fbpx
أخر الأخبار

وقد اهتزّت سمعة الديمقراطية.. ما الذي بقي لترامب أن يفعله؟

وقد وصلت نتائج الانتخابات الأمريكية إلى نهاياتها وفاز بادين، ما الذي تبقّى من أسئلة؟

لقد تسمّر العالم امام الشاشات، فالتحولات الامريكية تعني جميع سكان الكوكب.. هي كذلك أقلّه لأنها الدولة العظمي التي تتدخل في كل شيء.. في تنصيب حكومات، وفي إسقاط حكومات، وفي شنّ الحروب، وفي اعادة المدرعات الى ثكناتها، وكان هذا العالم ولأشهر، يصغي إلى حملات المتنافسين، وربما كان اكثر اهتمامًا بحملات جو بايدن وكان عنوانها واحد واختلافاتها كثيرة: صوِّتوا وسننهي الأمر “سننهي هذا الجنون، عدم الكفاءة، والمشهد اليومي المرهق لرئاسة دونالد ترامب”. وقبل عدّة أيام، قال بايدن: “أعدكم بهذا. سأنهي فوضى دونالد ترامب ومعها هذه الأزمة”.

ولكن السؤال اليوم ومع فوز بايدن كان:

ـ إلى أين وصلت الولايات المتحدة ما بعد عدّ الأصوات وإعلان نتائجها؟

سوزان غلاسر، تجيب عن بعض السؤال، وليس كل السؤال وكانت كتبت لنيويوركر:

ـ ليس بعد.

ليس بعد ماذا؟

تجيب غلاسر بالقول أن انتخابات 2020 – التي انتظرها الديمقراطيون لمدّة أربع سنوات منذ مفاجأة 2016 المذهلة التي جعلت ترامب رئيساً – ليست الضربة القاضية التي أرادها بايدن

فلطالما كان ترامب رئيس أقلّية، يحكم جزءاً من البلاد في مواجهة بقية البلاد. والصدمة الناجمة عن انتخابه عام 2016، أصبحت منطقه السياسي، وفي نهاية المطاف مخطّطه لإعادة انتخابه. لماذا يفعل شيئاً مختلفاً بينما تحدّى الجميع وفاز في المرّة الأولى؟ مع احتساب آخر الأصوات، سيظهر بشكل شبه مؤكد أن بايدن تخطّى هامش التصويت الشعبي لكلينتون البالغ 2.87 مليون. ومع ذلك، اعتقد ترامب حتى النهاية أن لا شيء مهمّاً سوى الحفاظ على دعم قاعدته الجمهورية. وحتى قبل صدور النتائج النهائية، كان يمكننا القول إنه لا تزال هناك دولتان، وإن ترامب، على الرغم من كوارث حكمه، احتفظ بولاء الغالبية العظمى من أميركا الحمراء، أميركته.

في النهاية، المسألة ليست مسألة استطلاعات رأي صائبة أو خاطئة، على الرغم من أنها بدت كذلك في بعض الولايات الرئيسة. إنها مسألة عدم اليقين في بلد منقسم إلى حدّ الإيلام، ولعلّها السمة الأبرز لواشنطن، وللسياسة الأميركية على نطاق أوسع، في عهد ترامب. تشكيك ترامب المستمرّ في مؤسّساتنا الحكومية ونظامنا الانتخابي قد أسفر عن النتيجة المرجوّة، حتى لو لم يَعد رئيساً لأربع سنوات أخرى: قوة عظمى مُمزّقة من الداخل، ولم تعد تثق بديمقراطيتها.

لطالما شعرْت في عهد ترامب أن تغطيَتِي الإعلامية لواشنطن الترامبية مَهمّة غريبة. كذلك الأمر أثناء تجوالي في العاصمة في الأيام القليلة الماضية ورؤية واجهات المتاجر مغطّاةً بألواح خشبية، والشوارع مطوّقة بحواجز إسمنتية في محيط البيت الأبيض، تحسّباً لأحداث عنف غير مسبوقة بعد الانتخابات.

سوزان غلاسر تصف مشاهداتها فتقول :رأيْت مثل هذه المشاهد من قَبل في أماكن مثل أذربيجان وروسيا. إنها أميركا ترامب، وليست أميركا التي عرفتها”.

إذاً، ماذا الآن؟

حتى اللحظة، يمكننا قول شيء واحد: القلق وعدم اليقين في هذه الانتخابات سيتمدّدان إلى صراع ما بعد الانتخابات، والذي قد يطول مع عواقب محتملة على ديمقراطيتنا، ستتجاوز بكثير الأسئلة الضيّقة حول موعد احتساب الأصوات الغيابية في ولاية بنسلفانيا، وسبب توتر نساء الضواحي في الغرب الأوسط من ترامب أكثر بكثير من اللاتينيات في جنوب فلوريدا.

النتيجة المرجوّة تَحقّقت: قوة عظمى مُمزّقة من الداخل، ولم تعد تثق بديمقراطيتها.

تتابع غلاسر  “مهما حدث في المحاكم، فمن المؤكد أن ترامب سيكون في دوّامة من عدم اليقين خلال الشهرين المقبلين، إلى حين موعد حفل التنصيب، وحتى بعد القرار الحاسم. وكَمَن يسعى للانتقام في أفضل الأوقات، سبق وأشار ترامب قبل الانتخابات إلى أنه قد يطرد قائمة طويلة من المسؤولين في حكومته مِمَّن يعتبرهم غير مخلصين بشكل كافٍ أو غير مستعدّين للالتزام بأوامره. ومِن هؤلاء مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، المدعي العام ويليام بار، مديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبيل. وحتى في خضمّ الوباء، قد تطاول اللائحة كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد، الدكتور أنتوني فاوتشي”.

ولكن ترامب خسر، ما الذي بوسعه أن يفعله؟

حتى في حال خسر ترامب، سيطردهم، ربّما بالتأكيد حينها. ببساطة، قد يطردهم في الغد. كيف لنا أن نعرف ذلك؟ هذا بالضبط ما فعله بعد خسارة الجمهوريين في الانتخابات النصفية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، حينما قام بفصل المدّعي العام، جيف سيشنر، غداة اليوم التالي.

الانتقام ليس الخطر الوحيد الذي ينتظرنا. حتى بعد هزيمته، قد يستخدم ترامب سلطاته التنفيذية لإلحاق المزيد من الأضرار قبل الـ20 من كانون الثاني/ يناير. يمكنه كسر الأعراف والتقاليد أكثر مما فعل، وقد يعفو عن أسرته وأصدقائه، وربّما حتى عن نفسه. يمكنه أن يهزّ ثقة الجمهور بلقاح فيروس كورونا، أو أن يوقف معركة الحكومة ضدّه تماماً. هناك العديد من السيناريوات للخراب الذي قد نشهده، وجميعها تنسجم إلى حدّ كبير مع رئاسة ترامب حتى الآن.

لذا، فإن السؤال الآن ليس إلى أيّ مدى سيذهب ترامب للبقاء في منصبه؟ فقد أجابت السنوات الأربع الماضية على ذلك بشكل قاطع، بل هل هناك مِن أحد ليوقفه بينما تَدخُل أميركا في حالة من عدم اليقين الخطيرة لانتخابات لا فائز فيها حتى اللحظة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى