وذكر الموقع الإسرائيلي؛ إن الرسالة سلمت إلى وزير الخارجية اللبناني “جبران باسيل” ولم يتم نقلها بالوسائل الدبلوماسية العادية للسفارة الأميركية في بيروت، بل أرسلت مباشرة إلى الوزير “باسيل” وطلب منه إيصال محتواها إلى زعيم مليشيا حزب الله بشكل مباشر.

وفي الرسالة أوضح الوزير الأميركي، أن لدى إسرائيل معلومات استخباراتية مؤكدة عن المصنع الثاني الموجود على الحدود العراقية السورية في مدينة القائم التابع للبوكمال- هو لإنتاج الصواريخ الدقيقة الذي أنشأته إيران وحزب الله في لبنان، وأن معظم الجهود لتصنيع مثل هذه الصواريخ تتم به، بينما يهدف المصنع الموجود في بني شيت إلى تضليل إسرائيل.

وتضرب إسرائيل المعسكرات والمقرات التابعة للمليشيات الإيرانية، ولحزب الله في سوريا، ففي الأسبوع الماضي أدى القصف الإسرائيلي لمعسكر تدريب إيراني جنوب العاصمة دمشق إلى قتل عناصر لحزب الله كانوا متواجدين هناك، كما سقطت طائرتي استطلاع فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، مقر مليشيا حسن نصر الله.

لماذا إذاً لم تبدأ الحرب ؟

كل شيء يؤكد حالة التنافر بين الدولتين، لكن ما يجمعهما أكبر بكثير، إنه المال، المال صديق إسرائيل، وهو الكفيل بتهدئة الأجواء.

كما أن إيران ليست العدو الأساسي لإسرائيل، بل هم العرب دينياً، وبراغماتياً، وتاريخياً، فإيران هي دولة مصلحة تتعارض تارةً وتتقارب تارات، فنصف الاقتصاد الإيراني ينعشه اليهود.

وتكشف التقارير الصحافية، حجم التعاون الاقتصادي الذي يتم بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيران الثورة الإسلامية، حيث كشفت تقارير في القدس المحتلة، أن العلاقات الاقتصادية بين إيران وإسرائيل متينة على الرغم من العداء الظاهر بين الجانبين.

كما أفادت تقارير إسرائيلية بأن 200 شركة إسرائيلية على الأقل تقيم علاقات تجارية مع إيران، بينها استثمارات في مجال الطاقة الإيرانية، فقد أشارت صحيفة “هآرتس” إلى أنه على الرغم من سن قانون في الكنيست في عام 2008 يحظر على الشركات الإسرائيلية إنشاء علاقات تجارية مع إيران، إلا أن السلطات في إسرائيل لم تنفذ أية خطوة في هذا الاتجاه.

وما فضيحة إيران كونترا إلا مثالاً واقعياً عن وهن الحرب المفتعلة، وإنما الأمر برمته هو تكسير للرؤوس قبل نضوجها.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى