fbpx
أخر الأخبار

احتجاجات إيران تتواصل وتطيح بوزير العمل

مرصد مينا

تواصلت المظاهرات في عدد من المدن الإيرانية احتجاجا على الأزمة الاقتصادية والأوضاع المعيشية المتردية في البلاد، إذ خرج التجار في مدينة خرم آباد عاصمة محافظة لورستان غرب البلاد، اليوم الأربعاء، للتظاهر احتجاجاً على ارتفاع الضرائب، وانهيار العملة المحلية، كما انضم إليهم تجار مدينة فسا بمحافظة فارس جنوب البلاد. كما شهدت أيضاً مدينة عيلام (غرباً) إقفالا للمحال التجارية.

وكانت احتجاجات عدة شهدتها “بازارات” أراك وكازرون وميناب وأصفهان، أمس الثلاثاء، بسبب ارتفاع الضرائب المفروضة على القطاع الخاص من جهة وانهيار العملة الإيرانية بشدة، كما أغلق تجار الهواتف المحمولة في مدينة نجف آباد في محافظة أصفهان محالهم، احتجاجا على تقلب سعر الدولار وارتفاع معدلات الضرائب، فيما أضرب مئات من أصحاب المحال عن العمل في العاصمة طهران، أيضا، وأغلقوا متاجرهم.

يشار أن التظاهرات تتزامن مع ارتفاع الأسعار والضرائب. في حين سجل سعر الدولار ارتفاعا ملحوظاً، ووصل إلى رقم قياسي تاريخي، بلغ 33 ألف تومان يوم الأحد الماضي (12 يونيو)، ما فجر شرارة تلك الاحتجاجات.

أما العملة الإيرانية ففقدت 25% من قيمتها مقابل الدولار الأميركي، منذ بداية السنة الهجرية الشمسية الإيرانية (تبدأ في 21 مارس). فيما بلغ معدل التضخم الرسمي في البلاد نحو 40 بالمئة، بينما تجاوز 50 بالمئة في بعض التقديرات.

بينما يعيش أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 82 مليون نسمة تحت خط الفقر.

في سياق متصل استقال حجة الله عبد المالكي وزير العمل الإيراني أمس وسط احتجاجات يومية في أنحاء البلاد على زيادة تكاليف المعيشة يشارك فيها موظفون متقاعدون وتجار وعمال، وفي حين لم يتضح ما إذا كانت استقالة عبد المالكي مرتبطة مباشرة بالاحتجاجات المستمرة منذ شهر، اتهمه العضو البارز في البرلمان ناصر موسوي لاريجاني «بعدم الكفاءة» في مواجهة الاحتجاجات.

وقال الموقع الإلكتروني لوكالة تسنيم للأنباء شبه الرسمية إن استقالة الوزير جاءت عقب «انتقاد متصاعد لإدارته لسوق العمل ولزيادة هزيلة في أجور التقاعد». وأضاف الموقع في إصداره باللغة الإنجليزية «أثار فشله في توفير عدد مقرر من الوظائف وكذلك الاحتجاجات المتزايدة على الزيادات غير الكافية في أجور التقاعد تكهنات بأن البرلمان سيعزله».

وزارة العمل والتعاون والرعاية الاجتماعية أنها ستزيد أجور التقاعد بنسبة 57.4 في المائة إلى 55.8 مليون ريال إيراني (177 دولارا) في الشهر، لكن من يتقاضون أجور التقاعد قالوا إن هذه الزيادة قليلة للغاية ومتأخرة للغاية في مواجهة التضخم المستمر منذ سنوات.

وكالة «رويترز» عن النائب لاريجاني قوله أمام البرلمان: “مستوى عدم الثقة غير مسبوق بينما نشهد احتجاجات وغضب العاملين والمتقاعدين». وأضاف أن المتقاعدين عن العمل نحوا كرامتهم جانبا ونزلوا إلى الشوارع لطرح مطالبهم. ومضى قائلا إن اللوم يقع «مباشرة على عدم كفاءة عبد المالكي”.

وأشارت المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أمس إلى استمرار الاحتجاجات في عدد من المدن الإيرانية. وجاء في منشور لم يتم التحقق منه أن إضرابات جزئية وقعت في البازارات (الأسواق) في العاصمة طهران وبلدة كازرون في وسط البلاد وفي مركز أراك الصناعي.

من ناحية ثانية، أدخل أكثر من 130 شخصا المستشفى الاثنين في إيران لمعاناتهم من مشاكل في التنفس جراء تسرب من مصنع للمواد الكيماوية في جنوب إيران، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي أمس، مؤكدا أن غالبيتهم غادروا المستشفى.

وأوضحت وكالة «إرنا» أن تحقيقا فتح لمعرفة أسباب تسرب غاز النيتروجين من مصنع لإنتاج كربونات الصوديوم في مدينة فيروزآباد بمحافظة فارس. ونقلت عن مدير هيئة إدارة الكوارث في المحافظة خليل عبد اللهي قوله إن «المصابين عانوا بمعظمهم من مشاكل تنفسية ناتجة عن غاز النيتروجين، وهو غير خطر»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأشار مسؤول طبي في المحافظة إلى أن غالبية هؤلاء غادروا المستشفى، وأن الحادث لم يؤد لأي وفاة، وفق «إرنا».

وافتتح المصنع في عام 2020، وتبلغ طاقته الإنتاجية 320 ألف طن سنويا، وفق الإعلام الرسمي الإيراني. وتستخدم كربونات الصوديوم في صناعة مواد التنظيف والصابون والورق والزجاج ومنتجات بتروكيماوية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى