fbpx

أسواق النفط بين اتفاق واشنطن وبيجين وهجمات العراق

انعكست تصريحات الاتفاق التجاري المنتظر بين الصين وامريكا، على أسواق النفط الدولية؛ فارتفع سعر برميل النفط إلى أعلى مستوى له منذ ثلاثة أشهر!.

من جهة أخرى سببت توترات العراق الأخيرة ، وعمليات القصف الأمريكي على مقرات لميليشيات تابعة لإيران في العراق ، رد فعل أولي ، وصف بأنه محدود ، في أسواق النفط العالمية بعد أن حذر مسؤولو الإدارة الأمريكية من احتمال اتخاذ إجراءات إضافية بعد تلك الضربات. 

ويتابع المراقبون عن كثب ، منطقة الشرق الأوسط عقب الهجمات الجوية الأمريكية.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ، خمسة سنتات لتبلغ 61.77 دولار للبرميل الواحد، وسجلت العقود الآجلة لخام برينت 68.36 دولار للبرميل بنسبة ارتفاع 0.3% ما يقارب 20 سنت، وصعد الخام القياسي العالمي نحو 27% في عام 2019، وحافظ الخام الأمريكي على نسبة ارتفاع تقارب 36% منذ بداية العام.

الاتفاق التجاري المنتظر

صرح مستشار التجارة في البيت الأبيض ، بيتر نافارو ، أن المرحلة الأولى من اتفاق التجارة الجديد بين واشنطن وبكين ؛ يرجح توقيعها أوائل العام 2020.
واعتبر المستشار التجاري أن تأخر التوقيع مرده انتظار أعمال الترجمة وانتهائها (تأخير تقني ) .

وقد أعلنت وزارة التجارة الصينية أنها على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة بشأن توقيع الاتفاق التجاري الذي طال أمد انتظاره.

وأشارت الوزارة الصينية أن تعاملها مع الخلاف التجاري مع الولايات المتحدة ، كان استباقياً بحيث طبقت قرارات الحكومة المركزية.

حرب تجارية وتنافس محموم

تحولت المواقف الصينية سلبياً تجاه الولايات المتحدة الأمريكية ؛ وتصاعد هذه ااتحول مع وصول الرئيس دونالد ترامب لكرسي الرئاسة في البيت الأبيض.

وتعتبر الأبعاد الاقتصادية من المسببات الرئيسية للتوتر بين البلدين!.
وفي تعليق الخبير الاقتصادي ” راي براون” الذي عمل للحكومة الأمريكية بين عامي 2001-2018، رأى أن الفوائد الاقتصادية لانضمام الصين لمنظمة التجارية العالمية ؛ لم تكن بالشكل المتوقع.
وأكد بروان أن انضمام الصين للمنظمة كان بهدف تغيير المنظمة ، لا أن تتغير الصين نفسها!.
وتسبب التصرف الصيني بمزيد من الخسائر في الوظائف في السوق الأمريكي ، عرفت باسم الصدمة الصينية ، التي تسببت بإغلاق عدد من مصانع الولايات المتحدة.
وتتهم الولايات المتحدة الحكومة الصينية بسرقة الأسرار التجارية والفكرية ، والعمل على القرصنة الإلكترونية والتجسس عبر عمليات تسلل أو ابتزاز .
قال كريستوفر راي ، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ، في شهادته أمام الكونغرس الأمريكي ، والتي نقلتها الـ BBC : أن 1000 تحقيق من التحقيقات التي أجريت مؤخراً في سرقات فكرية من مؤسسات أمريكية تشير بإصبع الاتهام إلى الصين!.
في الشق العسكري تعتقد وزارة الدفاع الأمريكية ، أن التعامل مع قوة الصين الصاعدة أحد أهداف الولايات المتحدة العسكرية ، في العقود القادمة حيث انتاب القلق كثيراً من المسؤولين في واشنطن للسرعة الرهيبة التي بنت فيها الصين جزرا صناعية في بحر الصين الجنوبي ، وأجهزتها بالأسلحة !.

سوق النفط وعوامل تغيير الأسعار

تسيطر العوامل السياسية والاقتصادية على أسعار النفط الخام في العالم ، فقد شهد العام الحالي عوامل كثيرة دعمت ارتفاع سعر النفط ، فيما كبحت عوامل أخرى هذا الارتفاع!.

ويعتبر الصراع التجاري بين واشنطن وبكين من العوامل المسببة لهبوط سعر الذهب الأسود ” النفط” لتارجع الطلب العالمي وما رافق ذلك من تراجع نمو الاقتصادي الصيني المصنف كأكبر مستورد للنفط وثاني أكبر اقتصاد في العالم!.

من جهة أخرى ، فإن للاضطرابات الجيو- سياسية في المنطقة التي تحوي كبرى الدول المصدرة للنفط، من العوامل الداعمة لرفع السعر خوفاً من نقص المعروض في السوق.

نظرة مستقبلية

قدّم بنك ” جي بي مورجان” توقعات إيجابية لسوق النفط العالمي ، متنبئاً بتوازن كبير بين العرض والطلب في عام 2020 ، في ظل زيادة تخفيضات أوبك (أقرت منظمة أوبك خفضاً للانتاج بواقع 500 ألف برميل يومياً تضاف الخفض السابق فيصبح معدل الخفض 1.7 مليون برميل) لكبح ارتفاع المعروض مع تراجع الطلب العالمي المتوقع.

هذا وعدّل بنك الاستثمار توقعاته لسعر خام برنت إلى 64.5 دولار للبرميل في عام 2020 ، في حين كانت التسعيرة السابقة 59 دولار ؛ مع التوقع بانخفاض سعر البرميل لـ 61.5 دولار عام 2021.

يذكر أن أسعار النفط تتلقى الدعم من انخفاض مخرونات النفط الأمريكية، التي تراجعت 5.5 مليون برميل في 20 ديسمبر الماضي ، بشكل يتجاوز توقعات استطلاع وكالة رويترز البالغ 1.7 مليون برميل!. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى