fbpx
أخر الأخبار

حافظ الأسد.. مهندس العشوائيات

منشور على “الفيس بوك”، يحكي بعض القصة السورية.. المنشور يحكي وبالكثير من :

ـ التباهي / الإعجاب.

بل ويسجل الحادثة كما لو مأثرة.

لنقرأ القصة كما وردت في المنشور.

يكتب صاحب المنشور:”تم إستكمال بناء قصر الرئاسه بأواخر حياة السيد الرئيس حافظ الأسد .. وقام بجوله على جسر الرئيس الذي تسمى بإسمه .. وأثناء جولته القصيرة نظر من على الجسر للأعلى بإتجاه قصر الرئاسه .. فشاهد حوله وبالقرب منه بعض الأبنيه العشوائيه (يقصد حي الـ 86) .. فسأل مرافقه .. ماهذه الأبنيه هناك .. القريبه من القصر؟ فأجابه .. سيدي .. إنها مخالفات سكنيه . وغرف متناثرة .. تشوه منظر القصر .. وقد تؤدي لمخاطر أمنيه .. وسنهدمها .. ونزيلها سريعا ..فنظر إليه مبتسما .. وقال .. ماذا تقول أعد ماقلت .. فأعاد مؤكدا على إزالتها .. فقال .. ظننتك ستقول إنها بيوت فقراء ومساكين .. وسنساعدهم على ترميمها وتجميلها.. وإعلم إن أي غرفة او منزل عند ساكنيه وأصحابه هو .. قصر .. وأعظم من أي قصر .. ولو كان بإستطاعتهم لشيدوا أفضل منها.. آمرك بدعمهم ومساعدتهم وتقديم مواد البناء اللازمه لترميمها وتحسين وضعها .. إن وجودهم حول القصر يزيده جمالا .. وطهارة وأمنا .. هم الذين بنوه .. وهو قصرهم .. إنه قصر الشعب .

ومازالت البيوت عامرة هناك بالمحبه للراحل العظيم .. حافظ الأسد .. وعندما جاء بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة سأله ما هذه العشوائيات التي تطل على قصر الشعب .. فأجابه الراحل بإبتسامة .. وقال انهم الحرس الجمهوري الحقيقين للعاصمة السورية”.

يستوقفنا في المنشور أمرين:

ـ أولهما، أن حافظ الأسد لم يكن يعرف ما يحيط بقصره من خرائب، وهذا يعني أن الرجل كان محاطًا بـ “العزلة ” والستائر”، فليس هو بـ “عمر” الذي يطل على امرأة تطبخ البحص لينجدها بالطحين، ولا هوبقيصر الذي بنى المبراطورية كما لو كانت معجزة معمارية.

ـ ثانيهما ما قاله لبيل كلينتون “هؤلاء حرّاس القصر”.

وقد يكون هذا الاستخلاص مصيبًا، فـ “الجيتو”، الذي يعني تراكم العزلة والعنف، هو ما أنشأ في بلد مثل سوريا، مجموعات سكّانية تحزّم المدن، وتضاف إلى حواضن النظام، وهذا بالفعل ما بات مدركًا ما بعد 2011، وما كان مخططًا له منذ استيلاء العسكر وطغمة حافظ الأسد على السلطة، وقد اجتاحت المدن وعبثت بها، حتى بات مخطط “ايكوشار” للمدينة، منسيًا وحوّل المدينة الى عشوائيات، وهي عشوائيات لا في العمارة فحسب، بل في الثقافة بدءًا من المطبخ المنزلي / الأزياء / وصولاً للمطبعة وقد احتلتها صحف السلطة، وشعر السلطة، وأدب السلطة، وانتهك في طريقه الطبقة الوسطى التي تؤسس للثقافة والحوار والسلم الاجتماعي، وربما هذا كان حال غوطة دمشق وقد تحوّلت من شجرة جوز وكرز، إلى بنادق وخنادق، وعسكر يحرثون الشجرة وينتهكون ملكيات الناس، وينتجون طبقة من أثرياء البيرقراط الحكومي بشقيه المدني والعسكري، دون نسيان تحويل مناطق كثيرة من غوطة دمشق إلى دور بغاء كما حال منطقة تل منين، وما ينطبق على دمشق ينطبق على حلب، وسواها من المدن السورية التي أحيطت بالعشوائيات وهي العشوائيات التي تحوّلت إلى خزّانات احتياطية للسلطة كما كان حال عشوائيات حمص وقد باتت مستودعات ذخائر، تطلق نيرانها على الحماصنة الذي تساقطوا بدمهم في ساحة الساعة بعد نصف عقد من سطوة حافظ الأسد على الحكم.

يحكون عن الطغاة.

ليس هذا حال الطغاة عبر التاريخ.

ـ ليس هذا حال الطاغية الروسي  “إيفان الرهيب”، وقد ” استدعى معماريين  ليسألهم عما إذا كانوا يستطيعون إقامة تحفة معمارية فريدة النمط بقبابها التتارية العظيمة، وحين أجاب المعماريون بالإيجاب قام بفقء أعينهم حتى لا تظهر إلى النور تحفة معمارية مماثلة، فكانت الكرملين وما زالت من أبدع ما أبتكره المعمار.

ولا هو بقيصر روما “أكتافيان”، وقد جعل الفلسفة من مستلزمات المهندس المعماري في حضارة الرومان، وقد ابتكر النظام الإشعاعي في تخطيط المدن (وهو النظام الذي خططت عليه المدينة الإسكندرية القديمة وواشنطن الحديثة) ولابد أن ليوناردودافنشي، وبلاديو وميكل أنجلو كانوا من مهندسي زمن الطغاة.

اكثر ذلك لس هو “محمد علي باشا”، ومازالت عمارة القاهرة تحن اليه، ولا هو بالطاغية الفاطمي الذي بنى “المحروسة”، كما أبدع البنيان.

إنه حافظ الأسد.. مهندس العشوائيات.

العشوائيات التي تعني “الحرس الجمهوري”.

ـ حرّاس الموت.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى