fbpx

ثالوث الحوثي، القاعدة، داعش.. تحالف في اليمن

برزت ملامح التنسيق بين مليشيا الحوثي مع تنظيمي القاعدة وداعش; إلى واجهة المشهد في اليمن، بالتوازي مع ارتفاع منسوب نزيف الميليشيا الحوثية في غير جبهة مواجهة مع القوات المشتركة.
ويلحظ أن ميليشيا الحوثي اتجهت لنسج تحالفات شيطانة تحت ضغط الخسائر اليومية التي تُمنى بها، وكذا تآكل خارطة سيطرتها الميدانية على وقع زحف القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية.
ورغم تصادم المرجعيات الأيديولوجية للحركة الحوثية مع مرجعيات القاعدة وداعش;، إلا أن ثمة تقارباً وصل حد التنسيق في بعض المناطق انطلاقاً من حاجة إيران لتشتيت جهد التحالف العربي والقوات اليمنية الحكومية، منعاً لمعركة إيقاف تمدد مشروعها في خاصرة الجزيرة العربية.
ويبدو أن القوى الدولية المؤثرة في الملف اليمني، قد لمست ارتباطاً بين الحوثيين وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، خاصة في غضون العمليات العسكرية التي شنتها القوات اليمنية المدعومة من الإمارات ضد المسلحين المتطرفين في محافظات جنوب وشرق اليمن.
ويقول محللون لـ;نيوز يمن;، إن نشاطات القاعدة وداعش في المناطق المحررة كشفت العلاقة بمليشيا الحوثي، مؤكدين أن تحركات المتطرفين لتنفيذ عمليات إرهابية مدفوعة برغبة لتخفيف الضغط العسكري على المليشيا الحوثية.
أدلة على وجود تعاون
وقد أكد مسؤول أمني يمني بأن وزرة الداخلية رصدت أدلة دامغة عن أعمال تنسيق تجري على الأرض لمواجهة الجيش اليمني في بعض المواقع بين قيادات القاعدة وداعش; من جهة، ومليشيا الحوثي من جهة أخرى، بدعم وتمويل من قطر وإيران لوقف تقدم الجيش ولنشر الفوضى وتقويض الأمن.
وقال اللواء محمد بن عبود الشريف، وكيل أول وزارة الداخلية، في تصريحات صحفية، إن ما جرى رصده في الأيام الأخيرة يؤكد أن هذه الجماعات الإرهابية الثلاثة الحوثيون والقاعدة وداعش; تربطها علاقات ببعضها البعض، وهناك تنسيق بين هذه الجماعات لتنفيذ أعمال إرهابية لزعزعة الأمن في البلاد ليصبحوا أصحاب النفوذ في تلك المناطق ويشكلوا خطراً على المواطن والدولة.
وأكد أن هناك العديد من الأدلة التي رصدتها وزارة الداخلية ومنها ما جرى أثناء تقدم القوات الحكومية في عدد من المناطق بينها البيضاء، وفي هذه المواقع كان من يقوم بالعمليات العسكرية ضد الجيش الوطني كل من القاعدة وداعش وهي مواقع توجد فيها الميليشيات الحوثية فيما لم تسجل خلال الفترة الماضية وقبل تقدم الجيش أي مواجهات مباشرة بين هذه الجماعات الثلاثة المتطرفة.
وأشار الشريف إلى أن هذه المكونات الثلاث اتفقت على مواجهة الحكومة الشرعية وبأدوار مختلفة لكل تنظيم، مضيفاً أن الأدلة التي تحصلت عليها الوزارة وما يجري رصده من تعايش في منطقة واحدة تجمع ;داعش والقاعدة وميليشيات الحوثيين; يؤكد على وجود ترابط وثيق وتنسيق في المواقف وآلية مواجهة الجيش.
وأوضح أن كل جماعة من هؤلاء تقوم بدور منوط بها، ومن ذلك ما يقوم به كل من داعش والقاعدة في هذه المرحلة من مواجهات مباشرة ضد الجيش في رداع.
وبحسب المسؤول الأمني، فإن الأدلة والمؤشرات تؤكد أن دعم هذه الجماعات يأتي من طهران مباشرة إلى قاعدتها في اليمن، المليشيات الحوثية، عبر ميناء الحديدة، ومن ثم تقوم الميليشيات الحوثية بعد حصولها على الأموال بتنفيذ ما صدر لها في إيران لدعم هذه الجماعات.
في حين تحدث تقارير للأمم المتحدة ومجلس الأمن عن علاقة للحوثيين بتنظيمي القاعدة وداعش، كما كشفت تحقيقات أيضاً عن تورط مليشيات الحوثي بزرع عبوات ناسفة بالمدن اليمنية ونسبها لداعش.
الحوثي وداعش نبتة إيرانية
ويقول خبراء في شؤون الجماعات المسلحة، إن إيران عملت على استقطاب العديد من مقاتلي القاعدة، بينهم قيادات الخط الأول والقيادات الوسطى، كما أنها رعت تقارباً بين الطرفين.
وقد أفضى التقارب إلى إبرام صفقات بين الحوثيين والقاعدة لتبادل أسرى في البيضاء وسط اليمن برعاية إيرانية وقطرية، إضافة إلى امتناع ميليشيا الحوثي عن إصدار بيان يؤيد العملية العسكرية ضد تنظيم القاعدة في المكلا وأبين أثناء مفاوضات الكويت في العام 2016.
يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد أنعم لـ;نيوز يمن;، أن إيران تستخدم تنظيم داعش الإرهابي لتحقيق مصالحها في المنطقة، وتطلق فتاوى بما تسميه الجهاد الكفائي; ضد التنظيم، ولكنها لا تحاربه، ويتحاشى التنظيم استهدافها رغم عدائه المزعوم للشيعة، مما يؤكد وجود تحالف ومصالح مشتركة بين الطرفين، ولم يوجه تنظيم داعش تهديداً صريحاً باستهداف إيران.
ويشير إلى أن إيران استخدمت داعش في تعزيز قوتها الإقليمية، حيث كانت تواجه صعوبة في إضفاء الشرعية على دورها في العراق، ويمكن أن تستخدم إيران التنظيم أيضًا في زيادة قوة الميليشيات الشيعية التي تدعمها والتي تلعب دورًا حاسمًا في بلدان عربية مثل العراق وسورية ولبنان والبحرين واليمن.
من جانبه يقول المحلل السياسي الدكتور علي إسماعيل في حديث لـ;نيوز يمن;، إن داعش لم تكن سوى صنيعة استخباراتية إيرانية هدفها تمزيق سبل التعايش بين أطياف المجتمعات، وذلك عبر تكريس حالات الاستقطاب المذهبي.
ويرى الدكتور إسماعيل، أن السياسة الإيرانية والدين المذهبي وجهان لعملة واحدة، وأن عناصر تنظيم داعش من الذين يتلبسون بالإسلام ويستخدمونه كحصان طروادة قد تم تدريبهم على أيدي الحرس الثوري الإيراني من أجل تسخيرهم لمصالحها، وهو مؤشر واضح على أن إيران هي الداعم الأساس لتنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية.
ويعتقد كثير من المحللين السياسيين، أن إيران عملت على صناعة تهديد جديد لأمن الإقليم والمجتمع الدولي، ووجدت في اليمن بيئة خصبة لزراعة هذا التهديد.
ويعزز هذا اختيار ;داعش; العاصمة صنعاء للإعلان عن نفسه للمرة الأولى في اليمن، رغم السيطرة الحديدية لميليشيا الحوثي على المدينة، وصولاً إلى تسويغ تمدد الميليشيا الحوثية في محافظات الجنوب والشرق تحت غطاء ;محاربة داعش
ويؤكد المحلل السياسي علي إسماعيل، أن هناك علاقات تاريخية بين مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة وداعش، وأن الدلائل تشير إلى أن الحوثيين مستعدون أن يتحالفوا مع أي قوى من أجل تحقيق مصالحهم، ومن مصلحة إيران أن تظهر أي تنظيمات أخرى لتخف الأنظار إليها، وبالمقابل تحقق مصالحها التوسعية في المنطقة دون رقابة دولية.
طموح إيران.. إقلاق الملاحة البحرية
تعمل المجموعات الإرهابية، بمن فيها ميليشيا الحوثي، على بسط نفوذها في المناطق الحيوية باليمن، بدعم وتمويل كاملين من النظام الإيراني، خاصة المناطق الساحلية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، في خطوة تعكس رغبة جامحة للتحكم بخطوط الملاحة الدولية البحرية.
وتعمل آلة الشر في المنطقة ;إيران وقطر;، لتحقيق هدف السيطرة على خطوط الملاحة البحرية بالاعتماد على مليشيا الحوثي، وتحالفاتها السرية التي تنتهي عند القاعدة وداعش.
وقد عززت عملية استهداف مليشيا الحوثي لناقلتي نفط سعوديتين في البحر الأحمر، حقيقة أنها أداة إيرانية رخيصة تتحرك على وقع الإملاءات القادمة من طهران.
ولم تحتَج إيران إلى الكثير من الدبلوماسية لتعلق على الحادثة بلسان قائد الحرس الثوري قاسم سليماني بالقول: البحر الأحمر لم يعد آمناً للقوات الأميركية;، بعد ساعات من إعلان السعودية وقف تصدير نفطها عبر مضيق باب المندب.
وتستميت المليشيا الحوثية في إبقاء السيطرة على المناطق الساحلية المطلة على البحر الأحمر، فيما تعمل التنظيمات الإرهابية للسيطرة على المناطق الجنوبية في اليمن، دون أن يتصادم الطرفان في أي من المناطق.
ويشكل مثلث الشر: (الحوثي وداعش -القاعدة) خطراً على خطوط الملاحة البحرية العالمية، الأمر الذي قد يعرقل حركة الملاحة في مضيق باب المندب الذي تعبره حوالى 5 ملايين برميل يومياً من النفط الخام، ونفس الأمر في خليج عدن الذي تعبره نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويًا بما يعادل 57 قطعة يومياً تشكل قدراً كبيراً من الاقتصاد العالمي.

وكالات
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى